انتشرت الدبابات اليوم الخميس خارج القصر الرئاسي بمصر الذي يعرف باسم قصر الاتحادية في شارع شهد اشتباكات بين مؤيدين للرئيس محمد مرسي ومعارضين له استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح. وقال شهود عيان إن ما لا يقل عن ثلاث دبابات انتشرت خارج القصر الرئاسي كما شوهدت ناقلتا جند مدرعتان على الأقل في محيط القصر. وتوقفت أعمال العنف التي بدأت بعد ظهر الأربعاء وساد الهدوء الشوارع. وسارت حركة المرور بصورة طبيعية في الشوارع التي تناثرت فيها الحجارة التي تبادل المحتجون التراشق بها خلال الاشتباكات. ولا يزال مئات من أنصار مرسي في المنطقة. في هذه الأثناء قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن خمسة أشخاص توفوا جراء الاشتباكات المستمرة بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه في محيط قصر الرئاسة بضاحية مصر الجديدة في القاهرة. ونقلت الوكالة عن الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف المصرية قوله إن ثلاثة أشخاص توفوا إثر إصابتهم بطلقات نارية ونقلوا إلي مستشفى هليوبوليس. وقال سلطان إن الثلاثة هم محمود محمد إبراهيم ومحمد خلاف ومحمد ممدوح أحمد. وأضاف إن إجمالي عدد المصابين الذين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى المستشفيات بلغ 346. كما نقلت الوكالة عن الدكتور ميلاد إسماعيل مدير مستشفى منشية البكري قوله إن المستشفى استقبل في الساعات الأولى من اليوم الخميس جثة لشاب يدعى هاني سند الإمام (32 عاما) توفي إثر إصابته بطلق خرطوش في الصدر. وفي وقت لاحق نسبت الوكالة إلى إسماعيل قوله إن شابا يدعى محمد محمد السنوسي (22 عاما) توفي جراء إصابته بطلق ناري في الصدر. وقال إن مستشفاه استقبل 190 مصابا تراوحت إصابتهم بين جروح وكدمات واشتباه في كسور وطلق خرطوش وطلق ناري واختناقات نتيجة استنشاق الغاز. وقالت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي إن القتلى الخمسة من مؤيدي الرئيس. وأضافت الجماعة قائلة في موقعها الرسمي على الانترنت " استشهد خمسة من مؤيدي الرئيس مرسي في محيط قصر الاتحادية إثر إصابتهم بطلقات نارية من قبل البلطجية". وقالت الوكالة إن الاشتباكات في محيط قصر الرئاسة استمرت في الساعات الأولى يوم الخميس. وأضافت:" واصل الجانبان إلقاء قنابل المولوتوف والرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة وسط عمليات كر وفر في المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي والشوارع الجانبية بها". وذكرت الوكالة أن مدرعتين تابعتين للأمن المركزي دخلتا المنطقة للفصل بين الجانبين وأطلقتا قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين ووقف الاشتباكات. من جهة أخرى أحرق متظاهرون مناوئون للرئيس ولجماعة الإخوان المسلمين مقر الجماعة بمدينة الإسماعيلية. وألقى المتظاهرون بقنابل المولوتوف على المقر مما أدى إلى اشتعال النار فيه وإحراق محتوى المكاتب الموجودة بداخله. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات نتيجة الحريق. كما تعرض مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة السويس لحريق مماثل. وسبق الحريقين تجمعات لمعارضي الرئيس والإخوان هتفت ضدهما بالإسماعيلية والسويس الواقعتين شرقي مصر. وعلى الصعيد السياسي قال رئيس ديوان رئيس الجمهورية في مصر، السفير محمد رفاعة الطهطاوي، إن الرئيس محمد مرسى سيوجه خطابا "مؤثرا" يحمل أخبارا هامة للشعب المصري اليوم الخميس. وأضاف الطهطاوى في مداخلة مع محطة محلية أن لديه معلومات حول اجتماع عدد ممن وصفهم ب"الفلول" مع شخصية صعيدية بأحد الفنادق، للتدبير للاعتداء على المتظاهرين، معتبرا أن رئاسة الجمهورية غير مسؤولة عما وقع الأربعاء من اشتباكات أمام قصر الاتحادية. وكان محيط القصر الرئاسي شهد في وقت سابق اشتباكات بين مؤيدي الرئيس مرسي ومعارضيه تبادل خلالها الطرفان إلقاء القنابل الحارقة. واندلعت الاشتباكات بعد أن دعت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي أنصارها للتوجه إلى القصر الرئاسي حيث يحتشد معارضو مرسي للاحتجاج على إعلان دستوري وسع به سلطاته. وكان نائب الرئيس المصري المستشار محمود مكي عقد مؤتمرا صحفيا الأربعاء قال فيه إن الاستفتاء على مسودة الدستور سيتم في موعده رغم الاحتجاجات المتزايدة. وقال مكي إن الاحتجاجات ليست السبيل للخروج من الأزمة، وإن "باب الحوار" مفتوح. وأضاف مكي في مؤتمر صحفي إنه لا بد من حدوث توافق، واقترح فتح حوار بشأن المواد المختلف عليها في مسودة الدستور. وعاد مرسي لمواصلة مهامه في القصر الرئاسي الأربعاء بعد يوم من حصاره على يد متظاهري المعارضة الغاضبين إزاء محاولاته تمرير دستور جديد في استفتاء في 15 من ديسمبر الجاري بعد إصدار إعلان دستوري قام بموجبه بتوسيع سلطاته لفترة يقول إنها مؤقتة. وقال مرسي إنه أصدر الإعلان الدستوري للحيلولة دون قيام القضاء، الذي ما زال فيه الكثيرون من مؤيدي النظام السابق، بعرقلة مسودة الدستور الجديد. وقال محمد غزلان المتحدث باسم الإخوان المسلمين في بيان إن الجماعة و"قوى شعبية أخرى" دعت إلى التظاهر" لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي قامت بها فئة تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوة". وأضاف إن الهدف هو" إظهار أن الشعب المصري هو الذي اختار هذه الشرعية وانتخبها، وأنه بإذن الله تعالى قادر على حمايتها وإقرار دستوره وحماية مؤسساته". من جهة أخرى، دعت القوى المعارضة، التي حشدت بالفعل مساء أمس عشرات الآلاف أمام قصر الرئاسة بحي مصر الجديدة، إلى تظاهرة جديدة في المكان نفسه كما صرح محمد وأكد المتحدث باسم الجبهة الوطنية للعدالة والديموقراطية. وقال وأكد "اتفقتا بالتنسيق مع القوى الثورية على التظاهر أمام القصر الرئاسي. إذا لم يهاجمنا الإخوان المسلمون فإن الأمور ستجرى على خير. وإذا حدث العكس فإننا سنحمل مرسي المسؤولية". وقال السياسي المعارض محمد البرادعي الأربعاء إن الرئيس محمد مرسي يجب أن يحمي المتظاهرين المتجمعين عند قصره الرئاسي " إذا أراد الحفاظ على ما تبقى له من شرعية". وبعد اندلاع مصادمات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه خارج قصر الاتحادية في القاهرة كتب البرادعي في حسابه على موقع تويتر "في ضوء ما يحدث الآن أمام (قصر) الاتحادية احمل الدكتور مرسي مسؤولية حماية التظاهرات السلمية أينما كانت إذا ما أراد الحفاظ على ما تبقى له من شرعية". ودعا المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، أنصاره إلى الخروج للتظاهر، مما زاد من المخاوف من وقوع مواجهات واشتباكات بين الإسلاميين ومعارضيهم.