أكد المشاركون في الندوة الفكرية (الحوار الوطني طريقنا لبناء اليمن الجديد) والتي اختتمت اليوم في نادي ضباط القوات المسلحة بصنعاء...ان نجاح الحوار الوطني مرهون بالوصول إلى حلول جذرية للقضية الجنوبية ومشكلة صعدة. وأكدت توصيات الندوة التي نظمتها صحيفة 26سبتمبر على مدى ثلاثة أيام برعاية الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن نجاح الحوار مرهون بالوصول إلى حلولٍ حقيقية وجذرية للقضية الجنوبية ومشكلة صعدة من خلال البحث في الأسباب والعوامل التي أدت إلى استفحالهما على ذلك النحو المهدد لحاضر ومستقبل اليمن. وأشارت التوصيات إلى ضرورة استكمال توحيد وهيكلة وبناء المؤسسة الدفاعية والأمنية على أسس علمية تمكنها من القيام بواجباتها ومهامها الوطنية وفقاً للدستور والقانون اللذين يضمنان حياديتهما. وطالب المشاركون الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس مؤتمر الحوار الوطني باتخاذ كل ما يراه ضرورياً ومناسباً لنجاح سير فعاليات مؤتمر الحوار الوطني. ودعا المشاركون مكونات الحوار للعمل باتجاه بناء دولة مدنية تتأسس على مبدأ المواطنة المتساوية وتكون فوق التكوينات القبلية والمذهبية والطائفية، والأحزاب. وأوصت الندوة بالاهتمام بمنتسبي القوات المسلحة والأمن والعمل على تأهيلهم تأهيلاً علمياً عسكرياً عالياً بما يتوافق مع مسؤولياتهم ومهماتهم العسكرية والأمنية ودورهم في ترسيخ قيم الأمن والاستقرار. وأكد المشاركون على أهمية اضطلاع المؤسسة الدفاعية والأمنية بدورها ومسؤولياتها في تهيئة الأجواء والمناخات الآمنة لإنجاح اجتماعات لجنة الحوار الوطني في المدن المحددة لاحتضان فعاليات الحوار الوطني. ودعت الندوة المتحاورين أن يضعوا نصب أعينهم أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وبما يحقق آمالهم وتطلعاتهم في التغيير وبناء يمن جديد خال من الظلم والفساد، يمن تسوده الحرية والعدالة. وأكد المشاركون في الندوة على أهمية إنهاء كافة أشكال وأساليب الالحاق والإقصاء والتهميش والنهب الذي طال اليمن والمحافظات الجنوبية بصفة خاصة، مشيدين بدور الحراك الجنوبي السلمي في إذكاء روح الثورة والتغيير في نفوس اليمنيين جميعاً بخروجه إلى الشارع منذ العام 2007م، رافضاً ومقاوماً لكافة تلك المظالم. وأوصى المشاركون باتخاذ كل ما من شأنه النأي بالقوات المسلحة والأمن عن المماحكات والمكايدات السياسية والاستقطابات الحزبية، مؤكدين على جدية حياديتها ومهنيتها العسكرية- الأمنية. ورأى المشاركون ضرورة أن يسهم الإعلام والصحافة بواجباتهم لنجاح مؤتمر الحوار الوطني.. وأن تحظى المرأة بحقها في المشاركة في الحوار بفاعلية. وأكدوا على الأهمية القصوى لحيادية الإعلام الرسمي وضرورة أن يكون على مسافة واحدة من جميع الشركاء والفرقاء.. وأن يصان من مخاطر الاستفراد والاستحواذ أو الانحياز إلى الحزب أو الجماعة أو الفرد. وأوصى المشاركون بضرورة ترشيد الخطاب الإعلامي وتحديداً الإعلام الرسمي بحيث يقف على مسافة واحدة من جميع المكونات السياسية والاجتماعية. ورأى المشاركون ضرورة أن يتم إيلاء اهتمام كبير لمنظمات المجتمع المدني بوصفها أداة فعالة وشريكة مهمة في تنمية وتطوير المجتمعات المحلية. كما أكد المشاركون على أهمية أن تحظى المرأة بالدعم الكافي والمساندة لكي تنال حقوقها الكاملة كعنصر فاعل ومساهم في القرارات التنموية والسياسية والاجتماعية. وشارك في جلسات الندوة نخبة من المفكرين والسياسيين والباحثين والأكاديميين استعرضوا وناقشوا في (24) ورقة عمل انتظمت في خمسة محاور عددا من القضايا والمسائل الهامة ذات الصلة بالراهن المعاش والإشكاليات التي تقف امام المجتمع اليمني ومجتمعاته المحلية. و رفع المشاركون في الندوة برقية شكر وتقدير الى رئيس الجمهورية قالوا فيها " أدركنا نحن المشاركون في الندوة الفكرية (الحوار الوطني.. طريقنا لبناء اليمن الجديد) حجم وحقيقة المشكلات و ركام الموروث السابق من القضايا التي كان يتم ترحيلها ولم تجد لها مثل هذا الموقف المسؤول والواضح لدراستها ووضعها على طاولة الحوار بالرغم من انفجارات بعضها وتحولها إلى ألغام أعاقت السير الآمن والمشروع لقاطرة التحولات للشعب التي كانت تقتضيها مراحل التطورات للبنى الاجتماعية والسياسية. وأضافوا:ولكن ها أنتم اليوم تقفون بشجاعة وبروح وطنية مسؤولة أمام استحقاقات مراحل متراكمة جرى ترحيلها وقدر عليكم أن تتحملون اليوم أعباءها الكبيرة.. وكنتم أهل لهذه المهمة التاريخية الجسيمة، وها أنتم وأبناء شعبنا اليمني تقفون بثقة وبشجاعة وأخلاق الفرسان على عتبات فاصلة من التاريخ لتضعون النقاط على حروف كل تلك الاستحقاقات. وقالوا: لا شك أنكم تدركون ومعكم كل أبناء شعبنا أنكم تضعون تاريخاً مغايراً أساسه التغيير و زاده ثقافة التغيير.. الثقافة التي تقبل فعلاً بالآخر وتقبل بجد بالتعدد والتنوع، ولا تتوارى خلف المداهنات، ولا تتخوف من أن تسمي المشكلات والقضايا بمسمياتها كما هي، ولا ترضى أن تمارس الترحيل للإشكاليات.. وأوضحوا إن مؤتمر الحوار الوطني يمثل اليوم الصحوة من الغفلة التي طالت على مجتمعنا. ولفتوا إلى انه آن الأوان أن تتجلى حكمة اليمانيين في أن يصلوا إلى محددات واقعية، سليمة يرتضون ويتوافقون ويقبلوا بها لتكون هي أساس عقد اجتماعي جديد يحتكم إليه الجميع، وتنتظم فيه أساليب إدارة حياة جديدة أبرز خطوطها العريضة الشراكة الوطنية، والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد. واكدوا ان الآمال تحدوا كل ابناء الشعب أن يفضي مؤتمر الحوار الوطني بالشعب والوطن إلى حلول تحفظ للبلد تماسكاً.. وتهيئ الإمكانيات لبناء نمط جديد لنظام حكم يرتضيه الجميع. نظام يكون فيه جميع أبناء اليمن سواسية وتخلو فيه المنغصات والمشكلات ويمتلك فيه المواطن كرامته ويعيش حياة آمنة مستقرة وكريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وفي الاختتام أشار وزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد في كلمته الى أهمية الأخذ بما ناقشته الندوة من اوراق عمل قيمة للاستفادة منها وأخذها بعين الاعتبار.. مؤكداً ان الوحدة اليمنية ستظل راسخة وقوية وستحل كافة الإشكاليات والمظالم من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتم فيه تلافي كافة السلبيات التي رافقت مسيرة الوحدة منذ تحقيقها. موضحاً ان اليمن ستخرج من الازمة بفضل جهود وتكاتف جميع ابناء الوطن تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يعمل بكل جد واخلاص للعبور بالوطن نحو المستقبل المشرق والمنشود الذي يلبي تطلعات وآمال الملايين من ابناء اليمن. من جانبه اكد وزير الإعلام أهمية استشعار المسؤولية الوطنية من كافة ابناء الشعب اليمني والحفاظ على وحدة الوطن وتقدمه وازدهاره.. لافتاً الى ضرورة ارساء الحق والمساواة لتبقى اليمن موحدة وان لا يستحوذ شخص او جهة او حزب على مقدرات الدولة ومؤسساتها المختلفة. وقال يجب نبذ العنصرية والمناطقية والجهوية والتفكير بالمصلحة الوطنية العليا وجعلها فوق كل الاعتبارات.. داعياً الجميع الى التعاون وترشيد الخطاب الاعلامي لمؤازرة جهود الحكومة للولوج الى مؤتمر الحوار الوطني بنية صادقة واخلاص في طرح ومناقشة كافة القضايا العالقة على الساحة اليمنية. وقد شهدت جلسات الندوة نقاشات مستفيضة ومداخلات مهمة، حيث تناول المشاركون خلال ثلاثة أيام، جملة من القضايا التي ستكون حاضرة على طاولة الحوار الوطني، وفي صدارتها القضية الجنوبية وصعدة، وإيجاد صيغة دستورية جديدة للنظام السياسي لبناء دولة القانون والمواطنة المتساوية. كما ناقشوا دور وريادة الشباب في التغيير، وموجبات قواعد التحاور السياسي التي يتطلبها مؤتمر الحوار الوطني، وضمانات تنفيذ مخرجات الحوار، وتصورات خاصة بنظام الحكم وشكل الدولة القادمة. وفي ختام الندوة قام وزير الدفاع ووزير الإعلام ومدير دائرة التوجيه المعنوي رئيس تحرير صحيفة 26سبتمبر بتسليم درع الندوة الفكرية وصحيفة 26سبتمبر للمشاركين في الندوة والقنوات الفضائية.