عقد اليوم في محافظة إب لقاء موسع ضم قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ومدراء عموم المكاتب التنفيذية ومدراء عموم المديريات وأعصاء الفريق الميداني الزائر للمحافظة التابع لفريق عمل بناء الدولة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل. وفي بداية اللقاء أكد محافظ المحافظة أحمد عبدالله الحجري على أهمية تكاتف كافة الجهود الوطنية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني نظرا لما يمثله حيوية لوضع اللبنات المتينة لبناء اليمن الجديد، مشيرا إلى ان اليمن يقدم اليوم للعالم تجربه ديمقراطية متميزة بتبني الحوار نهجا لمعالجة مختلف القضايا الوطنية وتجسيد الحكمة اليمانية والوفاق الوطني لبلورة الرؤى الاستراتيجية للدولة المدنية الحديثة. ودعا الجميع إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما دونه من مصالح ضيقة والتفاعل الإيجابي من أجل إنجاح مؤتمر الحوار. أمين عام محلي المجلس المحلي بالمحافظة أمين علي الورافي تحدث من جانبه عن المهام الوطنية العظيمة المناطة بأعضاء وعضوات مؤتمر الحوار والآمال الكبير المعلقة على هذا المؤتمر لصنع الغد الأفضل والمستقبل المشرق، مذكرا بأن اليمن مر بصراعات جعلته يتخلف ويعاني الويلات وما لم تتحمل المكونات السياسية المختلفة مسؤولياتها في هذه الفترة وتحرص على إنجاح مؤتمر الحوار فإن ذلك سيدفع بوطننا نحو جحيم مجهول لا قدر الله. ولفت إلى أهمية أن يتوافق جميع الأطراف إزاء مختلف محاور مؤتمر الحوار وبلورة مخرجات تلبي طموحات أبناء اليمن بما في ذلك تبني نظام حكم متطور يكفل بناء دولة مدينة حديثة وتحقيق العدالة والمساواة ويضمن الحقوق والحريات لكل المواطنين، مبينا أن محاربه الفساد لايمكن أن يكتب لها النجاح ما لم تكن ضمن مشروع وطني متكامل وبعيد عن المكايدات الحزبية أو الإقصاء والتهميش. وتطرق الورافي إلى تضحيات أبناء محافظة إب والمناطق الوسطى بشكل عام من أجل الانتصار لقضايا الوطن في مختلف المراحل، مشيرا إلى المحافظة أعانت لفترات ليست بالقصيرة من التهميش ولم تحصل على نصيبها من مشاريع التنمية. وأشار إلى أن ابناء المحافظة متمسكين بإعلانها عاصمه سياحية لليمن نظرا لما تمتلكه من مقومات سياحية وتاريخية تؤهلها لأن تشكل عوامل جذب كبيرة للسياح من داخل الوطن وخارجه. وعقب ذلك استمع أعضاء الفريق الميداني لبناء الدولة الى آراء وأطروحات اعضاء السلطة المحلية ومسؤولي المكاتب التنفيذية ومقترحاتهم بشأن محاور فريق عمل بناء الدولة. وطالب المتحدثون بنظام جمهوري إسلامي عادل يكفل بناء الدولة المدنية والحقوق والحريات والأمن والاستقرار ويلبي تطلعات جماهير الشعب اليمني نحو الرخاء والتنمية. وشددوا على أهمية تجسيد مبدأ الفصل بين السلطات وضمان استقلال السلطة القضائية مع ترسيخ الممارسة الديمقراطية، وفي مقدمة ذلك ضمان نزاهة وشفافية العمليات الانتخابية وإيجاد سجل انتخابي نظيف وخالي من أي شوائب. وتطرقوا إلى المقترحات المطروحة حول اختيار نظام حكم اتحادي من أقاليم أو حكم محلي كامل الصلاحيات، مؤكدين على أهمية توسيع النقاشات في هذا الجانب بما يضمن اختيار النظام الأنسب لتطور اليمن مع ضمان الحفاظ على وحدة اليمن وتعزيز دور اليمن على المستويين الإقليمي والدولي. ولفت المتحدثون الى أهمية معالجة قضايا ومطالب المتضررين من الصراعات السياسية التي مر بها الوطن سواء في عهد التشطير أو في عهد الوحدة، مشيرين إلى أن العديد من ابناء المحافظات الوسطى حرموا من وظائفهم المدنية والعسكرية وأنه لا بد من تصحيح أوضاعهم إسوة بإخوانهم في المحافظات الجنوبية والشرقية. وتناول المشاركون في اللقاء أهمية تحييد الوظيفة العامة من المكايدات والابتزاز الحزبي وضرورة تجنب المحاصصة وتطبيق القوانين خلال التعيينات في المناصب القيادية بما يكفل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مع تفعيل مبدأ الثواب للمتميزين والعقاب للمقصرين في أداء واجباتهم.