قال الجنرال رشيد عمار رئيس أركان الجيوش في تونس أنه طلب من الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي إعفاءه من مهامه وقال انه تقدم بهذا الطلب رسميا وكتابيا. ولم يوضح الجنرال عمار خلال مقابلة أجراها الليلة الماضية مع قناة " التونسية " التلفزيونية الخاصة ما إذا كان الرئيس المرزوقي قد وافق على هذا الطلب ام لا إلا أنه أشار إلى انه رجاه مزيدا من التفكير في طلبه . وذكر الجنرال عمار أنه كان من المفروض بموجب عمره ان يخرج إلى التقاعد ( المعاش ) عام 2006 إلا انه وقع التمديد له لعدة أعوام وانه يرغب في التفرغ للفترة المتبقية من عمره لحياته الخاصة ولعائلته التي قال إنه حرم مرافقتها سنين طويلة بحكم مهامه . تجدر الإشارة إلى أن رئيس أركان الجيش والمؤسسة العسكرية التونسية بشكل عام تعرضت في الفترة لانتقادات عديدة على خلفية أحداث جبل " الشعانبي " من محافظة " القصرين " في وسط تونس حيث تقوم قوات الجيش والأمن منذ يوم 29 ابريل الماضي بحملة تمشيط واسعة في هذا الجبل بحثا عن مجموعات وصفت ب " الارهابية " وهي عملية أسفرت عن قتلى واصابات في صفوف هذه القوات نتيجة تعرضها لانفجار عدد من الألغام اتهم هؤلاء "الارهابيون" بزرعها في المنطقة . ودفعت هذه الانتقادات بالرئيس المرزوقي خلال حفل أقيم أمس بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لانشاء الجيش التونسي، إلى التأكيد على التضامن الكامل مع مؤسسة الجيش في بلاده وإدانته المطلقة للهجومات الشخصية التي استهدفت كما قال أعلى كوادره وقيادته.. مجددا الثقة التامة في هذه المؤسسة لمواصلة وظيفتها الوطنية. وشدد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، على وجوب حماية سمعة الجيش وسمعة قياداته من الذين يسعون كما قال للارباك والتشكيك والتحقير ومن يطالبونه بالخروج عن الشرعية . وكشف الجنرال رشيد عمار الذي تحدث خلال المقابلة عن دور الجيش قبل وبعد ثورة 14 يناير 2011 التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي بانه عرض عليه في اليوم الموالي للثورة ( 15 يناير2011 ) تولي رئاسة الدولة إلا انه رفض احتراما للدستور القائم انذاك وحرصا على إبعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة والدخول في مأزق الانقلابات العسكرية.. كما عرض عليه منصب وزير الدفاع في حكومة علي العريض عند تشكيلها في الثامن من شهر مارس الماضي إلا انه رفض أيضا .