توالت ردود الأفعال الدولية الرافضة للمشاريع الاستيطانية التي اعلن الكيان الصهيوني اقامتها في الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلتين. وجاء الإعلان الاسرائيلي لبناء هذه المشاريع الاستيطانية، قبيل اللقاء التفاوضي الأول بين الاسرائيليين والفلسطينيين في محاولة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين بعد أن توقفت لعدة سنوات بسبب تعنت الكيان الصهيوني، واستمراره في إقامة المشاريع الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية. وأعلنت وزارة الإسكان الاسرائيلية أمس الأول، طرح عطاءات لأكثر من 1000 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلتين، وهو ما أثار حالة من الاستياء والاستنكار المحلي والدولي. حيث أعلنت كلا من روسيا والاتحاد الأوربي عن ادانتهما لخطط الاستيطان الاسرائيلية الجديدة.. محذرين في الوقت ذاته من اتخاذ خطوات لا تساعد على الاستمرار في المفاوضات. ووصفت الخارجية الروسية في بيان لها امس الخطط الإسرائيلية بأنها خطوة "غير بناءة". وقالت إن "نشر مثل هذه الخطط قبيل الجولة الجديدة من المفاوضات، يعد خطوة غير بناءة تعقد أجواء المفاوضات". ودعا البيان الطرفين إلى الامتناع في هذه المرحلة عن القيام بأي أعمال أحادية الجانب تقوض الثقة بين الطرفين. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية عن البيان أن الخارجية الروسية تعد المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية المعلن عنها "غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي" وتثير قلقا بالغا لدى موسكو. ودعت موسكو الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الامتناع في هذه المرحلة عن القيام بأي أعمال أحادية الجانب تقوض الثقة بين الطرفين، وإلى اتخاذ خطوات متبادلة تساعد في تهيئة الظروف الملائمة لمواصلة المفاوضات حول جميع المسائل المتعلقة بالوضع النهائي. من جهته أدان الاتحاد الأوربي بشدة الخطط الاستيطانية الجديدة. وجدد ناطق باسم كاثرين آشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوربي التأكيد على الموقف القديم الذي يرى أن المستوطنات في الضفة الغربية غير مشروعة بموجب القانون الدولي، "كما أنها تهدد بعدم إمكانية حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني القائم على أساس الدولتين". وقال الناطق باسم آشتون أنه من المهم أن تبدأ المحادثات الأسبوع الجاري وأن تحقق تقدما، مطالبا بالتخلي "عن الخطوات التي يمكن أن تقوض المفاوضات".. محذرا من العواقب الوخيمة لتصعيد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية على عملية السلام في الشرق الأوسط. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله، قد طالب بضرورة ممارسة الولاياتالمتحدة الأميركية مزيدًا من الضغوط على إسرائيل لإجبارها على وقف أنشطتها الاستيطانية التي تقوض عملية السلام وتجهض المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال الحمدالله خلال لقائه في مدينة رام الله أمس، المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن إندك إنه يجب وقف كل الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية التي تقوض ما تبذله الولاياتالمتحدة من جهود من أجل إطلاق عملية السلام. وندد الحمدالله بكل قرارات الاستيطان الإسرائيلي وآخرها القرار الذي أصدرته أمس الأول وزارة الإسكان الإسرائيلية والقاضي ببناء أكثر من 1800 وحدة استيطانية في الأراضي الفلسطينية. من جانبها، أعلنت الولاياتالمتحدة، اليوم الاثنين، أنها تشعر ب'القلق البالغ' حيال قرار إسرائيل السماح للمستوطنين اليهود بمواصلة البناء على الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم بدء جولة جديدة من محادثات السلام. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي للصحفيين، حسب وكالة فرانس برس، 'سياستنا لم تتغير .. نحن لا نقبل بشرعية النشاط الاستيطاني المستمر'. هذا وكانت السلطات الاسرائيلية قد وافقت يوم الأحد الماضي، على بناء حوالي 1200 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية. وكان الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي اجتمعا في 30 يوليو، في واشنطن بعد رحلات مكوكية مكثفة قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومن المقرر أن تكون الجولة الثانية في القدس غدا الأربعاء، تليها جولة ثالثة في الضفة الغربية.