تصاعدت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم الكيميائي قرب العاصمة السورية دمشق، حيث أودى بحياة المئات من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، مطالبة باجراء تحقيق دولي. فقد دعت جامعة الدول العربية مفتشي الاممالمتحدة الى التحقيق على الفور في تقارير باسلحة كيميائية قرب العاصمة السورية. وندد الامين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي بالجريمة المروعة التى أودت بحياة المئات من المدنيين السوريين الأبرياء جراء استخدام الغازات السامة وعمليات القصف الوحشي التى أصابت الغوطة الشرقية. وأبدى الأمين العام للجامعة العربية – في بيان له - استغرابه لوقوع هذه الجريمة النكراء أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق والمكلف بالتحقيق فى استخدام الأسلحة الكيميائية. وطالب فريق المفتشين بالتوجه فوراً إلى الغوطة الشرقية للاطلاع على حقيقة الأوضاع والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة التى تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ويتوجب تقديم مرتكبيها إلى العدالة الجنائية الدولية. وناشد العربي الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية، وفى مقدمتها أجهزة الأممالمتحدة المعنية بهذا الشأن، التدخل فوراً من أجل المساعدة على إنقاذ المصابين والاطلاع على حقيقة الأوضاع في المناطق المتضررة. من جهته دعا الاتحاد الاوربي الى تحقيق "فوري وواف" في هجوم كيماوي مزعوم في سوريا بعد ان قالت المعارضة ان المئات قتلوا في هجوم بالغاز وقصف من جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد..وقال متحدث باسم كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي "شهدنا بقلق شديد تقارير عن استخدام محتمل للاسلحة الكيماوية من جانب النظام السوري. يجب التحقيق فورا وبشكل واف في مثل هذه الاتهامات." وفي ذات السياق قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان على الأممالمتحدة أن تفتح تحقيقا فوريا في مزاعم استخدام سلاح كيماوي في هجوم قرب العاصمة السورية.وقال للصحفيين على هامش اجتماع طاريء لوزراء خارجية الاتحاد الاوربي لبحث الموقف في مصر "ما تطلبه فرنسا هو ان تفتح هذه البعثة الموجودة تحقيقا فورا." الى ذلك دعت تركيا مفتشي الاممالمتحدة الى التحقيق في تقارير للمعارضة السورية بأن قرابة 500 شخص قتلوا في هجوم بالغاز وقصف لقوات الرئيس السوري بشار الاسد وقالت انها تراقب الوضع "بقلق بالغ". وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "يجب القاء الضوء على الفور على هذه المزاعم وعلى بعثة الأممالمتحدة التي تشكلت للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا التحقيق فيها والاعلان عما تتوصل إليه." من جهتها قالت بريطانيا إنها سترفع تقارير عن شن قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد هجوما بأسلحة كيميائية إلى مجلس الأمن وطالبت دمشق بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى مكان الهجوم. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان "أشعر بقلق بالغ إزاء تقارير بمقتل المئات من الأشخاص، بينهم أطفال في غارات جوية وهجوم بأسلحة كيميائية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق". ومن جانبه قال رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيميائية إنه يجب التحقيق في أنباء عن وقوع هجوم بغاز الأعصاب في سوريا أسفر عن مقتل المئات قرب دمشق. ونقلت تقارير اخبارية عن العالم السويدي أكي سيلستروم في دمشق أنه لم ير سوى لقطات تلفزيونية وأن ضخامة عدد القتلى المذكور يثير الريبة. وقال "يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه، سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأممالمتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة، نحن في الموقع". الى ذلك طالب رئيس اللجنة القانونية في ائتلاف قوى الثورة السورية هيثم المالح بتحرك دولي حاسم لإنهاء المأساة التي "ترتكبها الطغمة الحاكمة في دمشق"، مضيفا أن النظام السوري استهدف الغوطة لأنها مكان صالح جدا لحرب عصابات كما أن المطار الدولي يقع فيها. واعتبر المالح أن حسم المعركة لن يتم إلا في دمشق وأن النظام السوري -كما يضيف المالح- يطوق دمشق في محاولة لتفكيك التواصل بين الغوطتين الشرقية والغربية. وقال القيادي في المعارضة السورية جورج صبرا اليوم الأربعاء إن اكثر من 1300 شخص قتلوا في هجمات شنتها قوات الرئيس بشار الأسد في محيط دمشق قال إن أسلحة كيماوية استخدمت فيها. وأضاف في مؤتمر صحفي في اسطنبول إن "جرائم" اليوم ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الأسلحة الكيماوية إلا أنها تمثل نقطة تحول كبيرة في عمليات النظام مضيفا أن هذه المرة كانت إبادة وليست ترويعا. وكان نشطاء الثورة السورية قد اتهموا النظام في دمشق بارتكاب مجزرة بالأسلحة الكيميائية في مناطق ريف دمشق أودت بحياة أكثر من ستمائة شخص معظمهم من المدنيين وأدت إلى إصابة المئات بحالات اختناق. وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان "سقط مئات الشهداء ومثلهم من المصابين جلهم من المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال نتيجة للاستخدام الوحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية فجر اليوم". وأضافت أن "النظام وجه بإجرام لا يوصف أسلحته الكيميائية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرّتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الإصابات في ظل نقص حاد للوازم الطبية الكافية لإسعافهم وخاصة مادة الإتروبين". وناشد نشطاء الثورة السورية المجتمع الدولي التحرك السريع لوقف المجزرة ومعاقبة النظام السوري، خاصة أنها وقعت في ظل وجود وفد أممي للتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي. ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان خبراء الأممالمتحدة للأسلحة الكيميائية والمنظمات الدولية إلى زيارة المناطق المتضررة لضمان توصيل المساعدات والبدء في تحقيق لمعرفة المسؤولين عن القصف ومحاسبتهم.