رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروع قرار تقدمت به المجموعة العربية، يطالب بضم إسرائيل إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية.حيث أسفرت عملية التصويت على مشروع القرار العربي، الذي تم طرحه على الاجتماع السنوي للوكالة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا اليوم الجمعة، عن معارضة 51 دولة، مقابل تأييد 43 دولة، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت. وأبرز الجدل والتصويت خلال الاجتماع السنوي للوكالة التي تضم في عضويتها 159 دولة الانقسامات في وقت تامل فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها تحقيق تقدم في خلاف نووي اخر مستمر منذ عقد مع ايران. وقدمت الدول العربية مشروع القرار غير الملزم للتعبير عن غضبها من عدم إحراز تقدم في الجهود الرامية إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وذلك في اجتماع الوكالة التابعة للأمم المتحدة السنوي الأول منذ عام 2010.وجاء التوجه العربي لتقديم المشروع رغم ضغوط غربية لمنع هذه المحاولات. وذلك حسبما أفاد دبلوماسيون عرب. وأوضح الدبلوماسيون العرب أن التوجه العربي يأتي بدافع خيبة الأمل نتيجة تأجيل مؤتمر دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة الذرية كان مقررا العام الماضي، لأجل غير مسمى، وذلك بطلب من الولاياتالمتحدة. وقبل الاجتماع أفاد رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الوكالة الدولية السفير رمزي عز الدين رمزي بأن العرب يأملون في حال الموافقة على مشروع القرار، ستتم دعوة إسرائيل للانضمام إلى معاهدة دولية لحظر الأسلحة النووية مع إخضاع منشآتها النووية لرقابة مفتشي الوكالة الدولية. وتعليقا على المسعى العربي، اعتبرته واشنطن أن من شأنه أن يضر بالجهود الدبلوماسية الأوسع نطاقا والرامية لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل..إسرائيل من جانبها اعتبرت أن المسعى العربي سيوجه "ضربة خطيرة" لأي محاولة لإجراء محادثات أمنية إقليمية. وقال رمزي على العالم أن يعرف أن إسرائيل لا تلعب دورا بناء وأن لديها إمكانات نووية، وهو ما يعرضها لإدانات متكررة من جانب العرب وإيران. وطالبت الوكالة على لسان أمينها العام يوكيا أمانو لإرساء القواعد لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن التصويت على مشروع القرار أظهر موافقة بعض من أسمتها "الدول المهمة"، منها روسيا والصين وجنوب أفريقيا، بينما عارضت الولاياتالمتحدة واليابان وجميع الدول الأوروبية. وتنوعت قائمة الدول التي امتنعت عن التصويت ما بين الأفريقية واللاتينية، مثل غانا ونيجيريا ومالي والكاميرون وساحل العاج، إضافة إلى كولومبيا والمكسيك، بحسب ما نقل موقع "أخبار مصر" عن الوكالة الرسمية. وكانت عدد من الدول العربية، من بينها مصر، وسوريا حتى وقت قريب، قد أعلنت عن معارضتها الانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية،وربطت موافقتها بانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية، ضمن خطة شاملة تهدف إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. في سياق متصل دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وقال بوتين مخاطبا أعضاء نادي "فالداي" الحواري الدولي، أمس الخميس، لدى تطرقه إلى المسألة السورية إن السلاح الكيماوي الموجود بحوزة سوريا حاليا، ظهر كرد على امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية.وأضاف الرئيس بوتين أنه يجب السعي إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. يأتي هذا في وقت تعتبر إسرائيل وأميركا أن أنشطة إيران النووية هي ما يشكل خطرا رئيسيا بالمنطقة في مجال الانتشار النووي، مضيفين أن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية لا يمكن أن يتحقق دون إبرام اتفاق سلام واسع بين العرب وإسرائيل ودون أن تكبح طهران برنامجها النووي. وكانت القوى العالمية قد وافقت عام 2010 على خطة مصرية لعقد مؤتمر دولي لإرساء القواعد لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. غير أن أميركا قالت في أواخر العام الماضي إن الاجتماع لن يعقد في موعده المقترح في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي ولم تقترح موعدا بديلا. وبين دبلوماسيون عرب أنهم أحجموا عن طرح مقترحهم بشأن إسرائيل في اجتماعات الوكالة الدولية عامي 2011 و2012 لدعم فرص عقد المؤتمر الخاص بالشرق الأوسط.