أعلنت الأممالمتحدة أن فريق خبراء الأسلحة الكيماوية في سوريا حقق "تقدما أوليا مشجعا" في إطار مهمته من أجل التخلص من ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية. وأضافت في بيان أن " أعضاء الفريق يقولون إن الوثائق التي سلمتها الحكومة السورية تبدو واعدة لكن سيكون من الضروري إجراء مزيد من التحليل لاسيما للرسوم البيانية الفنية ولا تزال بعض الأسئلة الأخرى بحاجة إلى إجابة". ويضم الفريق الدولي خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية ويساعدهم أفراد من الأممالمتحدة. ومن المقرر أن يبدأ الخبراء الأسبوع المقبل الزيارات الميدانية لمواقع الأسلحة السورية وبدء إجراءات إبطال مفعول تلك الأسلحة. وتأتي مهمة خبراء نزع الأسلحة الكيمياوية في إطار اتفاق كان قد أبرم بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وصدق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. على الصعيد ذاته اعلن فرحان حق الناطق باسم الأممالمتحدة إنه بموجب المقترح الأخير للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون فأن حوالي مئة من الخبراء الدوليين سيوفدون إلى سوريا من أجل إزالة ترسانتها الكيماوية. وقال حق في مؤتمر صحفي إن بان بعث برسالة إلى مجلس الأمن" مقترحا تشكيل بعثة مشتركة من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، قوامها مئة فرد" بهدف تنفيذ برنامج إزالة الترسانة الكيمياوية السورية بأكثر الطرق أمنا وسلامة. ووفقا لهذا المقترح فإن بان سيعين منسقا مدنيا خاصا للتنسيق الوثيق مع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. ويوجد حاليا في سوريا فريق مكون من 20 خبيرا من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بدأوا فعليا عملية تفكيك الترسانة الكيماوية السورية. وقال بان في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي إن الأممالمتحدة ستوفر الأمور اللوجستية، والاتصالات والتنسيق مع الحكومة السورية وجماعات المعارضة، بينما تقوم منظمة حظر الأسلحة بالمشاورات الفنية وأعمال التحقق والتفتيش. وسيكون أمام خبراء المنظمة الدولية المتخصصة 9 أشهر للتخلص من الأسلحة الكيماوية. وتواجه مهمة الخبراء الدوليين التي أقرها مجلس الأمن الدولي أضيق موعد في تاريخ المنظمة الدولية حيث ينبغي عليها أيضا أن تعمل في ظل ظروف الصراع المسلح الدائر في البلاد. وقال بان إنه بالنظر إلى طبيعة الأخطار في سوريا فإن هذه البعثة ستنشر فقط من هم في حاجة ماسة إليهم للعمل في البلاد. وأوضح حق أن "فريق المفتشين أفاد بوجود تعاون جيد للغاية وبقدرته على آداء عمله الذي كلف القيام به". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أوصى بتشكيل "بعثة مشتركة" من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قوامها مئة فرد، من أجل إزالة الترسانة الكيمياوية السورية. ويواجه الخبراء مهمة معقدة تتطلب التخلص من نحو 1000 طن من غاز السارين وغاز الخردل، وأسلحة كيماوية محظورة أخرى في سوريا. وقد أشاد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل بإعلان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن بدء تدمير الترسانة النووية السورية.. وقال رغم أنه ما زال هناك عملا كثيرا ينتظر الخبراء، فإن ما تم انجازه يعد خطوة في الاتجاه الصحيح لإزالة هذا التهديد. من جانبه قال أحمد اوزوموتشو، مدير "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية"، امس الثلاثاء، إن سوريا أطلقت خطوة بناءة "لعملية طويلة وصعبة" لتفكيك ترسانتها الكيماوية التزاما بقرار أصدره مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي . واضاف أوزوموتشو، في تقرير عن التقدم المحرز في عمل البعثة المشتركة في سوريا، إنه في السادس من أكتوبر الجاري، بدأ تدمير الأسلحة الكيماوية من الفئة الثالثة وتدمير وتعطيل مجموعة من المواد. وأوضح أوزوموتشو أن الهدف من هذه الجهود هو تعطيل كافة منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية ومعدات الخلط والتعبئة، بحلول شهر نوفمبر المقبل، لافتا إلى أن هذه التطورات تمثل بداية بناءة لما ستكون "عملية طويلة وصعبة"، بحسب ما نقلت الأممالمتحدة على موقعها الإلكتروني. ويشار إلى أنه من المفترض إتمام تفكيك ترسانة سوريا الكيماوية بنهاية يونيو/حزيران العام المقبل. على الصعيد نفسه قال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يستحق الثناء لالتزامه بتنفذ اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية. وتعهد بتصعيد الضغط من أجل تحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف لحل الأزمة السورية سلميا في أواسط الشهر المقبل. جاءت تصريحات كيري بعد أن قال مراقبون دوليون إن تدمير مخزون الأسلحة الكيماوية في سوريا قد بدأ بالفعل. وبعد مباحثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في إندونيسيا قال كيري "العملية بدأت في زمن قياسي ونحن نقدر التعاون الروسي كما اشيد بالطبع بالالتزام السوري". وأضاف كيري" أعتقد أن تدمير بعض الأسلحة الكيماوية يوم الأحد الماضي في غضون أسبوع من تمرير القرار أمر بالغ الأهمية." وقال الوزير الأمريكي "أعتقد إن هذا يحسب لنظام الأسد، بصراحة.. إنها بداية جيدة ونرحب بها." واضاف كيري إنه ولافروف اتفقا على الضغط من أجل تحديد موعد لانعقاد مؤتمر جنيف للسلام في سوريا في الأسبوع الثاني من الشهر المقبل. وأضاف كيري "سوف نسعى لتحديد موعد بأسرع ما يمكن". يشار ان مسؤولين سوريين بدوا يوم الأحد الماضي بتدمير صواريخ ورؤوس كيماوية ومعدات تستخدم لصنع الأسلحة الكيماوية تحت إشراف فريق الخبراء الدوليين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إن روسياوالولاياتالمتحدة تتفقان على الكيفية التي يجب تبنيها للتخلص من الأسلحة الكيمياوية في سوريا، عقب لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وقال بوتين للصحفيين "لدينا تفاهم مشترك بشأن ما يجب فعله وكيف نفعله. إنني سعيد لأن الرئيس أوباما يتبنى هذا الموقف حيال الأسلحة الكيمياوية". وقد عرضت روسيا المساعدة في عملية التخلص من الأسلحة. وعبر بوتين عن اعتقاده بأن الخبراء الموجودين في سوريا يمكنهم تحقيق هدفهم خلال عام واحد. وتطرق بوتين إلى موقف سوريا فقال إنها تتعاون "فعليا، وتساعد بطريقة شفافة" خبراء الأسلحة الكيمياوية، واقترح انضمام إندونيسيا لمحادثات السلام بشأن الأزمة السورية. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية الرسمية عن بوتين قوله للصحفيين عقب قمة آسيا والمحيط الهادئ التي عقدت في جزيرة بالي الإندونيسية "إن الشكوك حول استجابة القيادة السورية للقرار الذي اتخذ بشأن الأسلحة الكيمياوية لم تصمد". من ناحية أخرى، أعلن المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك اوباما قد يجريان نقاشا حول الوضع في سوريا على هامش قمة آسيا المحيط الهادىء " ابيك" المقررة في بالي باندونسيا الأسبوع المقبل. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن أوشاكوف قوله إن "الطرفين يعملان في الوقت الراهن على عقد هذا اللقاء" مشيرا إلى أن الاقتراح بعقد اللقاء كان روسيا. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وافق على إزالة أسلحة سوريا الكيماوية بعد حالة من الغضب العالمي إثر تعرض غوطة دمشق في 21 أغسطس الماضي لهجوم بأسلحة كيماوية راح ضحيته 1400 شخص، بينهم مئات من الأطفال. وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم.