تتصاعد عمليات العنف في سوريا حيث لقي نحو ستين شخصا مصرعهم على الاقل واصيب نحو تسعين اخرين اثر انفجارسيارة مفخخة في سوق تجاري مزدحم في مدينة دركوش السورية في إدلب على الحدود التركية،فيما تتواصل جهود الدبلوماسية الدولية لعقد مؤتمر / جنيف 2 / حول السلام في سوريا. وقالت شبكة أخبار إدلب إن سيارة مفخخة انفجرت في سوق تجاري مزدحم بالسكان تلاها أيضاً غارتان بالمروحيات التابعة للنظام بصواريخ ثم إطلاق عشوائي للنار عبر رشاشات ثقيلة.وذكر ناشطون أن حالات الجرحى سيئة لوجود مستشفى ميداني صغير في البلدة وسيارة إسعاف واحدة، مشيرين إلى أن المدينة كانت تشهد هدوءا نسبيا لذلك عجّت بآلاف النازحين من مناطق القصف المختلفة. في غضون ذلك قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تدور على مداخل حي مخيم اليرموك في دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام في محاولة جديدة من قوات النظام لاقتحام المنطقة. وذكر المصدر ذاته أن الاشتباكات تتواصل أيضا في أحياء العسالي والقدم جنوبي دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام وسط قصف بالمدفعية والدبابات يستهدف المنطقة. يأتي ذلك فيما بدأ مقاتلو الجيش الحر وجبهة النصرة فجر اليوم معركة جديدة في محافظة دير الزور بدأت باستهداف تجمعات لقوات النظام بحي الرشدية بتفجيرين على يد جبهة النصرة تلاها اشتباكات عنيفة في حي الرشدية وسقط خلالها العديد من القتلى في صفوف قوات النظام وسط أنباء عن تحرير الحي، بحسب شبكة شام.كما دارت اشتباكات عنيفة ما زالت مستمرة على عدة محاور أخرى بمدينة دير الزور منها أحياء الجبيلية والصناعة..وفي ريف دير الزور تجددت الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري ويتزامن ذلك مع قصف عنيف من قبل قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معظم أحياء المدينة ذاتها وعدة مناطق بريفها كما شن الطيران الحربي عدة غارات على المدينة. من جهتها وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط عدد من القتلى في محافظات مختلفة، من ذلك مقتل ستة أشخاص بحلب، وخمسة بحماة واثنين بحمص واثنين آخرين بدير الزور. وفي حصيلة أولية لتفجير دركوش أكدت الشبكة مقتل 19 شخصا من بينهم طفل. وتأتي هذه التطورات عقب انفجار سيارتين مفخختين قرب مباني الإذاعة والتلفزيون ومبنى الجمارك في العاصمة دمشق.وقال ناشطون سوريون إن حرائق اندلعت في منطقة الانفجار وأَغلقت بعدها قوات النظام السوري المنافذ المؤدية إلى الموقع، مضيفين أن بث قناة الإخبارية السورية توقف لبعض الوقت. وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية مراد الشامي للجزيرة إن التفجيرين استهدفا مفارز أمنية في منطقة تضم ما يسمى المربع الأمني. وفي المقابل قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن تفجيرين بسيارتين مفخختين يقودهما "انتحاريان" وقعا عند مدخل ساحة الأمويين في دمشق، ونقلت عن مصدر ميداني قوله إن كمية المتفجرات الموضوعة في كل سيارة قدرت بنحو مائة كلغ.من جهته أفاد مراسل التلفزيون السوري من مكان الحادث بأن مبنى الإذاعة والتلفزيون "لم يصب بضرر"، دون أن يشير إلى وقوع إصابات بشرية. وتعليقا على التفجيرين قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي للتلفزيون الرسمي "ليس هناك من خسائر بشرية في هذا الهجوم المزدوج وكل العاملين بخير"، في إشارة إلى الموظفين في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. ويأتي التفجيران بعد ساعات من سقوط قذائف هاون على أحياء في العاصمة دمشق، حيث سجل سقوط قذيفة في وسط العاصمة بالإضافة إلى حي القدم، أسفرت عن إصابات، بحسب ناشطين. وكانت ألوية مسلحة تسيطر على أحياء في جنوبي دمشق هددت بقصف مقارّ أمنية وسط المدينة بالصواريخ والمدافع إذا لم يُرفع الحصار عن جنوبي العاصمة ومعضمية الشام، حيث يعاني مئات الآلاف هناك من انعدام الغذاء والدواء. سياسيا.. دعت روسياالولاياتالمتحدة إلى بذل أقصى جهودها لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر "جنيف2" حول السلام في سوريا.وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف "نتوقع من شركائنا الأميركيين ودول أخرى، ليس لها نفوذ فحسب على مختلف مجموعات المعارضة وإنما أيضا تشجع هذه المجموعات.. على تحمل مسؤوليتها في خلق الظروف لأداء قسطها من العمل بالدعوة إلى جنيف2". واعتبر لافروف، عقب استقباله اليوم الاثنين وزيرة خارجية هندوراس ميريا أغييرودي بموسكو، أن العقبة الرئيسية التي تقف أمام الحل بسوريا حاليا هي عجز الغرب عن إرغام المعارضة على الذهاب لجنيف والجلوس حول مائدة المفاوضات مع حكومة دمشق لتحديد سبل الخروج من الأزمة. وأكد أن بلاده نجحت في دورها حين تمكنت من اقناع نظام الأسد بالمشاركة في المؤتمر. ورأى الوزير الروسي أن التأخر في عقد المؤتمر "سيصب في صالح طاحونة الجهاديين والمتطرفين الذين يوطدون مواقعهم وسط الذين يحاربون النظام السوري". وكان المجلس الوطني السوري المعارض أعلن أمس رفضه المشاركة بمؤتمر جنيف2، وهدد بالانسحاب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا في حال قرر الأخير المشاركة. وأكد رئيس المجلس الوطني جورج صبرة أن هذا القرار لا رجعة عنه، وأوضح أن الظروف الميدانية في سوريا والوضع الإقليمي والدولي لا تعطي أي انطباع بأن مؤتمر جنيف 2 يمكن أن يقدم للسوريين شيئا، وقال "لن نشارك في مؤتمر يهدف إلى تغطية عجز السياسات الدولية أو ستر العورات السياسات الروسية وغيرها". من جهة أخرى آخر قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن مؤتمر جنيف سيعقد بالقريب العاجل، وأوضح، عقب لقاء في لندن بالمبعوث الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي أنه من الضروري تحقيق الهدف المسطر من قبل الأممالمتحدة والمتمثل بعقد المؤتمر منتصف نوفمبرالقادم. وعبر كيري عن اعتقاده بأن الرئيس السوري بشار الاسد "فقد الشرعية اللازمة لكي يكون قوة متماسكة يمكنها جمع الناس معا" ودعا إلى إقامة حكومة انتقالية لإتاحة إمكانية إحلال السلام. بدوره أكد الإبراهيمي أنه سيزور المنطقة خلال هذا الأسبوع للقاء المسؤولين من كل الأطراف، وذلك بغية وضع تاريخ محدد للمؤتمر.