يصل إلى القاهرة اليوم الأربعاء وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو في زيارة تاريخية تعول عليها مصر كثيرا لتحريك الجمود الذي لاقى علاقاتها الخارجية بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في يوليو الماضي، حيث ينتظر ان يعقد اجتماع هو الاول من نوعه في تاريخ العلاقات المصرية الروسية في إطار ما سمي اجتماع (2+2) لوزراء الخارجية والدفاع في البلدين. وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في مقابلته مع قناة روسيا اليوم "أن الاجتماع الرباعي بين وزراء خارجية ودفاع مصر وروسيا سيبحث قضايا ثنائية لتنمية العلاقات بين البلدين اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا". وأضاف فهمي إلى أن الاجتماع سيتناول عدد من القضايا الهامة في المنطقة ومنها عملية السلام والأزمة السورية والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط. ويرى محللين سياسيين أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين الى القاهرة والتي تستمر على مدى يومين تشكل انطلاقه جديدة لمرحلة هامة من العلاقات المصرية الروسية التي تحتفل بعد أشهر قليلة بحلول الذكرى السبعون لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكووالقاهرة. من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي في تصريح صحفي أن مصر منفتحة للتعاون مع روسيا في جميع المجالات. وأشار عبد العاطي إلى أن القاهرة تسعى إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات السياسية الاقتصادية والسياحة والعسكرية..منوها في سياق تصريحه الى أهمية التعاون الأمني والعسكري التقني بين مصر وروسيا، مؤكدا أن الحكومة المصرية ترغب في تطوير التعاون العسكري خصوصا في مجالات التدريب وأعمال الصيانة. وفيما يتصل بالقضايا الدولية والإقليمية قال متحدث الخارجية المصرية " ان هناك تقارب في مواقف مصر و روسيا بشأن الأزمة السورية والقضية الفلسطينية ومسألة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، منوها الى ان القاهرةوموسكو تتفقان على عدم جدوى الحل عسكري للأزمة في سورية وضرورة إيجاد حل سياسي لها". يذكر ان وزارة الخارجية الروسية قد اعلنت في بيان صحفي قبيل زيارة وزيري الخارجية والدفاع إلى أن زيارة الوزيرين الروسيين تأتي في فترة مهمة جدا بالنسبة لمصر التي تعمل وفق خارطة الطريق إلى دفع العملية السياسية قدما على أساس ضمان الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين. وأشار البيان الى ثقة موسكو التي اتخذت موقفا داعما للمرحلة الانتقالية والحوار السياسي في مصر، ثقتها بقدرة المصريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم عبر حوار وطني واسع النطاق ودون أي تدخل خارجي، مؤكدا على اعتبار مصر أحد أهم الشركاء الرئيسيين لروسيا في الشرق الأوسط والعالم العربي والقارة الإفريقية. وتشير مصادر متعددة الى ان روسيا تسعى الى تعزيز التعاون مع القاهرة فيما يتصل بالجوانب العسكرية، حيث يشكل موضوع التعاون العسكري بين البلدين اهتماما خاصا، ففي حين لم تكشف المصادر الرسمية عن تفاصيل جدول أعمال ما سيناقشه وزيري الدفاع المصري والروسي، الا ان بعض المواقع الالكترونية الاخبارية المصرية والروسية تناقلت تصريح لشركة "روس أوبورون أكسبورت" الحكومية الروسية التي تقوم بتصدير الأسلحة، يشير الى اهتمامها ببيع السلاح لمصر. بينما تناقلت وسائل إعلام روسية تقارير تتحدث عن أن "السيسي وشويغو" سيناقشان توريد أسلحة روسية الى مصر بقيمة أكثر من 4 مليارات دولار. الجدير ذكره ان العلاقات بين القاهرةوموسكو تعود إلى 1784، فيما دشنت العلاقات الدبلوماسية بافتتاح سفارة في القاهرةوموسكو في أغسطس/1943، وقد شهدت تلك العلاقات تغيرات لأولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي خلال فترات مختلفة من العقود الماضية، حيث أصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي. كما قدم الاتحاد السوفيتي سابقا لمصر المساعدات المختلفة لمصر في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي وإنشاء عدد من المؤسسات الإنتاجية وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين، وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتتطور العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني.