رحبت الكثير من دول العالم اليوم الأحد بالاتفاق الذي توصلت إليه طهران والدول الست الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف، فيما إسرائيل نددت بالاتفاق واعتبرته "خطأ تاريخيا". ففي حين لم تكشف إيران عن تفسيرها للاتفاق أكدت أنه تم "الاعتراف" بحقها في تخصيب اليورانيوم.. ورحب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل في الملفات الكبرى، بالاتفاق.. وقال "لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين على هذا الانجاز.. فيما أشاد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بالاتفاق ورأى أن من شأن ذلك أن يفتح آفاقا جديدة. فعلى الصعيد العربي رحبت الإمارات العربية المتحدة اليوم باتفاق إيران مع القوى العالمية الست للحد من أنشطة برنامج طهران النووي. وقالت الإمارات في بيان لها "رحب مجلس الوزراء في جلسته اليوم بالاتفاق التمهيدي حول الملف النووي الإيراني وأعرب المجلس عن تطلعه بأن يمثل ذلك خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي". كما رحب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة بالاتفاق وقال إن الاتفاق يزيل الخوف سواء من إيران أو أي دولة أخرى. ورحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية الدكتور بدر عبدالعاطي، اليوم، بالاتفاق، كخطوة في سبيل التوصل إلى اتفاق دائم في هذا الشأن يأخذ في الاعتبار الشواغل الأمنية لكافة دول المنطقة استنادا إلى مبدأ الأمن المتساوي للجميع. وأشادت السلطة الفلسطينية بالاتفاق الذي تعتبره دليلا مرحبا به على قيام واشنطن بتحرك دبلوماسي على الرغم من رفض إسرائيل. وقال المتحدث باسم الرئيس محمود عباس نبيل ابو ردينة إنه يبعث برسالة مهمة لإسرائيل لتدرك أن السلام هو الخيار الوحيد في الشرق الأوسط وإنه يجب أن يحفز القوى العالمية للسعي من اجل اتفاق فلسطيني إسرائيلي.. مضيفاً إن الفلسطينيين يريدون "شرق أوسط خاليا من الأسلحة النووية". وسارع العراق للإشادة بالاتفاق.. وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان "توصل كل من جمهورية إيران الإسلامية والدول الست إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يعد خطوة كبيرة على صعيد امن واستقرار المنطقة واستبعاد بؤر التوتر فيها". كما أعربت الحكومة السورية عن سعادتها بالاتفاق.. ونقلت الوكالة العربية السورية للإنباء عن مصدر مسئول بوزارة الخارجية قوله "تعتقد سوريا أن التوصل إلى هذا الاتفاق دليل على أن الحلول السياسية لازمات المنطقة هي الطريق الأنجح لضمان الأمن والاستقرار فيها بعيدا عن التدخل الخارجي والتهديد باستخدام القوة". أما على الصعيد الدولي فقد رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق المؤقتّ الذي توصّلت إليه اليوم مجموعة 5 + 1 مع إيران بشأن برنامج طهران النووي. وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان اليوم إن الأمين العام للأمم المتحدة يرحّب بهذا الاتفاق الذي تم التوصّل إليه في جنيف فيما يتعلّق بالبرنامج النووي لإيران. ودعا المتحدث الحكومات المعنية إلى بذل الجهود وخلق الثقة المتبادلة والسماح لتواصل المفاوضات من أجل توسيع نطاق هذا الاتفاق المبدئي. وفي بروكسل رحب رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو اليوم بالاتفاق واعتبره "خطوة كبيرة تصب في مصلحة الأمن الدولي والاستقرار".. وحث باروسو في بيان له الطرفين على استمرار التعاون البناء لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد جولة ثالثة من المحادثات استمرت نحو خمسة أيام للتوصل إلى ضمانات جدية حول ملف إيران النووي. وفي واشنطن رحب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالاتفاق، ووصفه بأنه أكثر تقدّم ملموس يحرز مع طهران حتى الآن، لكنه حذّرها من عدم الالتزام بمبادئ الاتفاق الصارمة. وقال أوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض إن هذا الاتفاق "يقفل الطريق الأوضح" أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجددا دعوة الكونغرس إلى عدم التصويت على عقوبات جديدة على إيران. إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاتفاق "سيجعل العالم أكثر أمنا، وإسرائيل وشركاءنا في المنطقة أكثر أمنا". وقال إن الاتفاق يشكل "خطوة أولى" مشددا على أن النص "لا يقول أن لإيران الحق في تخصيب "اليورانيوم" مهما جاء في بعض التعليقات". من جهتها رحبت الصين اليوم بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدول الست وإيران.. وقال وزير الخارجية الصيني وانج يو في تصريح صحفي إن هذا الاتفاق النووي سيساعد في الحفاظ على نظام حظر الانتشار النووى بالإضافة إلى الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.. وأوضح أنه يجب البدء بجولة مباحثات جديدة في أقرب وقت من أجل تحقيق تسوية كاملة. من جانب آخر، رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم بالاتفاق معتبرا "ليس هناك من خاسر، الكل رابحون". وأضاف لافروف أن الاتفاق يسمح بعمليات تفتيش أوسع نطاقا تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويعزز الثقة في الشرق الأوسط ويبدد بعض المخاوف من انتشار الأسلحة النووية. وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالاتفاق معتبرا إياه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح".. وقال هولاند "الاتفاق التمهيدي الذي اعتمد هذه الليلة يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ومرحلة نحو وقف البرنامج العسكري النووي الإيراني وبالتالي نحو تطبيع علاقاتنا مع إيران". من جهتها عبرت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها، جيدو فسترفيليه، عن ارتياحها بشأن الاتفاق، وقال إن الاتفاق الموقع في جنيف يشكل "نقطة تحول" وأن الدول الغربية "اقتربت جدا" من "هدفها لمنع أي تسلح نووي لإيران". من جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الاتفاق "جيد للعالم اجمع بما في ذلك دول الشرق الأوسط والشعب الإيراني". في المقابل، نددت إسرائيل بالاتفاق معتبرة أن طهران حصلت على "ما كانت تريده"، وأكدت مجددا حقها في الدفاع عن النفس. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي". وأكد وزير الاقتصاد الإسرائيلي وزعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف القريب من لوبي المستوطنين "نفتالي بينيت" من جهته إن بلاده غير ملزمة باتفاق جنيف ومن حقها الدفاع عن نفسها.. وأضاف "إن إسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف.. إن إيران تهدد إسرائيل ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".