أنطلقت في تونس اليوم السبت أعمال الجلسة العامة للحوار الوطني بين الرباعي الراعي للحوار وممثلي الاحزاب ال 21 من الائتلاف الحاكم، رغم تأخيرها 3 ساعات عن موعدها، في محاولة لحسم مسألة التوافق على مرشح رئاسة الحكومة المقبلة. وأدى التأخير في انطلاق الجلسة العامة للحوار الى تأجيل المؤتمر الصحافي الذي أعلن عنه الرباعي الراعي للحوار للكشف عن التوافق أو فشل الحوار في صيغته الحالية على الاقل. وذكرت التقارير أن المشاركين سيحسمون في جلسة اليوم مسألة الاختيار بين مرشحين اثنين هما احمد المستيري مرشح حركة النهضة الحاكمة وحلفائها ومحمد الناصر مرشح المعارضة بقيادة حركة نداء تونس. وأوضحت أنه في حال عدم الاتفاق، فإنه سيتم اللجوء الى اسم جديد يرجح ان يكون وزير الصناعة في الحكومة الموقتة الحالية المهدى جمعة. وكان الامين العام للتحالف الديمقراطي المشارك في الحوار الوطني محمد الحامدي قد ذكر اليوم أن مقترحه "بتناوب مرشح حركة النهضة الحاكمة وحلفائها أحمد المستيري ومرشح المعارضة محمد الناصر على منصب رئيس الحكومة ونائبه لمدة 6 أشهر لكل منهما يهدف الى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين". وقال الحامدي في تصريح صحافي قبيل انطلاق جلسة الحوار ان "المسالة لا تتعلق بالتصويت، بل تتعلق بالتوافق، لأنها لو كانت تصويتاً فإنها ستخلق للحكومة المقبلة بالضرورة معارضة سياسية قبل تشكيلها". من جانبه أكد الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وأحد مكونات الجبهة الشعبية المعارضة زياد الاخضر في تصريح صحافي مقتضب اليوم أيضاً أن "المعارضة نفد صبرها بسبب عدم توافق الفرقاء السياسيين حول رئيس الحكومة المقبلة". إلا أن رئيس حزب (افاق) ياسين ابراهيم أعرب في تصريح اذاعي اليوم عن تفاؤله بشأن التوصل الى توافق بين مختلف الاطراف السياسية اليوم فيما يتعلق بمرشح رئاسة الحكوميية المقبلة. وشدد ابراهيم على أن الاطراف السياسية "أمام مسؤولية كبرى وعلى الجميع تحملها من أجل تجنيب البلاد لسيناريو كارثي". وكان الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والراعي الرئيسي للحوار حسين العباسي أعلن في ساعة متأخرة من الليلة الماضية أن اليوم "سيكون فرصة الامل الاخير الذي سيمنح لمختلف الاطراف السياسية للتوصل الى اتفاق نهائي" حول اسم المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة لقيادة ما تبقى من المرحلة الانتقالية حتى اجراء الانتخابات ومحاولة الخروج من الازمة الخانقة التي تعيش على وقعها تونس منذ أشهر عديدة.