تضاءلت فرص انعقد مؤتمر جنيف اثر اعلان الائتلاف الوطني السوري المعارض إنه لن يحضر المؤتمر ما لم توقف الحكومة السورية قصفها الجوي لمدينة حلب الشمالية. وجاء في تصريح ادلى به بدر جاموس الامين العام للائتلاف "اذا استمر القصف الجوي الذي يقوم به نظام الاسد وتواصلت محاولته لتصفية الشعب السوري، فإن الائتلاف لن يذهب الى جنيف." واضاف أن الهيئة العامة للائتلاف ستتخذ قرارا بشأن المشاركة في جنيف2 أثناء اجتماعها يوم 4 يناير المقبل. وتساءل "إذا لم تستطع الدول الضغط على النظام لإيقاف عملياته في التدمير الشامل المخيف، فكيف يمكنها أن تضغط في جنيف2 على النظام للاتجاه نحو الحل السياسي وتطبيق بنود جنيف1؟ في إشارة إلى اتفاق يعود تاريخه إلى يونيو 2012 وينص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، دون التطرق إلى مصير الأسد. من جانبه قال رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا:" من المعيب على المجتمع الدولي أن يتخذ اجراءات تجاه السلاح الكيماوي ويسمح للنظام بقتل أبناء الشعب السوري بالأسلحة التقليدية وبشكل ممنهج ويومي" وذلك خلال اتصال أجراه مع وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ. وطالب الجربا"باتخاذ التدابير الفورية والعاجلة لدفع المجتمع الدولي نحو وقف عدوان النظام المستمر، وإلزام النظام باحترام التزاماته الدولية والإنسانية كما التزم بتسليم سلاحه الكيميائي". فيما قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، إن تصعيد نظام الرئيس بشار الأسد العسكري يهدف إلى "إحداث أضرار بشرية هائلة وتوليد ضغوط شعبية من أجل التأثير على الائتلاف من أجل عدم الذهاب باتجاه حضور مؤتمر جنيف 2." وسبق للائتلاف أن أعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر بشرط ألا يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق معتبرة أن مصير الأسد يحدده "الشعب السوري" عبر صناديق الاقتراع. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض قد قال امس الاثنين إن اكثر من 300 شخص قتلوا نتيجة الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي السوري الاسبوع الماضي على مدينة حلب وضواحيها. وقال المرصد إن العديد من القتلى راحوا ضحية ما يعرف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها المروحيات العسكرية الحكومية. وادانت عدة منظمات حقوقية استخدام الحكومة السورية لهذا النوع من الاعتدة بوصفها سلاحا عشوائيا. ويقول المرصد إن اكثر من 125,000 قتلوا في الحرب الدائرة في سوريا منذ اندلاعها. وسقط 84 قتيلا أمس في حلب وريفها إثر استهدافها بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية من قبل قوات النظام، في حين قصف النظام بالبراميل المتفجرة حي طريق السد في درعا وبلدات بصرى الشام وداعل وجاسم بريف درعا. وفي حمص سقط قتلى وجرحى جراء قصف الطيران الحربي والمدفعية. وبهذا يدخل قصف طائرات النظام على حلب وريفها يومه التاسع على التوالي، وهو ما أوقع أكثر من ثلاثمائة قتيل، إضافة إلى مئات الجرحى وتدمير عشرات المباني. على الصعيد ذاته أدان البيت الأبيض قيام النظام السوري بقصف المدنيين في حلب وما حولها طيلة الأسبوع الماضي بالصواريخ والبراميل المتفجرة. وقال إن على دمشق أن تحترم التزاماتها بعدم إعاقة المساعدات الإنسانية. واضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني إن "القصف قتل في نهاية هذا الأسبوع 300 شخص، من بينهم عدد من الأطفال"، وأضاف أن على النظام السوري أن يفي بالتزامه في نوفمبر بفعل المزيد من أجل تسهيل إغاثة آمنة لملايين السوريين من الاطفال والنساء المحتاجين لإغاثة عاجلة. في المقابل قال الرئيس السوري بشار الأسد امس الإثنين إن بلاده تواجه هجوما كبيرا من جانب متطرفين اسلاميين. وقال الأسد لوفد تضامني استرالي في دمشق إن "البلاد تواجه الفكر التكفيري" وذلك في اشارة الى التنظيمات السنية المتطرفة الناشطة في الساحة السورية. وأكد الرئيس الأسد خلال اللقاء "أن ما يحدث في سورية خصوصا وفي المنطقة عموما يتأثر به العالم برمته لأن ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له .. هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان." وانتقد الرئيس السوري الزعماء الغربيين، وقال "إن المشكلة أن بعض ساسته يتصرفون تجاه قضايا المنطقة بمعايير مزدوجة ومصالح ضيقة بعيدا عن فهم صحيح للواقع وطبيعة ما يجري في سورية وفي المنطقة عموما." وتتهم الحكومة السورية دول الخليج والسعودية تحديدا بدعم الجهاديين في "مخطط يهدف الى تدمير سوريا." وفي وقت سابق قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة إن تقصير المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية وعدم إيجاد حل سياسي عادل لها ينذر بكارثة ليس على سوريا فحسب، وإنما على المنطقة بأكملها. وأضاف طعمة الذي يزور الدوحة حاليا للجزيرة إن من أهم أولوياته الأمن والاستقرار وتحسين معيشة الناس وقدرتهم على الصمود ضد النظام، معتبرا أن جنيف2 مؤتمر إجرائي وليس تفاوضيا هدفه تحقيق أهداف مؤتمر جنيف1. وكان المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد كشف الجمعة الماضية أن 26 دولة ستشارك في مؤتمر جنيف2، فضلا عن الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة. وقال الإبراهيمي إن من بين الدول التي ستشارك في المؤتمر السعودية وقطر والجزائر ومصر وعمان وإندونيسيا وتركيا والعراق والأردن.