في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اليمن وازدياد حالات الفقر خاصة في المناطق الريفية فقد اندفعت الكثير من الاسر الى إخراج اطفالهم من المدارس الى سوق العمل لمساعدتهم في تحمل اعباء الحياة وبالتالي كان لا بد من تنفيذ برامج ومشاريع لمساعدة الأسر الفقيرة في تغطية احتياجاتها الغذائية وتشجيعها على إعادة أبناءها وبناتها إلى المدارس. وفي إطار الجهود المبذولة لتشجع تلك الاسر على الدفع بأبنائها الى المدارس والصمود في مواجهة الظروف القاسية التي تعيشها فإن مشروع التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم وبرنامج الغذاء العالمي ينفذان عدد من البرامج والمشاريع ومنها مشروع المساعدات الطارئ لعدد 325 ألف و 282 أسرة فقيرة في محافظات ريمة ، حجة ، اب، عمران ، الضالع ، البيضاء ، المحويت ، تعز. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) زارت عدد من المحافظات مع فريق مشروع التغذية المدرسية واستطلعت أراء عدد من المسئولين في مشروع التغذية المدرسية والبرنامج وكذا المستفيدين وكانت الحصيلة ما يلي : بداية التقينا مدير عام التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم حمود محمد الاخرم الذي تحدث عن هذا البرنامج وأهميته قائلاًَ : يعمل برنامج الاغذية العالمي في اليمن على دعم الفئات المشمولة بالضمان الاجتماعي في 13 محافظة وتشرف وزارة التربية والتعليم من خلال الادارة العامة لمشروع التغذية المدرسية على تنفيذ المشروع في محافظات المحويتوعمران والضالع والبيضاءوحجةوابوتعز وريمة ولأكثر من 325 ألف أسرة . وأشار إلى أنه يتم اختيار مراكز التوزيع المدارس الواقعة في قرى وعزل المديريات والمحافظات المستهدفة حيث يبلغ عدد المراكز الفين و 145 مركزاً .. مبيناً أن الصرف والتوزيع يتم وفق الية عمل دقيقة وبما يضمن وصول المواد لكل مركز توزيع من خلال قيام برنامج الاغذية العالمي تولي عملية النقل والترحيل للمواد الغذائية لكل مركز ومن ثم نزول فرق عمل مشتركة من برنامج الاغذية العالمي والإدارة العامة لمشروع التغذية المدرسية لإجراء عملية الصرف يداً بيد لكل مستفيد . ولفت إلى أن برنامج الاغذية العالمي يعمل على دعم وتشجيع تعليم الفتاة من خلال تقديم مواد غذائية يتم صرفها للطالبات في ارياف المحافظات المستهدفة ومن المتوقع تنفيذ هذا المشروع في الايام القريبة القادمة بعد الانتهاء من الاعداد لاتفاقية المشروع والتوقيع عليها. وأكد الأخرم أن برنامج الاغذية العالمي يعتزم تنفيذ ثلاثة مشاريع استراتيجية خلال الاعوام 2014 – 2016 بهدف دعم وتشجيع تعليم الفتاة والتغلب على جوع الطالب اثناء اليوم الدراسي وكذا اعادة الطلاب المنقطعين عن التعليم بسبب ظروفهم الاقتصادية . من جهته أوضح ، نائب مدير ادارة مشروع التغذية المدرسية بمكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز رشاد احمد محمد شاهر الجماعي ان المساعدات شملت في محافظة تعز 12 مديرية تقدم لهم مواد عينية ل 65 ألف و 776 أسرة من خلال 363 مركز توزيع وتم استهداف اربع مديريات بمساعدات نقدية لعدد 28 ألف و 595 مستفيد ويحصل كل مستفيد على مبلغ 11 الف و 800 ريال . وأشاد الجماعي بجهود برنامج الغذاء العالمي في توصيل هذه المساعدات الى كل قرية .. معبراً عن امله في ان تشمل هذه المساعدات كل محتاج في المحافظة لان هناك فئات كثيرة فقيرة ولم تشملهم هذه المساعدات . وفي محافظة اب التي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 193 كيلو متراً الى الجنوب ويشكل سكانها ما نسبته 10.8 بالمائة من إجمالي سكان الجمهورية اليمنية وتعد الزراعة المصدر الرئيسي لدخلهم فإن تراجع قطاع الزراعة في اليمن تسبب في ازدياد حالات الفقر والحاجة ولهذا فإن المحافظة ضمن المحافظات المستهدفة من البرنامج وقد التقينا عدد من المستفيدين الذين تحدثوا عن مدى استفادتهم من هذه المساعدات حيث يقول عبده سالم صالح 45 عاما من مديرية المخادر محافظة إب "في البداية نشكر برنامج الغداء العالمي على ما يقدمه لنا ونشكر ايضا وزارة التربية والتعليم وكل اللجان التي تساعدنا في عملية الصرف لكن اقول لهم لو تعطونا اكثر من ذلك فهذا لا يكفينا ونريد ايضا زيادة الحصص وان تعطونا اضافة الى القمح الحبوب والزيت ان تعطونا السكر والأرز والصابون والفاصوليا ". وأضاف صالح " نحن نحتاج المساعدة خاصة في هذه الايام ونريدها كل شهر، فانا اعول اسرة تتكون من 24 شخص انا وزوجتي وأولادي 14 شخص، وامي واخوتي 9 اشخاص، والكيس القمح لا يكفي حتى لسبعة ايام . ولا استطيع ان ادخل عيالي الى المدرسة لاني لا املك تكاليف دراستهم فانا اتمنى ان يدرسوا فمن منا لا يحب لطفله التعلم وان يصبح متعلما " . ومن مديرية المخادر بمحافظة اب يقول على حسن ناجي شمسان أب ل 6 اطفال :" نشكر برنامج الغداء العالمي على تقديمه هذه المساعدات الانسانية وكذلك وزارة التربية فهي تعالج جزء من مشاكلنا المعيشية من حياتنا اليومية ولكن نريد منهم ان يصرفوا لنا كل شهر بشكل دوري وذلك بسبب ظروفنا الصعبة فالحياة صعبة وخصوصا بعد الاحداث التي شهدتها اليمن منذ العام 2011م وحتى الزراعة لا نستطيع ان نوفر منها ما يكفينا فنحن لا نملك حتى الارض سوى جزء بسيط فنحن لا نلقى حتى حق العلاج عندما يمرض اطفالنا ". فخرية دائل مصلح الشعبي من محافظة اب مديرية القفر امرأة كبيرة في السن أم لخمس بنات واربعة اولادة تقول : لقد اصبح الوضع صعبا ولا نستطيع الحصول على لقمة عيش ، وزوجي يعمل عامل بالأجر اليومي ولا يكفينا ونريد ان تكون المساعدات كل شهر وأيضا ان يزيدوا الحصص فالقمح والزيت لا يكفينا. فيما أكد سنان علي قائد العزب مدير مدرسة الخير الاساسية في مديرية السياني بمحافظة اب وهي احد المدارس التي تقوم بصرف المساعدات أهمية الاستمرار في دعمهم للفقراء والمحتاجين وزيادة الحصص لنظرا للظروف الاقتصادية الصعبة وما تعيشه المنطقة حيث ما زالت هناك فئات محتاجة ولا تحصل على المساعدات. وشكر سنان برنامج الغذاء العالمي على تقديم هذه المساعدات الانسانية وكذلك المنفذين والمشرفين عليها من وزارة التربية والتعليم وقال " بصفتي مدير مدرسة والمدرسة هي مركز صرف للمساعدات الانسانية فقد لمست هناك ارتياحا واسعا في اوساط الفقراء لما له تأثير ايجابي في حياتهم اليومية عندما يلقون المساعدات الانسانية. من جهته شكر عبده مسعود احمد 55 برنامج الغداء العالمي ووزارة التربية والتعليم لما يقدموه وقال " لو يعطونا اشياء اخرى مثل الارز والدقيق والسكر ، وان يستمروا في اعطائنا هذه المساعدة الانسانية ولا يقطعوها علينا ". أم محمد من محافظة اب في الخمسينات من عمرها ، أم ل 13 طفل : " نشكر البرنامج لما يقدموه لنا ونريد منهم زيادة الحصص واعطائنا سكر وزيت وصابون وتكون عملية الصرف شهريا ". وتتساءل ام محمد :" لماذا لا يعطونا مثل التوزيع السابق فقد اعطونا في المساعدات الانسانية السابقة الفاصوليا وتتمنى ان تستمر عملية صرفهم المساعدات الانسانية وان يزيدون من الحصص " . وفي محافظة تعز 250 كيلو متر إلى الجنوب من العاصمة صنعاء وتحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان إذ يشكل سكانها ما نسبته 12.2 بالمائة من سكان اليمن ، وعدد مديرياتها 23 مديرية وتتميز بنشاطها الاقتصادي والزراعة والثروة فضلا عن صيد الاسماك في ساحل مدينة المخا ورغم ذلك فهناك قرى وعزل اشد فقرا وكل ما تحصل عليه من مساعدات غذائية لا يفي بمتطلباتها اليومية وينقصها الكثير وقد التقينا بالمحافظة عدد من المستفيدين والمستفيدات بالمحافظة الذين تحدثوا حيث كانت البداية من مديرية التعزية الحوبان والمستفيدة مريم احمد غانم 45 عاما ام ل 8 اطفال التي قالت " نشكر برنامج الغذاء العالمي ووزارة التربية والتعليم من قلب خالص لما يقدموه لنا من مساعدات ونتمنى ان يستمروا في عملية صرف المساعدات الانسانية لكن نريد ان نقول لهم ما يقدموه لنا نستفيد منه ويساعدنا في العيش لكن نريد ان يزيدوا من الحصص ويعطونا الزيت والسكر والأرز والفاصوليا وان تكون بشكل دوري شهريا " . احمد دائل – مدرية التعزية – عاطل عن العمل ومعاق يقول : " ما يقدموه لا يكفي ونتمنى ايضا ان يقدموا معونات نقدية فنحن لا نستطيع الذهاب الى المراكز التي يتم التوزيع فيها لبعدها عن المنزل ونحن فقراء ولا نستطيع العمل ايضا " . وتقول ام احمد من مديرية المخا محافظة تعز : بصراحة ما نلقاه بعد الشكر الجزيل لبرنامج الاغذية العالمي ووزارة التربية والتعليم ، لا يكفينا حتى لشهر واحد ". عبدالله مواطن عاطل عن العمل من مديرية المخا " نشكر البرنامج لما يقدموه لنا من قمح وزيت لكن نريد منهم ان يعطونا السكر والأرز والزيت وان تكون عملية الصرف بشكل شهري.