بدأ المحتجون الذين يحاولون إسقاط رئيسة الوزراء التايلاندية ينجلوك شيناواترا في تشديد الحصار حول الوزارات اليوم الثلاثاء وهدد جناح متشدد باقتحام البورصة في الوقت الذي استمر فيه إغلاق تقاطعات الطرق الرئيسية في العاصمة بانكوك. وتمثل هذه الاضطرابات أحدث فصل في صراع بدأ قبل ثمان سنوات بين الطبقة المتوسطة والمؤسسة الملكية في بانكوك من جهة وأنصار ينجلوك وشقيقها رئيس الوزراء السابق الملياردير تاكسين شيناواترا وأغلبهم من الفقراء وسكان الريف من جهة أخرى. وأضطرت وزارات كثيرة والبنك المركزي إلى العمل من مكاتب احتياطية أمس الاثنين بعد أن منع المحتجون بزعامة سوتيب توجسوبان موظفي الحكومة من الوصول لعملهم. وقال سوتيب لأنصاره في ساعة متأخرة الليلة الماضية "يجب أن نطوق المباني الحكومية ونغلقها في الصباح ونتركها بعد الظهر".. وحثهم على فعل ذلك كل يوم حتى تستقيل ينجلوك. وسارت مجموعات من المتظاهرين سلميا من مخيمات احتجاجهم السبعة الكبيرة إلى الوزارات ومكتب الجمارك ووكالة التخطيط وهيئات حكومية أخرى اليوم بهدف شل عمل الحكومة. وهددت جماعة طلابية متحالفة مع اللجنة الشعبية للإصلاح الديمقراطي التي يتزعمها سوتيب بمهاجمة البورصة. وقال زعيم هذه الجماعة "نيتيتورن لاملوا" لأنصاره أمس إن البورصة تمثل "نظاما رأسماليا شريرا يوفر الطريق لتاكسين لتصبح مليارديرة". وقال متحدث باسم اللجنة الشعبية للإصلاح الديمقراطي إن البورصة ليست ضمن أهدافها.. مضيفاً "لن نحاصر الأماكن التي تقدم خدمات للجمهور ومن بينها المطارات والبورصة والقطارات.. ولكن سنغلق المكاتب الحكومية لمنعها من العمل". وقال وزير الخارجية التايلاندي سورابونج توفيشاكتشايكول في مؤتمر صحفي عبر التلفزيون إن الحكومة تواصل عملها وإن لم يكن في الأماكن المعتادة. وأي تعطيل للخدمات الحكومية سيضاعف المشكلات التي تواجها ينجلوك التي حلت البرلمان في ديسمبر ودعت لانتخابات مبكرة في فبراير.. وترأس الآن إدارة تصريف أعمال ليس لها سوى صلاحيات محدودة ولا يمكنها المبادرة بوضع سياسات تلزم الحكومة المقبلة. وتعمل ينجلوك منذ يوم أمس من مقر وزارة الدفاع في أطراف بانكوك.. وقال مسئولون إن الاجتماع الوزاري المعتاد يوم الثلاثاء الغي. ودعت ينجلوك زعماء الاحتجاج والأحزاب السياسية لاجتماع يوم غد الأربعاء لبحث اقتراح من لجنة الانتخابات بتأجيل الانتخابات إلى مايو. ولكن سوتيب قال مرارا انه غير مهتم بأي انتخابات.. ويريد أن يحل "مجلس شعب" غير منتخب محل الحكومة ويقوم بتغيير النظام الانتخابي في إطار إصلاحات ستضعف سلطة تاكسين. وأغلقت مدارس كثيرة من يوم أمس حتى يوم الأربعاء كإجراء وقائي تحسبا لوقوع اضطرابات ولكن المتاجر ومعظم المكاتب الخاصة تعمل حتى وإن كان كثير من المتسوقين وركاب المواصلات يتفادون قلب المدينة في الوقت الحالي. ونشرت الحكومة عشرة آلاف شرطي للحفاظ على القانون والنظام إلى جانب ثمانية ألف جندي عند المكاتب الحكومية.