أكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم بدء استعداد قوات الشرطة والجيش لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة تأمين الاستفتاء على الدستور، وذلك بعد تنفيذهم لمهامهم خلال المرحلة الأولى من الخطة الخاصة بتأمين المواطنين أثناء إدلائهم بأصواتهم وتأمين اللجان والقضاة المشرفين عليها بكفاءة ومعدلات أمنية مرتفعة المستوى. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية اليوم الأربعاء عن وزير الداخلية قوله "إن إقبال تلك الحشود على التصويت والإدلاء برأيهم في دستور مصر يدعم خارطة طريق مستقبل البلاد، ويضمن تقدما وانتصارا نحو الديمقراطية والاستقرار والأمن". وأوضح الوزير المصري أن المرحلة الثانية من الخطة ستتضمن تأمين لجان ومقار التصويت أثناء عمليات الفرز، وتأمين عملية نقل القضاة المشرفين على اللجان والمقار إلى اللجان العامة حتى إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء. وأضاف إنه بعد الانتهاء من إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء، سيتم تنفيذ المرحلة الثالثة من خطة التأمين، وهي المرحلة الخاصة بتأمين الشارع المصري، تحسبا لأية ردود أفعال فيما بعد إعلان النتيجة. ووجه وزير الداخلية رسالة شديدة اللهجة لتنظيم "الإخوان" قال فيها "أدعوهم للعودة إلى الصف الوطني، لأن الزمن لن يعود للوراء مرة أخرى.. ففي النهاية لا يصح الا الصحيح، والله دائما غالب على أمره، ولذلك عليهم أن يفيقوا من أوهامهم وينبذوا العنف ويعودوا للانخراط في الصف الوطني بدلا من العزلة..". وأعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم الأربعاء عن تمكن قوات الأمن من ضبط 55 مثيرا للشغب من أعضاء تنظيم "الإخوان" بحوزتهم أسلحة خرطوش وكمية كبيرة من الزجاجات الحارقة "المولوتوف" والألعاب النارية فى ميدانى روكسى والتحرير بالقاهرة. وقالت الوزارة فى بيان لها اليوم "إن ذلك يأتي في إطار المتابعات الأمنية لسير عملية الاستفتاء على الدستور في يومها الثاني على التوالي". وأكدت الوزارة "أن المتابعات الأمنية رصدت تجمعا لحوالي 500 من عناصر وأنصار تنظيم الإخوان الإرهابي مساء اليوم بميدان روكسى بالقاهرة حاولوا الاشتباك مع المواطنين وأشعلوا النيران بكشك مرور وكذا تجمع لنحو 200 من عناصر وأنصار ذات التنظيم الإرهابي بميدان عبدالمنعم رياض بالقاهرة قاموا بقطع الطريق فى محاولة للوصول إلى ميدان التحرير". وأشار البيان إلى أن القوات تمكنت من تفريقهم وفتح الطريق أمام حركة المرور والمشاة وضبط عدة أسلحة "فرد خرطوش و23 طلقة خرطوش وكمية كبيرة من زجاجات المولوتوف المعدة للاستخدام والألعاب النارية. على ذات الصعيد صرح مصدر أمني مصري لوكالة أنباء الشرق الأوسط بأن قوات الأمن ألقت القبض على 125 شخصا من مثيري الشغب في مختلف المحافظات. وأوضح المصدر أن المضبوطين قاموا بمحاولة إثارة الشغب وتعطيل سير العملية الانتخابية لتعكير أجواء احتفالات المصريين.. مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية اتخذت كافة الإجراءات القانونية حيال المتهمين والعرض على النيابة العامة لتولي التحقيق. من جهتها أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية عن إصابة 7 أشخاص في محافظات: أسيوط، المنوفية، كفر الشيخ، الاسكندرية والغربية وذلك خلال أحداث اليوم الثاني للاستفتاء على الدستور. وأوضحت الوزارة أن الإصابات تنوعت ما بين كدمات بالظهر نتيجة سقوط، وإغماء وحرق من الدرجة الأولى.. مضيفة أنه قد خرج مصابان اثنان من المستشفيات بعد تلقيهما العلاج واستقرار حالاتهما فيما يتبقى 5 حالات تحت العلاج والملاحظة. وأكدت الوزارة في بيان رسمي لها مساء اليوم انه وفقا للتقارير الرسمية فان اليوم وقعت حالة وفاة واحدة وكانت الوفاة طبيعية وذلك في محافظة أسيوط. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات المصرية أنها تسلمت اليوم نتائج تصويت المصريين المقيمين بالخارج في الاستفتاء على مشروع الدستور، من اللجنة العامة المشكلة للإشراف على تصويتهم، وذلك تمهيدا لإضافتها إلى نتائج تصويت الداخل حال الانتهاء منها وإعلانهما مجمعين. وأكدت اللجنة أن اليوم الأربعاء هو آخر أيام التصويت في الاستفتاء.. مشيرة إلى أنه فور إغلاق اللجان وانتهاء الحاضرون أمامها في الساعة التاسعة مساء من التصويت، سيقوم رؤساء اللجان الفرعية على الفور ببدء عملية فرز أصوات الناخبين، كل في مكان لجنته. في المقابل نشر التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي تصريح صحفي على موقعه الإلكتروني اليوم "ثمن فيه مواصلة الشعب المصري البطل لمقاطعته الايجابية لليوم الثاني على التوالي، ليؤكد مجددًا عدم شرعية الانقلاب العسكري الإرهابي، وأن استفتاءه سقط كما سقطت كل قراراته تحت أقدام الثوار والثائرات". وأشار التحالف الوطني إلى "أن الصناديق التي تركت في أحضان الفساد ليلاً، قد حملت سفاحًا بملايين الأصوات الزائفة، كعادة عصابة مبارك، التي لم تعرف استحقاقًا إلا بطعم التزوير".. مؤكدًا أن ما حدث من تزوير ممنهج على مدار اليومين يضيف جرائم جديدة لسجل الانقلاب. وأوضح التحالف أن ما رصده أعضاؤه والجهات المحايدة المنصفة يتفقان على سقوط استفتاء الدم، ومنها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" الذي كشف عن أن المتوسط العام للمشاركة في الاستفتاء أمس 8 في المائة تقريبًا، فضلاً عن أن نسبة الحضور حتى عصر اليوم تكاد تكون منعدمة. وشدد التحالف على "أن ثورة 25 يناير كسبت جولة جديدة في صراعها مع بقايا مبارك، وأنها ستمضي بكل قوة عبر موجة ثورية جديدة لإنهاء الانقلاب وتمكين الثورة ومكتسباتها وأهدافها". من جهتها قالت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في بيان لها اليوم "إن مراقبة التحالف المصري على عملية الاستفتاء تشير إلى ضعف الإقبال على التصويت في اليوم الثاني كما تم رصد بعض الانتهاكات مثل توجيه الناخبين والتأثير على أصواتهم والتأخير في فتح بعض اللجان". هذا وشهدت الساعات الأخيرة للاستفتاء على مشروع الدستور استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن ومجموعات من أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" في مختلف المحافظات المصرية. وظلت الاشتباكات دائرة في محيط قصر الاتحادية بسبب محاولة عشرات من الإخوان الوصول إلى هناك، مما أدى بالأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش. في المقابل ساد الهدوء محيط ميدان التحرير عقب توجه قوات أمن ومدرعات إلى هناك، وإغلاقه بشكل كامل، بعد الأنباء التي ترددت عن توجه الإخوان إليه. هذا ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي لمصر.. وسيتم إعلان نتيجة الاستفتاء بعد 72 ساعة من انتهاء التصويت. الجدير ذكره أن إجمالي عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الداخل يبلغ 52 مليونًا و742 ألفًا و139 ناخبًا، موزعين على 30 ألفًا و317 لجنة.. وتجرى عملية الاستفتاء وسط تأمين غير مسبوق، يشارك به 160 ألف جندي من الجيش المصري و220 ألف شرطي.. بحسب اللجنة العليا للانتخابات.