يحتضن ملعب "ماراكانا " مساء اليوم مواجهه قوية تجمع إسبانيا، حاملة اللقب ، مع تشيلي في إطار مباريات الجولة الثانية من المجموعة الثانية ضمن منافسات بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم التي تستضيفها البرازيل حتى الثالث عشر من يوليو المقبل. وستكون المباراة مصيرية لاسبانيا الذي مني بهزيمة مذلة 1-5 أمام هولندا في الجولة الأولى، إذ يتعين عليه الفوز من أجل الحفاظ على حظوظه في التأهل للدور الثاني، وتكملة مشوار المنافسة على الاحتفاظ بلقبه. والخطأ سيكون ممنوعا على لاعبي إسبانيا في مواجهة المنتخب التشيلي الذي خرج فائزا من مواجهته الأولى ضد استراليا 3-1 لأن أي نتيجة غير الفوز ستعقد مهمة / الماتادور/ كثيرا ، وتجعله مهددا في السير على خطا فرنساوإيطاليا اللتين ودعتا النهائيات من الدور الأول عامي 2002 و2010 على التوالي بعد تتويجهما باللقب في النسختين السابقتين 1998 و2006. ويمني الإسبان أنفسهم بأن يكرروا سيناريو مونديال جنوب إفريقيا 2010 حين خسروا في افتتاح مشوارهم أمام سويسرا صفر-1، لكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة الزحف نحو اللقب العالمي الأول الذي توجوا به على حساب هولندا 1-صفر. ولن تكون مهمة إسبانيا سهلة في مواجهة منتخب تشيلي الذي يضم مجموعة مميزة من اللاعبين أصحاب الخبرة الذين يلعبون في الدوري الإسباني، وفي مقدمتهم اليكسيس سانشيز (برشلونة) وإدواردو فارجاس (فالنسيا) والحارس كلاوديو برافو (ريال سوسيداد) وفابيان اوريانا (سلتا فيجو) وفرانسيسكو سيلفا (اوساسونا) . في المقابل ، يأمل منتخب تشيلي أن يكرر على الأقل نتيجة مواجهته الأخيرة مع الإسباني التي انتهت بالتعادل 2-2 وديا في جنيف في 10 سبتمبر 2013، علما بأن الطرفين تواجها مرة أخرى على صعيد كأس العالم، إلى جانب النسخة السابقة في جنوب إفريقيا حينما فازت إسبانيا 2-1، وكانت في الدور الأول من مونديال 1950 في البرازيل بالذات ، وخرجت تشيلي فائزة 2-صفر وهذا ما لا يتمناه الإسبان على الاطلاق لأنه يعني توديعهم للعرس الكروي العالمي. وسيكون على منتخب تشيلي ألا يخرج خاسرا في مباراة الغد إذا أراد التأهل للدور الثاني ، خاصة أن مواجهته الأخيرة في المجموعة ستكون مع هولندا التي قدمت عرضا قويا أمام إسبانيا في الجولة الأولى. وفي المجموعة الثانية أيضا، ستكون الفرصة متاحة أمام هولندا لتحقيق فوزها الثاني على ملعب "بيرا-ريو" بمدنية بورتو اليجري، عندما تواجه استراليا الجريحة التي منيت بالخسارة 1-3 أمام تشيلي في الجولة الأولي. وستضمن هولندا تأهلها إلى الدور الثاني رسميا في حال فوزها وتعادل إسبانيا مع تشيلي في المباراة الثانية من المجموعة عينها. في المقابل تسعى أستراليا إلى تحقيق الفوز أو التعادل على الأقل من أجل المحافظة على حظوظها في التأهل للدور الثاني، إذ تنتظرها مباراة ثالثة بالغة الصعوبة أما إسبانيا التي ستقاتل من أجل التأهل هي الأخرى. والتقى المنتخبان الهولندي والاسترالي ثلاث مرات وديا، ففازت استراليا 2-1 في ايندهوفن عام 2008، وتعادلا 1-1 في روتردام، وفي 2006 ومن دون أهداف في سيدني عام 2009. وسيقود هذه المباراة طاقم تحكيم عربي بقيادة الجزائري جمال حيمودي بمعاونة مواطنه عبد الحق ايتشيلي والمغربي رضوان عشيق. وفي المجموعة الأولى، تلتقي كرواتياوالكاميرون على ملعب ماناوس في مواجهة مصيرية للمنتخبين بعد خسارتهما في الجولة الأولى، الأول أمام البرازيل 1-3 والثاني أمام المكسيك صفر-1. وسيكون على المنتخبين اللعب من أجل تحقيق الفوز والحصول على النقاط الثلاث ، خاصة أن الخسارة تعني توديع المونديال من الدور الأول بصورة كبيرة ، خاصة أن كرواتيا ستصطدم بالمكسيك في الجولة الأخيرة، فيما تلتقي الكاميرون مع البرازيل. وتعد الكاميرون من المنتخبات التي رفعت لواء الكرة الافريقية في ثمانينيات القرن الماضي، فبرغم تعادلها مع البيرو وبولندا والبطلة إيطاليا في مونديال 1982، خرجت من الدور الاول برأس مرفوعة. ودخلت في مونديال 1990 تاريخ كأس العالم عندما اصبحت أول دولة إفريقية تبلغ ربع النهائي، بعد اسقاطها الأرجنتين حاملة اللقب في الافتتاح 1-صفر. وتراجع مستوى الكاميرون في المونديال بعد هذه المشاركة بعدما اكتفت بالتواجد في الدور الاول في بطولات 1998 و2002 و2010، ولم تفز سوى مرة واحدة على السعودية في 2002 . في المقابل تتمنى كرواتيا استعادة أمجاد الفريق الأسطوري بقيادة النجم دافور سوكر لاعب ريال مدريد، الذي أحرز المركز الثالث في مونديال فرنسا 1998. وتأسس منتخب كرواتيا الحديث عام 1991، قبل قليل من تفتت يوغوسلافيا، لكنه صدم الجميع عندما أقصى ألمانيا بثلاثية في ربع نهائي 1998 قبل أن يسقط بصعوبة أمام فرنسا صاحبة الارض، فحل ثالثا على حساب هولندا، لكنه خيب الآمال في الدور الاول من نسختي 2002 و2006 قبل أن يغيب عن 2010.