شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية اليوم الجمعة، حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات المواطنين الفلسطينيين غالبيتهم من الأسرى المحررين في محافظاتالضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، وأصيب خلال هذه الحملة العديد من المواطنين والناشطين والمتضامنين. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ عن نادي الأسير، في بيان له القول: إن غالبية الاعتقالات رافقها التفتيش وإعاثة الخراب بمنازل المعتقلين، وسرقة مبالغ مالية، بالإضافة إلى الاعتداء بالضرب على المعتقلين وأهاليهم. وأوضح بيان النادي أن قوات الاحتلال اعتقلت شاب من مخيم الدهيشة في بيت لحم بعد تعرضه للضرب على رأسه ونقل وهو فاقد للوعي، وأن عائلته أكدت أن قوات الاحتلال انهالت عليه بالضرب وذلك لاحتجاجه على اعتداء الجنود على والده وسرقتهم مبلغ مالي من محفظته. كما اعتقلت قوات الاحتلال ابني أسير من بيت لحم، والذي اعتقل في بداية الحملة الأسبوع الماضي. وأشار النادي في بيانه إلى أن أعلى نسبة اعتقالات لهذا اليوم تركزت في محافظة نابلس باعتقال 20 أسيراً من بلدة بيت فوريك وآخر من مخيم عسكر، وتليها محافظة بيت لحم باعتقال 12 أسيراً، ثم الخليل باعتقال 7 مواطنين، ثم القدس باعتقال 4 مواطنين من بلدة بدّو شمال غرب القدس، ثم طولكرم وسلفيت باعتقال مواطنين من كل منهما، وأخيراً محافظة جنين باعتقال مواطن واحد. وفي الخليل نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عملية إنزال جوي ومداهمة واسعة في بلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل. وقال شهود عيان "إن مروحيات الاحتلال حلقت على ارتفاع منخفض في سماء البلدة وأنزلت عددا كبيرا من الجنود على أطراف البلدة، كما جرى رفع منطاد في سمائها". وأضاف الشهود، إن عدة حافلات للاحتلال تقل جنودا تتمركز على المدخل الرئيسي للبلدة، فيما نصب جنود الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل البلدة، وقاموا بحملة تفتيش لمركبات المواطنين والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية. وقالت مصادر محلية في البلدة "إن قوات الاحتلال شرعت بحملة دهم وتفتيش واسعة في أراضي البلدة كما تقوم بتفتيش منازل المواطنين بشكل دقيق". وفي جنين حولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم أسيرين فلسطينيين، من بلدة عرابة جنوب جنين للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور. وذكر شقيق أحد المعتقلين إن سلطات الاحتلال في معتقل مجدو حولت الأسيرين للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور لكل واحد منهما كما أبلغهم محاميهم. ويشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسيرين قبل بضعة أيام خلال حملة الاعتقالات الكبيرة التي طالت محافظة جنين. على الصعيد ذاته كشف رئيس نادي الأسير قدورة فارس، اليوم، أن إدارة سجن /ريمون/ أبلغت عددا من الأسرى بفرض رزمة من العقوبات التنكيلية بحقهم. وأوضح فارس في بيان للنادي أن العقوبات هي منع زيارة الأهالي لمرة واحدة كل أسبوعين، وجعلها لمرة واحدة كل شهرين لمدة 45 دقيقة، وتقليص مدة /الفورة/ لساعة واحدة صباحاً وساعة مساء، ومنع /الكنتينا/ عن الأسرى والاكتفاء ب(400 شيقل) تدفعها الحكومة الفلسطينية لكل أسير، بالإضافة إلى تركيب بوابات ممغنطة على جميع أبواب الأقسام. كما وأبلغت سلطات الاحتلال أسرى آخرين بأن العقوبات ستشملهم إن رفضوا الانتقال من أقسامهم. وفي رام الله أكد محامي نادي الأسير مفيد الحاج أن لجنة خاصة من الاحتلال ألغت أمر إطلاق سراح الأسرى المشروط الخاص بالمحررين من صفقة التبادل مؤقتا، وأجلت النظر في قضيتهم لأجل غير مسمى، وجرى ذلك في المحكمة المركزية في /حيفا/، وشمل هذا القرار 7 من محرري صفقة التبادل الذين تم اعتقالهم من القدس مؤخرا. وكانت نيابة الاحتلال قد أصدرت قرارا بتحويل أسيرين من ضمن 7 أسرى، للمحكمة المركزية في حيفا اليوم، خلافا لقرار محكمة صلح الاحتلال التي أصدرت أمرا بتمديدهم حتى اليوم، وذلك بهدف إلغاء أمر إطلاق سراحهم المشروط وإعادتهم لأحكامهم السابقة أي قبل الإفراج عنه في صفقة التي تمت عام 2011. وأضاف الحاج، أن التأجيل جاء بدافع التنسيق مع المحامين المدافعين عن الأسرى، حسب قرار اللجنة. وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين والمتضامنين العرب والدوليين بعد ظهر اليوم، بحالات اختناق خلال قمع الاحتلال لمسيرة بلعين الأسبوعية في رام الله التي خرجت لاستنكار العدوان على شعبنا وتنديدا بالجدار العنصري والاستيطان. وشارك في المسيرة وفد من اتحاد الصحفيين العرب الذي يزور فلسطين حاليا، واستمع إلى شرح مفصل من قبل منسق اللجنة الشعبية في بلعين عبدالله أبو رحمة حول النضال الشعبي وجدواه، وطبيعة السياسات الإسرائيلية التوسعية. وفي بيت لحم طالب المشاركون في مسيرة المعصرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان، اليوم، المجتمع الدولي التدخل لإيقاف الاعتداءات والإجراءات التعسفية بحق الشعب الفلسطيني، بذريعة البحث عن 3 مستوطنين اختفت آثارهم قبل أسبوع. وكان المسيرة انطلقت من أمام المدخل الرئيس للقرية باتجاه موقع إقامة الجدار العنصري على أراضي القرية، إلا أن جنود الاحتلال اعترضوها وقمعوا المشاركين ومنعوهم من الوصول إلى موقع الجدار. وفي بيت لحم أيضاً أصيب اليوم 4 مواطنين بالرصاص المطاطي والدهس، فيما اعتقل 30 مواطنا أثناء اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لمخيم الدهيشة. وقال مصدر أمني إن شاب فلسطيني تعرض لإصابة خطيرة بالعين من الرصاص المطاطي، كما دهست دورية احتلالية 4 شبان آخرين. وأفاد شهود عيان ومصدر أمني أن أكثر من 150 جنديا اقتحموا المخيم وشنوا حملة دهم واسعة النطاق لمنازل المواطنين وتفتيشها، حيث تصدى لهم الشبان برشقهم بالحجارة وعبوات الزجاج، اطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني اصيب الاربعة من بينهم طفل. وسلم جنود الاحتلال لمواطنين من المخيم بلاغين لمراجعة المخابرات الإسرائيلية في مجمع مستوطنة /غوش عتصيون/ جنوب بيت لحم. في القدسالمحتلة اعتقلت قوات الاحتلال اليوم، شابين مقدسيّين بعد الاعتداء عليهما وعلى المصلين في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، بعد منع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من أداء صلاة الجمعة في رحاب الأقصى المبارك. وأفادت /وفا/ بأن مئات المواطنين اضطروا لأداء الصلاة في الشوارع القريبة من بوابات القدس القديمة والمسجد الأقصى وسط انتشار عسكري مكثف لجنود وشرطة الاحتلال. وكانت قوات الاحتلال قد فرضت قيوداً مشددة على دخول المواطنين للبلدة القديمة، ونصبت متاريس حديدية على بواباتها للتدقيق في بطاقات المواطنين وهو نفس الإجراء الذي اتبعته على بوابات المسجد الأقصى المبارك، واضطر مئات المصلين لأداء صلاتي الفجر والجمعة في شوارع وطرقات وأزقة البلدة القديمة ومحيطها. وشهد محيط بوابات: حطة والأسباط والناظر، اشتباكات بالأيدي واعتداءات من قبل قوات الاحتلال على المواطنين المحتشدين حول البوابات خلال محاولاتهم للدخول إلى الأقصى. وقالت /وفا/ "إن قوات الاحتلال استخدمت في اعتدائها على المصلين الهراوات وغاز الفلفل، وأصابت عدداً منهم تم معالجتهم ميدانياً". وبدت باحات ومُصليات وأروقة المسجد الأقصى شبه فارغة بفعل الحصار المفروض عليه. سياسياً أعلنت الرئاسة الفلسطينية، اليوم، عن تقديرها للتوضيح الرسمي الذي أصدرته الحكومة الاسترالية بشأن عدم تغيير موقفها من الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية. وجاء الموقف الاسترالي في أعقاب تحرك القيادة الفلسطينية على أعلى المستويات، حيث أثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه القضية الحساسة جداً مع الحكومة الاسترالية بما في ذلك وزيرة الخارجية الاسترالية. حيث أكدت الوزيرة جولي بيشوب في رسالة رسمية، إلتزام أستراليا بحل الدولتين، وأهمية استمرار المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، إن الحكومة كثفت اتصالاتها مع دول العالم والمؤسسات الدولية والرسمية، للضغط على إسرائيل وإلزامها برفع حصارها العسكري المفروض على أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في محافظة الخليل، ووقف كافة الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال.