بدأ الغرب في ممارسة لعبة مزدوجة مع روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، إذا دخل حيز التنفيذ عقوبات جديدة بحقها لكنه وافق على التشاور معها خلال الأشهر ال15 المقبلة حول اتفاق التبادل الحر بين كييف والاتحاد الأوروبي. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان الجمعة أن اتفاق التبادل الحر بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي الذي كان مقررا المصادقة عليه الثلاثاء من جانب البرلمان الأوكراني لن يدخل حيز التنفيذ قبل نهاية 2015، وذلك بعد مشاورات مع أوكرانياوروسيا التي تعارض الاتفاق بشدة. وجاء هذا الإعلان بعد بضع ساعات من إعلان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو والى جانبه رئيس المفوضية الأوروبية المنتهية ولايته جوزيه مانويل باروزو ان اتفاق الشراكة الذي يتضمن جوانب سياسية واقتصادية سيدخل حيز التنفيذ في أول نوفمبر. وقال المفوض الأوروبي للتجارة كاريل دي غوشت في مؤتمر صحفي "هذا يمنحنا 15 شهرا لمواصلة المشاورات (...) لقد تفاهمنا على تمديد الإجراءات التجارية الموقتة" التي تقلص الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الأوكرانية المتجهة إلى السوق الأوروبية "للفترة نفسها". وأضافت الولاياتالمتحدة الجمعة إلى قائمتها السوداء العديد من الشركات الروسية بينها اكبر بنك في البلاد سبيربنك، وحذت بذلك حذو الاتحاد الأوروبي الذي دخلت عقوباته الجديدة حيز التنفيذ. من جانبه، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة باستخدام أوكرانيا "لإنعاش الحلف الأطلسي كأداة ساسية"، معتبرا أن العقوبات غير فاعلة. واعتبر باروزو في المقابل أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل آلية قبل أسبوع بين كييف والانفصاليين لا يكفي لضمان سلام دائم، واصفا سلوك روسيا في أوكرانيا بانه "غير مقبول". واكد باروزو في مؤتمر صحفي في كييف أن الوضع في أوكرانيا "يبقى هشا جدا"، مشددا على وجوب أن "يستند الحل السياسي إلى مبدأ سيادة أوكرانيا". وفي حين يتراجع التصعيد ميدانيا بشكل غير مسبوق خلال خمسة اشهر من النزاع، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العقوبات الأوروبية تشكل "إساءة" لعملية السلام. في غضون ذلك، دخلت العقوبات الأوروبية الجديدة التي فرضت على موسكو وتهدف بصورة خاصة للحد من تمويل كبرى شركات الطاقة والدفاع والمصارف الروسية، حيز التنفيذ صباح الجمعة بنشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وتنص العقوبات التي تستهدف شركات نفطية ودفاعية ومصارف روسية، على إضافة 24 شخصية روسية وأوكرانية إلى القائمة السوداء للأشخاص المتهمين بالضلوع في النزاع في أوكرانيا. واتهمت موسكو التي تراجع سعر عملتها الوطنية مقابل الدولار، الولاياتالمتحدة باستغلال النزاع في أوكرانيا لمعاقبتها وقالت أن العقوبات "لا صلة لها بالواقع". وأعلنت الدول الغربية استعدادها لرفع العقوبات "إذا احترمت روسيا تعهداتها بشكل كامل" في أوكرانيا وفقا لما اكده الرئيس الأميركي. من جهته، اعلن حلف شمال الأطلسي أن حوالى ألف جندي روسي ما يزالون في شرق أوكرانيا في حين ينتشر عشرون ألفا على طول الحدود. واكد أن روسيا "تواصل تقديم معدات عسكرية متطورة للمسلحين في شرق أوكرانيا". إلى ذلك وصف الرئيس الأوكراني الجمعة خسارة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بانها "مشكلة كبيرة"، لكنه وعد بان القرم ستعود إلى أوكرانيا. وقال في هذا الخصوص أن "القرم ستعود معنا وليس بالضرورة عبر الوسائل العسكرية".