يجري الأمين العام للأمم المتحدة محادثات في موسكو، الخميس، وسط مواجهات دبلوماسية حادة بين روسيا والغرب الذي اتخذ قرارات عقابية على وقع تداعيات الأزمة الأوكرانية. قال مصدر دبلوماسي في منظمة الأممالمتحدة إنه من المحتمل ان يصل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الى موسكو، الخميس، لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واضاف المصدر ان كي مون سيسافر يوم الاربعاء الى روسيا ثم أوكرانيا لاجراء محادثات مع الزعماء هناك لحل الازمة حول منطقة القرم سلميا. وقال المكتب الصحفي في بيان "سيتوقف أولا في موسكو حيث يجتمع غدا 20 مارس مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين كبار آخرين." وبعد موسكو، سيسافر بان كي مون الى كييف يوم الجمعة حيث يجري محادثات مع كبار المسؤولين الاوكرانيين وأعضاء بعثة مراقبة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وممثلي المجتمع المدني. وكان بوتين وممثلو ما تسميه وسائل الإعلام الروسية "البقعة العزيزة من الوطن الروسي"، وقعوا الثلاثاء، معاهدة عودة شبه جزيرة القرم إلى أحضان الدولة الروسية. معاهدة بودابست واتهمت روسيا، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بانتهاك الاتفاقات الامنية الموقعة في العاصمة المجرية عام 1994 والتى تنص على احترام سيادة واستقلال أوكرانيا. وقال بيان للخارجية الروسية إن أميركا والعالم الغربي دعموا "انقلابا" على الرئيس الاوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي وهو ما يشكل انتهاكا لبنود الاتفاق الأمني السابق. وقال البيان إن تلك الممارسات الغربية تتناقض مع التعهدات التى قدمتها الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا مقابل قيام أوكرانيا بالتخلي عن ترسانتها النووية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. من جانبه رد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على الاتهامات الروسية بالتأكيد على أن موسكو هي التى خرقت بنود اتفاق بودابست والذي وقعته روسيا أيضا ويتضمن احترام الحدود الاوكرانية القائمة وقتها. زيارة فان رومبوي انتقدت موسكو ما قالت إنه منع الاتحاد الأوروبي زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي. وقالت موسكو إن الاتحاد الاوروبي لايريد أن يعرف حقيقة ما يجري في أوكرانيا. واكد مسؤول في الخارجية الروسية أن رومبوي تطوع لزيارة موسكو للتعرف على وجهة نظرها في ضم القرم لكن مسؤولين أخرين في الاتحاد الاوروبي "منعوه من ذلك". لكن مسؤولا في الاتحاد الاوروبي نفي أن يكون رومبوي قد انتوى زيارة موسكو رغم أن وكالات الانباء الروسية أعلنت أنه سيصل موسكو الاربعاء. وكانت روسيا قد وصفت العقوبات الغربية عليها بسبب النزاع بشأن شبه جزيرة القرم بأنها غير مقبولة، وهددت ب"عواقب" لفرض هذه العقوبات. ووجه سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي التحذير خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري. وأكد لافروف على أن العقوبات الغربية "لن تظل دون تداعيات". وجاء التحذير بعد ساعات من توقيع الزعماء الروس على معاهدة بشأن انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا. دعوة بايدن وفي تصعيد للمواجهة مع موسكو، طالب نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالوقوف سويا، وذلك عقب إعلان موسكو الاتفاق مع السلطات المحلية في شبه جزيرة القرم الأوكرانية على انضمامها إلى روسيا الاتحادية. وأكد بايدن خلال زيارته العاصمة البولندية وارسو على أن واشنطن تدرس الإجراءات التي يمكن أن تتخذها لطمأنة حلفائها في الناتو. وتوعد بايدن موسكو بفرض المزيد من العقوبات عليها جراء تدخلها في القرم و"الاستيلاء على الأراضي والاعتداء المستمر على السيادة الأوكرانية". ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الدول الأعضاء في "مجموعة السبع" إلى الاجتماع في لاهاي لبحث الأزمة الأوكرانية الأسبوع المقبل. ويرفض الاتحاد الأوروبي أيضا الاعتراف بما يصفه "استفتاء غير قانوني" بشأن انضمام القرم لروسيا أجرته السلطات المحلية الموالية لموسكو في القرم الأحد الماضي. لكن الرئيس الروسي أكد أن شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، مضيفا أن روسيا لا تسعى الى الدخول في مواجهة مع الغرب، ولكنها تدافع عن مصالحها. ايلاف