يتوافد حجاج بيت الله الحرام غداً الخميس الثامن من شهر ذي الحجة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، للإستعداد للصعود إلى عرفات والوقوف على صعيدها الطاهر يوم الحج الأكبر بعد غد الجمعة الموافق التاسع من ذي الحجة. ويقضى الحجاج بمنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويستحب فيه المبيت في منى اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وسمي بذلك لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه. ويتجه حجاج بيت الله الحرام في هذا اليوم محرمين على اختلاف نسكهم (متمتعين وقارنين ومفردين) إلى صعيد منى، ويستحب التوجه إلى منى قبل الزوال، أي قبل الظهر، فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكةالمكرمة وغيرهم، والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية. وعندما يصلى الحجاج فجر التاسع من ذي الحجة ينتظرون حتى طلوع الشمس فيتجهون صوب عرفات بهدوء وسكينة ملبيين ومكبرين وذاكرين الله تعالى. ويعود الحجاج إلى منى صباح اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة. ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه، وكما جاء في القرآن الكريم (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده. وكشفت وزارة الحج السعودية في وقت سابق أن نحو 174 ألف و556 من حجاج الداخل من المواطنين السعوديين والمقيمين سيؤدون مناسك الحج لموسم هذا العام 1435ه. وفيما توقعت السلطات السعودية وصول 3 ملايين حاج من أنحاء العالم لأداء الفريضة هذا العام.. أشارت التقديرات إلى وصول نحو مليوني حاج حتى الآن إلى الأماكن المقدسة في السعودية، استعدادا لبدء شعائر الحج غدا الخميس بيوم التروية انطلاقا من منى. وأعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، ركزت فيها على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكةالمكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى. وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى، ولتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم بعد عون الله وتوفيقه. كما ركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة. ومن المتوقع أن تسهم المشروعات الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا العام بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وأعلنت الجوازات السعودية اليوم أنه تم إنهاء إجراءات قدوم عدد مليون و388 الف و404 حاجاً من خارج المملكة في المنافذ الدولية كافة حتى الساعة 12:00 ظهر اليوم الاربعاء. وأوضحت أن مليون و315 الف و276 حاجاً قدموا عن طريق الجو، و59 الف و133 حاجاً براً بالإضافة إلى 13 الف و995 حاجاً عن طريق البحر. من جهتها أعدت وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية خطة متكاملة لتشغيل مشروع قطار المشاعر في حج هذا العام. وتهدف هذه الخطة إلى نقل 360 ألف حاج بين مشاعر منى ومزدلفة وعرفات ومنشأة الجمرات وضبط حركة تفويج الحجاج إلى جميع محطات القطار عبر بوابات إلكترونية، باشراف 1600 شاب وفتاة لمتابعة إجراءات صعود الحجاج والتأكد من سلامة وصلاحية تذاكر ركوب القطار في كل محطة. ونقلت وسائل الاعلام السعودية عن مدير تطوير مشروع منى ومشروع تشغيل وصيانة قطار المشاعر عبدالرحمن الشهوان قوله، إن خطة تشغيل قطار المشاعر في حج هذا العام، التي يتم تنفيذها مع الشركة المنفذة والمشغلة لمشروع القطار، أعدت على ضوء عدد كبير من ورش العمل التي شارك فيها منتسبوا جميع الجهات المعنية بالحج وخبراء من داخل المملكة وخارجها. وأضاف الشهوان أن ذلك يهدف لتحقيق أفضل استفادة من القطار في نقل الحجاج في المشاعر المقدسة وضبط تدفق الحجاج مستخدمي القطار من وإلى المحطات وفق جداول زمنية دقيقة، لتجنب أي ملاحظات تم رصدها في حج العام الماضي. وتعتمد آليات تفويج الحجاج مستخدمي القطار على تنظيم حركة التفويج على دفعات بما يتناسب مع الطاقة الإجمالية للقطارات وزمن وصولها إلى محطات المشاعر لتجنب مخاطر تكدس الحجاج داخل أو خارج المحطات أو إحكام السيطرة على عمليات التفويج في أوقات الذروة. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن قطار المشاعر أنطلق اليوم في أولى رحلاته للحجاج الذين يحملون الأسوار من الراغبين في التنقل بين المشاعر المقدسة أو الإطلاع على القطار، والتحميل والتنزيل في جميع المحطات على مدار الساعة.