يستعد حجاج بيت الله الحرام لمغادرة مكةالمكرمة تمهيداً للتوجه إلى مشعر منى للبدء بتأدية مناسك حجهم في المشاعر المقدسة. وتبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام يوم غد الأحد الثامن من شهر ذي الحجة في الصعود إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى محمد "صلى الله عليه وسلم"، وذلك وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج. ويقضى الحاج بمنى يوم التروية ويستحب فيه المبيت تأسيا بسنة النبي الكريم.. وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلى الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا بدون جمع. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة. ثم يقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه. وكما جاء في القرآن الكريم "وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ" والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليال معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده. ويُسن للحاج يوم التروية أن يتوجه إلى منى وهو في طريقه إلى عرفات، فإذا كان الحاج قارناً أو مفرداً توجه إلى منى بإحرامه، وإذا كان متمتعاً وقد تحلل من العمرة، أحرم بالحج من نفس المكان الذى هو فيه، سواء كان داخل مكةالمكرمة أو خارجها. ويستحب الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى، ولا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة متوجها الى عرفات، وإذا توجه الحاج إلى عرفات دون المرور بمنى والمبيت فيها أو خرج من مكةالمكرمة ليلة التاسع من ذي الحجة، فلا شيء عليه.