وافقت الحكومة في هونغ كونغ اليوم على إجراء محادثات مع زعماء الشباب المنتمين للحركة المطالبة بالديمقراطية في البلاد غدا الثلاثاء في وقت تصاعدت فيه أعمال العنف في الأيام الأخير بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات هناك. وتفيد تقارير إعلامية بأن المحادثات تهدف لإنهاء الاحتجاجات الشبابية المستمرة منذ ثلاثة أسابيع والتي أوقفت الحركة المرورية والتجارية في المركز المالي بالبلاد. وكان حاكم هونغ كونغ ليونغ تشون ينغ قد أعلن الخميس الماضي أن حكومته ستجري محادثات في الأسبوع المقبل مع الطلبة المحتجين المطالبين بالديمقراطية دون تحديد الموعد وذلك بعد إلغاء أمينة السلطة التنفيذية في الحكومة كاري لام محادثاتها مع زعماء الطلبة في الأسبوع الماضي ما أدى الى ارتفاع حدة الاحتجاجات. من جانب آخر اظهر استطلاع للرأي أجرته جمعية هونغ كونغ للبحوث حول الأحداث الأمنية الأخيرة في البلاد أن حوالي 68 في المئة من سكان هونغ كونغ ضد "التجمعات غير القانونية التي ادت الى وقف حركة المرور على الطرق الرئيسية وعطلت الاعمال في البلاد". وذكرت الجمعية في بيان صادر اليوم أن استطلاع الراي شمل على اكثر من 1160 ألف شخصا بالغا من خلال موقعين مختلفين في المدينة في الفترة الممتدة من يوم الثلاثاء الى يوم الخميس الماضيين. وأوضحت الجمعية ان "الأغلبية التي تشكل ما نسبة 68 في المئة رفضت حملة الاحتجاجات التي أجريت في شوارع المدينة بالأسبوع الأول من اكتوبر الراهن فيما تراجعت نسبة المؤيدون للاحتجاجات الى 27 في المئة". وتعد هذه الاحتجاجات أكبر موجة من الاضطرابات السياسية التي تشهدها مقاطعة هونغ كونغ منذ استقلالها عن الاستعمار البريطاني وعودتها إلى السيطرة الصينية عام 1997. وتشهد هونغ كونغ مظاهرات تطالب بحقوق تصويت عقب إعلان الصين أنه يمكن لهونغ كونغ أن تنتخب رئيسها عام 2017 فقط بعدما توافق بكين على المرشحين. وفي إطار الحملات الداعمة للمحتجين نظم مجموعة من المتعاطفون مظاهرات في أستراليا وبريطانيا والولاياتالمتحدة منذ الاسبوع الماضي حسبما أفادت مجموعة "متحدون من أجل الديمقراطية"، في إطار حملة تضامن من أجل هونج كونج. وأعلنت المجموعة عن خطط لمزيد من التحركات في ألمانيا وسويسرا لدعم محتجي هونج كونج المطالبين بالحرية الكاملة في اختيار الرئيس للإقليم الحاصل على الحكم الذاتي دون تدخل من جانب بكين. وأرسلت مجموعات أمريكية أخرى إلى قسم الالتماسات الشعبية بموقع البيت الأبيض الإلكتروني التماسا يدعو الرئيس باراك أوباما إلى الضغط على الحكومة الصينية حتى تحترم وعدها بإجراء انتخابات ديمقراطية في هونج كونج. وتوازيا مع أحداث هونغ كونغ أبلغ الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وزير الخارجية الصينى وانج يى، أن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب الاحتجاجات في هونج كونج وحث على حل سلمى للمشكلة. ومتحدثا أثناء اجتماع مع وانغ حضرته مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس في البيت الأبيض، أمس الأربعاء أكد أوباما أيضا أنه سيمضى قدما في خططه لزيارة الصين في وقت لاحق هذا العام. وأضاف ان "الولاياتالمتحدة تؤيد بثبات النظام المنفتح الذي هو اساسى لاستقرار وازدهار هونج كونج وحق الاقتراع العام وتطلعات شعب هونج كونج". وجاء الموقف الأمريكي معبراً عن سلوكها البراجماتي التاريخي، بحسب المراقبين، عبر انتظار ما ستؤول إليه نتائج احتجاجات المنطقة دون إبداء تأييد صريح لها، إلا في حال تهاوي قوة الشرطة هناك. وشن حاكم هونغ كونغ مؤخرا، هجوما لاذعا على ما وصفها بقوى خارجية متهما إياها بالوقوف وراء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وقال ليونغ في حوار متلفز إن المسيرات، التي شلت أجزاء من المدينة على مدار ثلاثة أسابيع، "خرجت عن السيطرة" حتى بالنسبة لمنظميها. ويطالب المحتجون بانتخابات ديمقراطية كاملة في هونغ كونغ. وكان قرار الحكومة الصينية باختيار قائمة المرشحين لمنصب حاكم الإقليم في انتخابات 2017، قد أثار غضب المحتجين. واشتبك المحتجون وقوات الشرطة في مواجهات عنيفة جرت في الأيام الأخيرة. واندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين مساء السبت، جرح فيها 20 على الأقل. وكرر المسؤولون الصينيون تحذيراتهم "من التدخل الخارجي" في هونغ كونغ، كما اتهمت وسائل الإعلام الصينية الغرب "بالتحريض على" الاحتجاجات. وشارك عشرات الآلاف في المظاهرات التي خرجت منذ مطلع هذا الشهر، مطالبة بديمقراطية كاملة. ويحمل الطلبة المظلات الصفراء كرمز للحركة الاحتجاجية.ورغم تضاؤل أعداد المحتجين في الأيام الأخيرة، واصل النشطاء اعتصامهم في المنطقة الإدارية من جزيرة هونغ كونغ، وفي الحي السكني والتجارية "مونغ كوك" بالقرب من الميناء. ولم يؤكد ليونغ إن كانت الحكومة تنوي فض المظاهرات مرة أخرى، لكنه قال: "نحتاج وقتا للتحدث إلى الناس، خاصة الطلبة الصغار. ما أريده هو أن أرى نهاية سلمية ومنطقية لهذه المشكلة". وأضاف ليونغ إن المظاهرات "خرجت عن السيطرة، حتى بالنسبة لمن بدؤوها. لا يمكنهم إنهاء الحركة، وهو أمر مثير للقلق".