تستضيف العاصمة العمانية مسقط اليوم جولة مباحثات رفيعة المستوى لبحث تطورات البرنامج النووي الايراني قبل انتهاء المهلة المحددة للتوصل لاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى بشأن البرنامج النووي في الرابع والعشرين من الشهر الجاري وسط مؤشرات على توافق الأطراف للوصول الى تسوية نهائية. ومن المقرر أن يلتقي اليوم وغدا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي وصل اليوم الى مسقط بنظيره الإيراني محمد ظريف إضافة الى ممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، في مسعى لتقريب وجهات النظر بشأن ملف إيران النووي والوصول الى اتفاق نهائي. وأسفرت المحادثات عن تقدم حول عدد كبير من الموضوعات منذ حوالي السنة، وتستمر خلافات حول المسائل الأساسية المتعلقة بالقدرة على تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تحصل عليه إيران وجدول رفع العقوبات الدولية. وكان أحد كبار المفاوضين الإيرانيين حذر عشية استئناف المناقشات من أن فشل المفاوضات النووية بين إيران والقوى العظمى، "خطرا على الجميع". وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني امس السبت إن بلاده لا ترى بديلا عن ايجاد تسوية دبلوماسية مع القوى العالمية الست بشأن برنامجها النووي. وأضاف "لا يريد أحد العودة إلى أوضاع ما قبل اتفاق جنيف". وأشار إلى أن الاتفاق التمهيدي الذي تم التوصل إليه قبل عام والذي قلصت إيران بموجبه بعض الأنشطة النووية الحساسة مقابل تخفيف محدود للعقوبات الدولية. وتهدف المباحثات إلى ايجاد طرق لتخطي الخلافات بشأن الملف النووي الايراني وبحث سبل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وقال عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "لا توجد حلول وسط، وكل أفكارنا تتركز على كيفية التوصل إلى تسوية." من جانبه قال مصدر دبلوماسي في طهران: إن المقترحات الجديدة لمجموعة 5+1 ستتيح لإيران الاستفادة «سريعا» من اتفاق في مقابل تبديد الهواجس الغربية حول وجهة ممكنة للبرنامج النووي المدني الإيراني نحو جانب عسكري، ولم يرغب هذا المصدر في تقديم مزيد من التفاصيل. ويقول دبلوماسيون غربيون في المفاوضات إن القضايا الشائكة التي لم تحل تتمثل في القدرة الاجمالية لإيران على تخصيب اليورانيوم، ومدة أي اتفاق طويل الأمد، والوتيرة التي سيتم بموجبها رفع العقوبات الدولية المفروضة تدريجيا. وقال كيري يوم الأربعاء إن المفاوضات ستصبح أكثر صعوبة اذا تم انقضاء موعد 24 نوفمبر دون التوصل الى اتفاق وان القوى العالمية لا تبحث في الوقت الراهن اي تمديد للمحادثات. وتهدف تصريحات كيري في جزء منها فيما يبدو إلى زيادة الضغط على طهران للموافقة على الاتفاق الذي سيتضمن عمليات تفتيش أشد صرامة من قبل الأممالمتحدة للتحقق من تنفيذ إيران لبنود الاتفاق. في السياق ذاته، صرح مساعد الخارجية عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض مجيد تخت روانجي بأن المفاوضات النووية تمر بمرحلة حساسة في الوقت الحاضر، وقال تخت روانجي في تصريح صحفي: إن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة السداسية تمر الآن بمرحلة حساسة وأن مواقف الطرفين في الوقت الحاضر هي كما كانت عليه في السابق. وتعقد مفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى منذ مطلع السنة الحالية للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم تضمن البرنامج النووي الإيراني أي شق عسكري. وفي حال يتم التوصل إلى هذا الاتفاق سترفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران. ورغم تسجيل حصول بعض التقدم في هذه المفاوضات فإن المواقف مع إيران تبقى متباعدة بشأن قدرات طهران في مجال تخصيب اليورانيوم. وتتهم القوى الدولية ايران بمحاولة انتاج أسلحة نووية فيما تصر ايران أن برنامجها سلمي. وتقول إيران إنها لا تخصب اليورانيوم إلا من اجل شبكة لمحطات الطاقة النووية المدنية تعتزم اقامتها في المستقبل ولانتاج النظائر المشعة للعلاج الطبي.