يبدو أن تفشي وباء فيروس "ايبولا" ما يزال يشكل خطرا في دول غرب أفريقيا في ظل ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس إلى 13الف شخص ووفاة خمسة آلاف منهم وتزايد المخاوف من تفشي الوباء لدى النساء في المنطقة الأكثر تضررا منذ ظهور المرض . ويأتي ارتفاع معدل الوفيات خاصة بين النساء اثناء الولادة تطور جديد إذ تتعرض واحدة من كل سبع نساء لخطر الوفاة نظرا لامتناع الناس عن تقديم المساعدة خشية ملامسة سوائل الجسم. وحذرت مؤسسات إغاثة اليوم الثلاثاء من زيادة وفيات النساء أثناء الولادة في دول غرب أفريقيا التي تعاني من تفشي فيروس إيبولا ، في حين أشارت تقديرات صندوق الأممالمتحدة للسكان أن 800 ألف امرأة في سيراليون وغينيا وليبيريا ستضعن خلال الاثنى عشر شهرا المقبلة. وتقول مجموعة لجنة الطوارئ والإغاثة من الكوارث التي تضم 13 جمعية خيرية بريطانية من بينها منظمة إنقاذ الأطفال (سيف ذا تشيلدرن) ومنظمة آكشن ايد إن حوالي 120 ألف امرأة منهن قد تواجهن خطر حدوث مضاعفات تهدد الحياة ما لم تحصلن على الرعاية في حالات الطوارئ وقد تتوفى عشرات الآلاف. وقالت كورتو وليامز رئيسة أكشن ايد في ليبيريا إن نساء كثيرات تلدن بمفردهن بسبب المرض والجهل مما يدفع الناس إلى الابتعاد عنهن خشية الإصابة بفيروس إيبولا. واضافت إن عددا كبيرا من النساء توفين بسبب نقص الرعاية وأضافت أن مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت تظهر نساء تلدن في شوارع مونروفيا دون مساعدة من أي شخص. وتبذل جهود دولية لاكتشاف دواء للتخلص السريع من هذا المرض الفتاك كما تسعى شركات في هذا الاتجاه حيث اعلنت شركة فوجي فيلم القابضة اليابانية اليوم الثلاثاء أنها تتوقع أن يكون علاج الإنفلونزا (أفيجان) دواء فعالا لعلاج مرضى فيروس إيبولا. وقال شيجتاكا كوموري رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لفوجي فيلم في مؤتمر صحفي "حتى الآن تعافى أربعة مرضى بالإيبولا بعدما تلقوا العقار... نعتقد أن هذا الدواء سيكون فعالا للغاية في علاج هذا المرض." وكانت (فوجي فيلم) واحدة من أكبر صانعي أفلام التصوير الفوتوغرافي في العالم وقد وسعت نطاق أعمالها لتشمل الأدوية وفي عام 2008 اشترت شركة توياما كميكال التي يستخدم عقارها للإنفلونزا أفيجان في علاج فيروس الإيبولا وفي السياق ذاته يسعى حاليا فريق من العلماء الأمريكيين إلى إيجاد سبل بشأن كيفية إرسال إنسان آلى للانضمام للقتال ضد فيروس إيبولا. وقام مكتب البيت الأبيض للعلوم وسياسات التكنولوجيا بتشجيع الباحث "كين جولدبرج" أستاذ الهندسة بجامعة "كاليفورنيا"، والباحثين فى ثلاث جامعات ومراكز بحثية أخرى، لعقد جلسات حول سبل كسب الإنسان الآلى معركة مكافحة هذا المرض المعدي والمميت. وذكر جولدنبرج أن القدرات محدودة فى الوقت الراهن، وهناك الكثير من البحوث التى يجب القيام بها، حيث يرى أن هناك طريقتين على الأقل لاستخدام الإنسان الآلى فى ثلاثة إلى ستة أشهر القادمة للمساعدة فى احتواء انتشار فيروس الإيبولا. واضاف انه يمكن تواجد الإنسان الآلى في التواجد عن بعد، والكاميرات والشاشات التى تسمح للأطباء بالاتصال عن بعد والحصول على القراءة البصرية للمرضى وسيكون ذلك مفيدا فى مرحلة التشخيص. واكد ان للإنسان الآلى لعب دور مهم فى مكافحة فيروس الإيبولا على المدى الطويل، سيكون من خلال إدخال معدلات التغذية الوريدية، إما لسحب الدم أو توفير الماء عن طريق الوريد، حيث يمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا فى خفض فرص انتقال الفيروس من المرضى إلى المعالجين. يذكر ان ليبيريا واجهت الاثنين الماضي اضراب العاملين في القطاع الصحي الذين يطالبون بمخصصات مالية اضافية بسبب عملهم في مجال خطر نظرا لرعايتهم مرضى وباء الايبولا الذي اودى بحياة العشرات من زملائهم. ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن الى معرفة كيفية اصابة احدى موظفات الصحة في تكساس بالفيروس الاستوائي القاتل، لتكون اول اصابة بالمرض في الولاياتالمتحدة. وتأتي الدعوة الى الاضراب في ليبيريا في تحد لطلب رسمي لعدم القيام بالاضراب خلال ازمة الايبولا التي اودت بحياة ما يزيد عن 2300 شخص في ليبيريا واثقلت كاهل قطاع الصحة في البلاد. ودعي وزراء الصحة الاوروبيون للمشاركة الخميس في بروكسل في "اجتماع تقني" حول احتمال تعزيز اجراءات مراقبة المسافرين الاتين من دول افريقية مصابة بفيروس ايبولا، كما اعلنت الرئاسة الايطالية للاتحاد الاثنين.