أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر اليوم ان احتياجات اللجنة خلال العام المقبل ستصل نحو 7ر1 مليار دولار أي بزيادة قدرها 25 بالمائة مقارنة مع التمويلات التي وفرتها الدول المانحة لتغطية عملياتها هذا العام. وقال ماورر في مؤتمر صحفي للاعلان عن الميزانية المتوقعة للعام المقبل "نحتاج الى هذه الميزانية الكبيرة لتلبية الاحتياجات وتكييف جهودنا ومساعينا الإنسانية لكي تتوافق مع الطبيعة المتغيرة للنزاعات المسلحة المعاصرة". وأضاف أن "العالم يشهد في الوقت الحاضر أنواعا وأصنافا جديدة من الأزمات تنطوي على عناصر جديدة وتكون لها أبعاد اقليمية في الكثير من الأحيان اذ لم نعد نواجه نزاعات مسلحة داخلية أو دولية تقليدية فقط". وشدد على ان الوصول الى أعداد متزايدة من المحتاجين والتغلب في الوقت ذاته على المصاعب الأمنية التي تشتد يوما بعد يوم هي جزء من التحديات الأساسية التي يواجهها اعضاء اللجنة في عملهم محذرا من اتساع الفجوة بين الاحتياجات الانسانية الهائلة والمساعي غير الكافية لتلبيتها. وأوضح ماورر ان "الملايين من القاطنين في المناطق التي يسودها انعدام الاستقرار يحتاجون الى الحماية والمساعدة في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى اذ تعود الأزمات في سوريا وغزة والعراق وجنوب السودان وأوكرانيا وفي مناطق أخرى من العالم بعواقب وخيمة على المدنيين". واشار الى ان "انتشار فيروس (ايبولا) في غرب افريقيا يمثل اختبارا عسيرا لقدرات مؤسسات الرعاية الصحية الضعيفة كما تؤدي هذه الأزمة الى تفاقم انعدام الأمن الاقتصادي والغذائي". وذكر ماورر ان سوريا ستظل البلد الذي ستضطلع فيه اللجنة الدولية في العام 2015 بأكبر عملياتها الميدانية من حيث حجم الإنفاق اذ تعتزم انفاق مبلغ يزيد على 164 مليون دولار على عملياتها الإنسانية هناك. وأكد في هذا السياق ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستركز عملياتها الميدانية الكبرى الأخرى من حيث الإنفاق في جنوب السودان وأفغانستان والعراق والصومال والكونغو الديمقراطية واسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية ومالي وأفريقيا الوسطى وأوكرانيا. وشرح ماورر ان أولويات اللجنة الدولية للسنوات المقبلة تضم مواصلة تعزيز مساعيها الرامية الى تلبية الاحتياجات في مجال الرعاية الصحية لا سيما توفير الرعاية الجراحية للجرحى وتوفير الرعاية الصحية للمحتجزين واعادة التأهيل البدني للمعوقين. كما تشمل أولويات عمل اللجنة الدولية أيضا "توطيد وتعزيز نهجها الخاص بتلبية الاحتياجات الإنسانية للمحتجزين والنازحين واللاجئين والمهاجرين المستضعفين وتعزيز التصدي للعنف الجنسي في أفريقيا الوسطى وأمريكا الوسطى وكولومبيا والكونغو الديمقراطية ولبنان ومالي وجنوب السودان. ولفت الى ان اللجنة الدولية ستقوم بتعزيز الشراكة مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أرجاء العالم لاسيما في حال حدوث طوارئ واسعة النطاق وبتكثيف اتصالاتها بالمنظمات والجماعات الأخرى ذات النفوذ .