توجه 15 مليون ناخب في سريلانكا إلى مراكز الاقتراع اليوم الخميس في انتخابات رئاسية يتنافس فيها الرئيس ماهيندا راجاباكسا مع احد حلفائه السابقين مرشح الجبهة الديمقراطية الجديدة مايثريبالا سيريزينا. وقد تم نشر أكثر من 71 ألف من عناصر الشرطة السريلانكية و30 ألف من مراقبي الانتخابات لضمان إجراء انتخابات سلمية. وقال مفوض الانتخابات ماهيندا ديشابريا للصحفيين أنه "من أجل ضمان إجراء انتخابات نزيهة، إننا بحاجة للدعم فلابد من تضافر جهود الصحفيين والشرطة ومراقبي الانتخابات، وأنا على يقين بأنهم سيفعلوا ذلك". وستشرف إدراته على 12341مركز اقتراع في أنحاء الجزيرة. وحذر ديشابريا، بعدما شهدت الحملات الانتخابية تصاعدا ملحوظا في العنف في الأيام القليلة الماضية لقى خلاله شخص مصرعه في حادث إطلاق نار، قائلا "لن أتردد في إلغاء الانتخابات في أي مركز اقتراع إذا ما حدث تهديد أو ترويع للناخبين أو مسؤولي الانتخابات ". ومن المتوقع إعلان النتائج في وقت مبكر من يوم غدآ الجمعة حيث لوحظ وجود صفوف طويلة من الناخبين مع فتح مراكز الاقتراع لأبوابها. وكان الرئيس راجاباكسا، الذي تولى الحكم عام 2005 قد دعا الى انتخابات مبكرة قبل موعدها بسنتين في نوفمبر / الماضي. وتوقع المحللون حينذاك ان يفوز بسهولة. ولكن منذ ذلك الحين، تحول ولاء العديد من الناخبين الى منافسه وزير الصحة السابق مايثريبالا سيريسينا. وكانت شعبية راجاباكسا قد ارتفعت كثيرا بعد نهاية الحرب الاهلية غام 2009، ولكنه يواجه الآن ادعاءات بالمحسوبية إذ يحتل اقاربه الكثير من المراكز المهمة في البلاد فيما يتهمه منتقدوه بادارة البلاد وكأنها شركة خاصة. ويقول المحللون إنه يبدو ان سيريسيتا قد استغل هذا التصور في كسب تأييد افراد الاثنية السنهالية الذين يصوتون عادة لراجاباكسا. وكان الوزير مايثريبالا سيريزينا قد قرر أن يصبح مرشح المعارضة للرئاسة، مما جعل السباق يشهد منافسة حادة. ووعد سيريزينا بتعزيز الحوكمة الجيدة وتقليص صلاحيات الرئاسة التنفيذية. كما يتوقع المحللون أن يفوز سيريسينا باصوات معظم الناخبين من الاقليات العرقية الاخرى الذين يشكلون نحو 30 بالمئة من مجموع عدد الناخبين. ويسعى خصوم الرئيس إلى إقناع الناخبين بأن إجراءات الرئيس لتعزيز مكانة أفراد أسرته والتقارب الشديد مع الصين يمثل تهديدا لديمقراطية سريلانكا وأمنها. ويراهن راجاباكسه البالغ من العمر 69 عاماً، والذي أشرف على إنهاء حرب أهلية حصدت أرواح 40 ألفا من السريلانكيين على أن النمو الاقتصادي الكبير منذ نهاية الحرب سيدفع به إلى النصر. لكن «سيريسينا» يعتقد أنه رغم إنهاء راجاباكسا الحرب فإن البلاد تسير في اتجاه مختلف. وأضاف أن إلغاء بند تحديد فترات الولاية للرئيس بفترتي ولاية كان "خطأ فادحا يعصف بحرية الشعب وبحقوق البرلمان". ويوم الخميس الماضي ذكرت تغريدة على الحساب الرسمي للرئيس السريلانكي في تويتر أن راجاباكسا وقع بياناً أعلن فيه نواياه عن إجراء انتخابات رئاسية. وافاد البيان على الموقع الرسمي للرئيس أن حزب الحرية الحاكم قد أعلن يوم 19 نوفمبر اختياره راجاباكسا ليكون مرشحه للرئاسة بعد أن أتم أربع سنوات من فترة ولايته التي مدتها ست سنوات. وحقق حزب «راجاباكسه» نتائج هزيلة في ثلاثة انتخابات تجديد هذا العام حتى بعد أن نما الاقتصاد الذي تقدر قيمته بنحو 67 مليار دولار بنسبة سبعة بالمائة كل عام منذ انتهاء الحرب الأهلية ومع وصول التضخم الشهر الماضي إلى أبطأ معدل له منذ عام 2009. ولدعم شعبيته، خفض راجاباكسا أسعار الوقود والكهرباء بينما زاد المعاشات وعزز دعم بعض المحاصيل للفلاحين. واتهم الخصوم الرئيس بالمحسوبية والضغط على القضاء قائلين إن اتهام كبير القضاة السابق شيراني باندارانياكي العام الماضي كانت دوافعه سياسية. ويتولى راجاباكسه حقيبتي الدفاع والمالية في الوزارة، وأيضا حقيبة المواني والطرق السريعة والطيران. يذكر ان سريلانكا بلد منقسم اثنيا، وكان التاميل قد شنوا حملة غرضه الانفصال عام 1972. ولم تتمكن الحكومة التي يهمين عليها السنهاليون من قمع هذا التحرك الا بعد عدة عقود ومقتل الآلاف. وشابت الحملة الانتخابية التي سبقت تصويت اليوم اعمال عنف واتهامات بالتخويف والترهيب.