أقرت جبهة نمور تحرير التاميل إيلام لأول مرة بمقتل زعيمها فيلوبيلاي براباكاران أثناء القتال مع القوات الحكومية السريلانكية الأسبوع الماضي، لكن مجموعات أخرى داخل الحركة نفت ذلك، وقالت إنه ما زال حيا وسيعاود الظهور في الوقت المناسب. تزامن هذا التضارب مع انشقاق في صفوف الحركة بشأن خططها المستقبلية. وقال رئيس إدارة العلاقات الدولية في الجبهة سيلفاراسا باتماناثان في بيان إن براباكاران قتل يوم الاثنين الماضي، مؤكدا أن زعيم الجبهة أوصى قبل مقتله بمواصلة الكفاح حتى تحقيق الحرية للأقلية التاميلية. وأشار باتماناثان في تصريحات لبي. بي. سي أمس الاثنين إلى أن النمور سيلجؤون للوسائل السلمية لتحقيق هدفهم، مضيفا أن الجبهة أعلنت عن تخليها عن السلاح ووافقت على الدخول في العملية الديمقراطية للحصول على حق تقرير المصير للتاميل. ولم يتضح بعد من يتولى زعامة نمور التاميل وسط تلميحات من موقع التاميل الإلكتروني بأن صراعا على السلطة نشب في صفوف الجبهة. وذكر الموقع أيضا أن إدارة شؤون المغتربين في الجبهة أعلنت أنها لن تعلق على بيان باتماناثان دون تفويض صريح من قيادتها بشأن ما تردد عن مقتل براباكاران. كما أحجمت مواقع إلكترونية مؤيدة لمتمردي التاميل عن نشر بيان باتماناثان، في حين أفادت إدارة المخابرات التابعة للمتمردين أن زعيم جبهة التاميل في أمان وسيعاود الظهور في الوقت المناسب. وفي المقابل أعلنت حكومة سريلانكا أنها تحتفظ ببعض العينات من جثة براباكاران لإجراء اختبارات الحمض النووي (دي. أن. أي) في حال الضرورة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع كيهليا رامبوكويلا إن الحكومة مستعدة لإجراء اختبار الحمض النووي، ولكن الوزارة ليس لديها أدنى شك في مقتل زعيم المتمردين. وأحرقت جثة براباكاران وألقي رفاتها في البحر. وكانت الحكومة نشرت في وقت سابق صورا لجثة براباكاران بعدما ذكرت تقارير مقتله في تبادل لإطلاق النار في ال17 من الشهر الجاري. وسحق الجيش المتمردين وأعلن تحقيق النصر وإنهاء صراع دام أكثر من 25 عاما. يأتي ذلك في وقت غادر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سريلانكا بعد أن تفقد مخيمات النازحين عن مناطق القتال، ودعا من هناك للسماح لعمال الإغاثة الأمميين بالوصول الفوري ودون إعاقة إلى المخيمات. ودعا بان إلى المصالحة السياسية بين الأغلبية السنهالية والأقليات بمن فيهم التاميل، وقال إنه ما لم يتم ذلك يمكن أن يكرر التاريخ نفسه ويمكن أن يكون هناك المزيد من العنف. وتعهد الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسا بالتوصل لاتفاق سياسي مع التاميل، وقال إنه لا يريد أن يعتبر السريلانكيون الانتصار على المتمردين التاميل هزيمة للأقلية التاميلية. وطلبت حكومة سريلانكا بالفعل مساعدات دولية، كما وجهت نداء مع الأممالمتحدة لجمع مبلغ 51 مليون دولار لتحسين المخيمات والرعاية لمن يقيمون بها. وقالت الأممالمتحدة هذا الأسبوع إن نحو 80 إلى مائة ألف قتلوا في الحرب الأهلية في سريلانكا منذ اندلاعها عام 1983. وكشف الجيش السريلانكي أن 6200 جندي و22 ألفا من نمور التاميل قتلوا خلال نحو ثلاثة أعوام تمثل المرحلة الأخيرة من الحرب.