اعلنت مصادر عسكرية سريلانكية تاكيدها في العثور على جثة زعيم متمردي نمور التاميل فيلوفيلاي برابهاكاران كما أعلن الجيش استيلاءه على كافة معاقل المتمردين بالجزيرة لأول مرة منذ تفجر الصراع عام 1983. وذكرت المصادر أنه تم العثور على جثة برابهاكاران داخل سيارة إسعاف دمرها جنود سريلانكيون لدى فرارها من منطقة القتال في وقت مبكر اليوم. جاء ذلك بعد إعلان الجيش السريلانكي قتل أربعة من كبار قادة المتمردين بينهم تشارلز أنتوني ابن الزعيم المؤسس للحركة وبيناديسان رئيس الجناح السياسي للجبهة والمتحدث باسمها سيفاراتنام بوليديفان. وكانت جبهة نمور تحرير تاميل إيلام قد أقرت بالهزيمة أمس الأحد قائلة إن المعركة وصلت إلى نهايتها. وقال مدير العلاقات الدولية بالجبهة سيلفاراسا باثماناثان في مقابلة عبر الهاتف مع القناة الرابعة البريطانية، إن المتمردين مستعدون لإلقاء السلاح والمشاركة في عملية السلام. وأضاف سيلفاراسا الذي كان يتحدث من مكان غير معلوم بجنوب شرق البلاد إن "هناك أقل من ألفين من كوادر الحركة, ونحن على استعداد لوقف الحرب.. شعبنا يموت كل ساعة, وهناك نحو ثلاثة آلاف وفاة منذ أمس و25 ألف جريح". لكن الحكومة رفضت الدعوة إلى وقف إطلاق النار مع المتمردين, قائلة إن آلاف المدنيين المحاصرين بمناطق القتال فروا إلى أماكن آمنة وإنه لم يعد هناك أي سبب لوقف المعارك. وبثت القوات الجوية تسجيلا مصورا لما قالت إنه مستودعات ذخيرة أشعل المتمردون النيران فيها. ويظهر التسجيل أيضا فرار آلاف المدنيين من منطقة القتال. وفي بروكسل دعت المفوضية الأوروبية إلى تمكين الأممالمتحدة من الدخول إلى منطقة النزاع. وقالت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر بعد وصولها للقاء وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل إن أوضاع المدنيين ما زالت صعبة للغاية رغم انتهاء المعارك. وأضافت نحن نعلم أن هناك أشخاصا في منطقة الحرب والأمر الملح حاليا هو دخول الأممالمتحدة لكافة المناطق". وفي العاصمة السريلانكية تظاهر أكثر من مائة ألف سريلانكي خارج السفارة البريطانية في كولمبو ورددوا هتافات تندد بدعوة بريطانيا إلى وقف الحرب وحصب المحتجون السفارة بالحجارة مما أدى لتهشيم بعض نوافذها، وأحرقوا دمية لوزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند، وكان ميليباند قد انتقد مواصلة الحكومة السريلانكية للحرب، كما ساندت لندن دعوات للتحقيق في الجرائم التي رافقت الحرب. ويقول الصليب الأحمر الدولي إن كارثة جسيمة بصدد الحدوث لأن عشرات الآلاف من المدنيين الفارين من المواجهات هناك لا يجدون غذاء ولا دواء. وحاول المتمردون منذ تفجر الصراع عام 1983 إنشاء وطن قومي للتأميل بشمال البلاد وشرقها بحجة تهميشهم على أيدي الأغلبية السنهالية منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1948. وكالات