يشارك كبار القادة الأوربيين غدا الأحد في مسيرة مناهضة الإرهاب، تضامنا مع فرنسا التي شهدت خلال اليومين الماضيين أحداثا إرهابية دموية أسفرت عن نحو 20 قتيلا. وقد أطلق الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الدعوة للتظاهر، في وقت أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وقوف بلاده إلى جانب فرنسا. وتأتي دعوة هولاند لجميع الفرنسيين بهدف إظهار وحدتهم الوطنية ضد التطرف وضد كل من يرتكب أعمالاً إرهابية. وقال هولاند: "أدعو كل الفرنسيين والفرنسيات إلى الوقوف غدا الأحد معاً للتعبير عن معاني التعددية والمساولاة والعدل التي تمثلها جمهوريتنا. لابد أن نخرج من هذه الأزمة أكثر قوة". من جانبهما أكد رئيسا الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والإسباني ماريانو راخوي مشاركتهما في مسيرة 'جمهورية' التي ينتظر أن تضم مئات آلاف الفرنسييين المصممين على إثبات وحدة البلاد، وفق ما تداولته عدة أحزاب. وسيشارك في هذه المسيرة أيضا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس مجلس أوروبا دونالد توسك. كما ستحضر مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ورؤساء حكومات الدانمارك وبلجيكا وهولندا ومالطا وفنلندا ولوكسمبورغ تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ومن المنتظر أن يحتشد مئات الآلاف من الأشخاص في المظاهرة التي أكدت عدة أحزاب سياسية رغبتها في المشاركة فيها، بما فيها حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) الذي تتزعمه ماريان لوبان والحزب الاشتراكي الحاكم. وأكد زعيم حزب 'الاتحاد من أجل حركة شعبية' الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مشاركته، وكذلك إدوارد بلادور وفرانسوا فيون اللذان توليا رئاسة الحكومة في الفترة التي تولى فيها حزبه الحكم في البلاد. يذكر أن العاصمة الفرنسية ستحتضن الأحد أيضا مؤتمرا دوليا حول محاربة الإرهاب يحضره وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وذلك على خلفية الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو. ويهدف المؤتمر -وفق وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف- إلى إبراز التضامن مع فرنسا ورفض الإرهاب، وبحث سبل التصدي لهذه الظاهرة في إطار أوروبي جماعي. وتأتي هذه التظاهرة في سياق ردود الأفعال المستهجنة لاقتحام صحيفة "شارلي إيبدو"، وقتل عدد من الصحافيين في مقرها. وقد أعلن الرئيس الأميركي وقوف بلاده إلى جانب الفرنسيين، مؤكداً أن فرنسا من أقدم حلفاء الولاياتالمتحدة، مضيفاً: "سنحارب إلى جانبكم من أجل التمسك بقيمنا". من جانبه، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجمات الإرهابية في باريس، ودعا إلى ضرورة التسامح بين الأديان. وأضاف: "أكدت أن هذه ليست حرباً على دين، بل هو هجوم إرهابي مرفوض يجب أن يمثل مرتكبوه أمام العدالة باسم الإنسانية. إن الأممالمتحدة تدعو جميع الشعوب إلى التسامح بين الأديان". وتزامناً مع المسيرة الباريسية تقام في كنداوالولاياتالمتحدة مسيرات لشجب الهجمات والرهائن الذين قتلوا في باريس. المسيرة الجماهيرية في باريس التي يتقدمها القادة الأوروبيون تعكس إشارة قوية لتوحيد الصف الأوروبي التي قد تعقبها خطوات عملية وإجراءات مشددة على الساحة الداخلية لمنع وقوع مثل هذه الهجمات. على الصعيد نفسه اعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك أن القمة الأوروبية المرتقبة في 12 فبراير المقبل في بروكسل ستخصص لمكافحة الإرهاب بعد الاعتداء الدموي على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية. وقال توسك في ختام لقاء مع رئيسة وزراء لاتفيا، لايمدوتا سترويوما، في ريغا "لقد تحدثت مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أمس وأنوي تخصيص اجتماع رؤساء الدول والحكومات في 12 فبراير لبحث كيفية مواجهة الاتحاد الأوروبي تحديات مكافحة الإرهاب". وأضاف أن "الإرهاب ضرب أوروبا" وذلك بعد يومين على الهجوم "الهمجي" ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة الذي أوقع 12 قتيلا. وتابع أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه القيام بكل شيء لكن يمكنه أن يساهم في تعزيز أمننا". يذكر أن مقر صحيفة "شارلي إيبدو"الفرنسية الساخرة قد تعرض الأربعاء الماضي إلى هجوم مسلح من قبل الإخوين سعيد وشريف كواشي أدى إلى مقتل 12 شخصا منهم 4 رسامين مشهورين وإصابة 20 أخرين. ونجحت الشرطة الفرنسية مساء امس الجمعة في تصفية الأخوين شريف وسعيد كواشي منفذي الهجوم الإرهابي على صحيفة “شارلي إبدو”، وكذلك أمادي كوليبالي منفذ اعتداء “مونترو”. جدير بالذكر أن عملية القبض على منفذ اعتداء “مونترو” شهدت مقتل خمسة رهائن كان يحتجزهم المشتبه به داخل متجر يهودي بباريس.