تنطلق غدا الاحد في جنيف المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية الست حيث تسعى طهران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا) إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني مع حلول الأول من يوليو. واجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس الجمعة في باريس محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف حول المفاوضات التي ترمي إلى التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وأوضح مسؤول أميركي أن الوزيرين اللذين التقيا طيلة ست ساعات الأسبوع الماضي في جنيف، بدآ التحاور في باريس، على أن يلتقي ظريف لاحقا نظيره الفرنسي لوران فابيوس. من جانبه أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأنه فور محادثاته مع كيري بدأ ظريف لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس. وقد بحث الجانبان مستجدات العلاقات بین ایران والاتحاد الاوروبي وسبل تعزیزها وکذلك المفاوضات النوویة وضرورة الاستفادة من الفرصة الاستثنائیة السانحة لایجاد تسویة نهائیة لهذه الازمة المفتعلة . کما ناقش الجانبان ، سبل تعزیز العلاقات الثنائیة بین ایران واوروبا في القطاعات ذات الاهتمام المشترك وضرورة ایجاد اجماع عالمي لمکافحة ظاهرة الارهاب والتطرف والعنف دون تمييز باعتبارها هاجسا مشترکا بین الشعوب واتباع الدیانات المختلفة . وجرت عدة لقاءات منفصلة امس في باريس لبحث المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي دخلت مرحلتها النهائية، يشارك فيها وزراء الخارجية الإيراني والأميركي والفرنسي. وكان كيري وظريف عقدا اجتماعا مطولا يوم الأربعاء الماضي في جنيف، وأجريا محادثات "مهمة" قبل استئناف المفاوضات رسميا غدا الأحد بين طهران والقوى العظمى للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقد انطلقت المباحثات بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري بحضور مساعديهما في جنيف للتسريع بوتيرة المفاوضات النووية الشاملة بين ايران ومجموعة «5+1». وكان ظريف قد التقى اول امس الخميس نظيره الألماني فرانك فالتر-شتاينماير ضمن جولته الاوربية التي شملت برلين وبروكسل ومحطته الاخيرة باريس قبل التوجه مرة اخرى الى جنيف لاجراء المفاوضات الرسمية بين ايران والسداسية. واكد وزير الخارجية الالماني فرانك اشتاين ماير بان المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة "5+1" قد دخلت مرحلة حاسمة. واشار الى التقدم الجيد الحاصل في العام الاخير والذي اثمر عن اتفاق جنيف "خطة العمل المشرك" بين ايران ومجموعة "5+1" وقال، اننا كنا نرى في جولة المفاوضات "فيينا 8" بان المفاوضات لا يمكن ان تستمر الى الابد والان قد فتحت نافذة زمنية جديدة ولا ينبغي ان نالوا جهدا للوصول الى الهدف. واوضح بانه الى جانب المفاوضات النووية ستكون ازمة الشرق الاوسط وجماعة داعش الارهابية، من القضايا المهمة في المحادثات مع نظيره الايراني "لاننا جميعا نواجه خطر الارهاب". وعقدت ايران والسداسية الدولية لحد الأن 11 جولة من المفاوضات للوصول الى الاتفاق النووي الشامل، منها 8 جولات في فيينا و واحدة في نيويورك وأخرى في مسقط. وبناء عليه فقد عقدت الجولة الحادية عشرة (الاولى بعد التمديد) في جنيف فيما ستعقد الجولة الثانية الثانية عشرة يوم الاحد القادم في جنيف ايضا. من جهة أخرى أفادت وسائل الإعلام بأن لقاءات ثنائية إيرانية أمريكية على مستوى نواب وزيري الخارجية تجري في جنيف حيث واصلا مساعدو وزيري الخارجية الايراني والاميركي امس الجمعة ولليوم الثاني مفاوضاتهما النووية في مدينة جنيف السويسرية. و بدأ الفريقان النووي الايراني و الامريكي المفاوضات صباح امس برئاسة مساعدا وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي و ويليام برنز و وندي شرمن عن الجانب الامريكي . وكان الوفدان الايراني والاميركي قد عقدا الخميس جولتين من المفاوضات النووية خلف ابواب مغلقة حول سبل الوصول الى اتفاق شامل بشان برنامج طهران النووي. اعتبر كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي ، بان المفاوضات مع الجانب الاميركي تجري في اجواء جدية وصريحة تماما وأن ارادة الطرفين للوصول الى اتفاق مازالت قائمة. وشبّه عراقجي، اثر محادثاته مع نظيره الاميركي في جنيف، المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 بانها تماثل حل مكعب "روبيك". وفي تصريح له حول المحادثات التي جرت بين وزيري الخارجية الايراني والاميركي بجنيف الاربعاء ، وصف عراقجي المحادثات بانها كانت مكثفة وصريحة وجادة للغاية وقال، انه تم في هذه المحادثات التطرق مرة اخرى الى جميع القضايا (المتعلقة بالملف النووي) وجرى طرح احدث المواقف، وحين البحث في بعض الامور انضم الخبراء ايضا الى المحادثات. وفي وقت سابق سمَت الحكومة الأمريكية المحادثات التي جرت بين الوزيرين الأمريكي والإيراني في 14 يناير بجنيف ب "غنية المضمون". وتسعى طهران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا) إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني مع حلول الأول من يوليو. وتطالب إيران برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، فيما تريد الدول الكبرى التأكد من عدم سعي طهران إلى امتلاك سلاح نووي تحت غطاء برنامجها المدني. وتعتبر نسبة تخصيب اليورانيوم ووضع جدول زمني لإلغاء الحظر عن إيران ومدة الاتفاق النهائي من المحاور الخلافية الرئيسية بين الجانبين. وكان قد تم الاتفاق ما بين السداسية الدولية (روسياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنساوالصين وألمانيا) وإيران في نوفمبر2013 في جنيف على إعداد مذكرة تفاهم تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع الحظر بشكل كامل عن إيران. على صعيد اخر حذر الرئيس الأميركي، باراك أوباما،امس الجمعة، من انهيار المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، في حال وافق الكونغرس على مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على طهران. وأعلن كل من أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أنهما لا يؤيدان تبني فرض عقوبات جديدة على إيران "في هذه المرحلة". وطالب الرئيس الأميركي المشرعين الأميركيين بالتحلي بالصبر، وقال للصحفيين "لا توجد حجة جيدة لدينا لمحاولة تقويض المفاوضات إلى أن تنتهي.. على الكونغرس التحلي بالصبر".