يرجح أن يوقع زعماء أوكرانياوروسيا وألمانيا وفرنسا وثيقة عقب محادثاتهم الليلة الماضية في مينسك لحل الصراع في أوكرانيا،في وقت تتواصل فيها المعارك شرق البلاد. وقال مصدر دبلوماسي اليوم الخميس إن زعماء البلدان الأربعة سيوقعون الوثيقة عقب محادثات استمرت طوال الليل في مينسك لحل الصراع في أوكرانيا. وقال مصدر دبلوماسي أوكراني إنه تم احراز "تقدم" لكن المفاوضات "صعبة للغاية". وعقد الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي وفرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مفاوضاتهم الماراتونية لأكثر من ثماني ساعات الليلة الماضية في مينسك في محاولة للتوصل إلى خطة سلام في أوكرانيا في موازاة استمرار النزاع الدامي في شرق هذا البلد. وبحث المسؤولون الأربعة مع مستشاريهم في إحدى قاعات مبنى الرئاسة البيلاروسية الوثيقة التي أعدها دبلوماسيوهم لأيام عدة والهادفة إلى وضع حد لعشرة أشهر من النزاع الذي أسفر عن أكثر من 5300 قتيل. وتوحي الوثيقة الخاصة بالأزمة الأوكرانية بأن الأطراف المتصارعة قد تتفق على إنهاء القتال في شرق أوكرانيا بشرط وقف إطلاق النار اعتبارا من 14 فبراير وسحب الأسلحة الثقيلة وإقامة منطقة أمنية. وتم العثور على الوثيقة في القصر الذي جرت فيه المحادثات بين زعماء فرنسا وألمانيا وأوكرانياوروسيا. ولم يتضح إن كانت اتفاقا نهائيا أم وثيقة للنقاش أم مسودة شيء ما. وكانت الوثيقة تحمل عنوان "مجموعة إجراءات لتنفيذ اتفاقات مينسك". ودعت أيضا إلى سيطرة أوكرانية كاملة على الحدود مع روسيا بحلول نهاية 2015 وانسحاب الأسلحة والقوات الأجنبية وخلا المشهد من أي من مظاهر الدفء عندما صافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوكراني بترو بوروشينكو. ويترأس القمة التي تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقبل انطلاق القمة، التقت المستشارة الألمانية الرئيس الفرنسي ثم اجتمعا معا بالرئيس الأوكراني بوروشنكو. وبعد الظهر، حذر بوروشنكو نظيره الروسي بأنه والأوروبيين سيتكلمون "بلغة واحدة".. مضيفا إن الموقف "يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة" ما لم تتفق الأطراف على التهدئة ووقف إطلاق النار. وأعلن استعداده لفرض القانون العرفي في كل أنحاء أوكرانيا في حال فشل المفاوضات منبها إلى أنه في حال لم تؤد القمة إلى نزع فتيل التصعيد "فستسود الفوضى التامة". وفي المقابل حذر وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف،ايضا من مخاطر تحويل مسألة حدود أوكرانيا مع روسيا إلى قضية خلافية. وقال لافروف في موسكو "إن التخلي عن الجزء الروسي من الحدود سيقطع المساعدات الإنسانية عن المتمردين ويسمح بمحاصرتهم." وقبل وصولهم إلى مينسك، صعد المشاركون وتيرة خطابهم فيما كانت المعارك بين الجنود الاوكرانيين والمسلحين تعنف للجلوس الى طاولة المفاوضات في موقع قوة. وتتهم سلطات كييف ومؤيدوها في الغرب روسيا بتسليح المسلحين الموالين لها في شرقي أوكرانيا، وهو إتهام ينفيه الروس. وتعقد هذه القمة في بيلاروسيا في ختام أسبوع من المشاورات الدبلوماسية الشاقة التي بادر إليها الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، علما بأنهما توجها الجمعة إلى موسكو للقاء بوتين. وتختلف الأطراف المشاركة في قمة مينسك في اهدافها، فبينما تطالب كييف بإعادة سلطتها على المناطق المتمردة (رغم إقرارها بامكانية حصول منطقتي دونيتسك ولوهانسك على قدر من الحكم الذاتي)، ونزع سلاح المسلحين المولين لموسكو وإنسحاب القوات الروسية، وإعادة سيطرتها على الحدود مع روسيا، وتبادل كامل للأسرى. ويصر المسلحون الموالون لموسكو على الإنفصال عن أوكرانيا والحصول على إعتراف "بجمهوريتي" دونيتسك ولوهانسك، وعدم نزع سلاحهم والعفو عن قادة المسلحين. أما روسيا، فتطالب بضمانات قانونية للمتحدثين بالروسية في شرقي أوكرانيا، وبحكم ذاتي كامل لدونيتسك ولوهانسك ضمن نظام فدرالي، وبالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم وبانسحاب قوات كييف من مناطق القتال. ويطالب الغرب ممثلا بالإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جانبه بإعادة وحدة التراب الأوكراني ووضع حد للتدخل الروسي في شرقي أوكرانيا وسحب كل القوات الروسية والأسلحة الثقيلة وفرض رقابة فعالة على الحدود الروسية الأوكرانية وتشكيل منطقة منزوعة السلاح للفصل بين الطرفين والديمقراطية الكاملة لسكان دونيتسك ولوهانسك. وكان الرئيس باراك اوباما حذر ليل الثلاثاء الاربعاء بوتين من مواصلة استراتيجيته "العدائية" في اوكرانيا، مشددا على ان الثمن الذي ستدفعه روسيا سيزيد. ميدانيا، قتل 6 مدنيين في دونيتسك معقل المسلحين حين سقطت قذائف مدفعية على محطة حافلات ومصنع، كما قتل أحد المارة حين تعرض مستشفى في وسط دونتيسك للقصف، وفقا للمسلحين الموالين لموسكو. وقال الجيش الأوكراني إن 19 من جنوده قتلوا في هجمات للمسلحين المؤيدين لروسيا قرب بلدة ديبالتسيف وهي مركز للسكك الحديدية في واحد من أسوأ الخسائر التي ترد عنها تقارير خلال الحرب. ويحاول المسلحون المولون لروسيا المتهمون بخرق هدنة عمرها 5 أشهر في يناير فرض حصار على قوات الحكومة في ديبالتسيف وهي موقع استراتيجي سيتيح لهم ربط معاقلهم الرئيسية ببعضها البعض. ولقي أكثر من 5 آلاف شخص حتفهم بالفعل في القتال وتتحدث واشنطن الآن علنا عن تسليح أوكرانيا للدفاع عن نفسها أمام ما وصفته "غزو روسي"، مما أثار احتمال نشوب حرب بالوكالة في قلب أوروبا بين خصمي الحرب الباردة.