أثار مقتل ثلاثة طلاب مسلمين على يد مواطن اميركي الثلاثاء الماضي في تشابيل هيل بجنوب شرق الولاياتالمتحدة استنكارا واسعا في العالم الإسلامي ، بسبب ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي يتعامل بها الغرب إزاء الجرائم التي تستهدف مسلمين بسبب الدين. وعلى الرغم من تأخر صدور الإدانة من الرئيس الامريكي باراك أوباما ، وامين عام الاممالمتحدة بان كي مون، والتي جاءت بعد الانتقادات الواسعة في العالم الإسلامي للموقف ألغربي والتي صدرت من العديد من المؤسسات الإسلامية ، وقادة الدول الإسلامية ، إلا أنها خطوة للإمام باتجاه التصدي لجرائم الكراهية وتعزيز قيم التعايش. وفي اول تعليق له على جريمة القتل , قال الرئيس الامريكي باراك أوباما في بيان للبيت الأبيض عبر اذاعه راديو سوا الليلة الماضية "لا أحد في الولاياتالمتحدة يجب أن يكون هدفا لما يشكل في ذاته أو لمظهره أو لطريقة ممارسته معتقداته ". واعلن الرئيس أوباما ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) فتح تحقيقا أوليا في جريمة القتل التي وصفها "الوحشية والمخزية" والتي لم تحدد دوافعها بعد و التي سلم مقترفها كريغ هيكس (46 عاما) نفسه الى الشرطة حيث يواجه عقوبة الاعدام او السجن المؤبد. وأضاف الرئيس "نحن جميعنا نشكل عائلة أميركية واحدة كما شاهدنا من خلال مشاركة العديد من الأشخاص في جنازة هؤلاء الشبان الأميركيين". ووصفت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(إيسيسيكو) الواقعة ب"الجريمة البشعة"، مستنكرة تجاهل الإعلام الأمريكي لهذه الجريمة وانتقدت ما اسمته ازدواجية المعايير في تغطية الأحداث المرتبطة بالتطرف والإرهاب. ودعت المنظمة، في بيان لها، الحكومة الأمريكية إلى إدانة هذه الجريمة ومحاكمة مرتكبها ب"أقصى العقوبات" ... مطالبة في الوقت ذاته بسن تشريعات تجرم (الإسلاموفوبيا) وتواجه (تيارات العنصرية وكراهية الإسلام والمسلمين)في أمريكا والغرب ، وتوفير حماية تضمن لهم حقوقهم الدينية والثقافية. وطلب مجلس الشؤون العامة للمسلمين (MPAC)، في بيان له الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير العدل أريك هولدر والبرلمان الأميركي بغرفتيه الشيوخ والنواب، بالتعليق على الحادث المأساوي . من جانبه، أدان شيخ الأزهر، أحمد الطيب في بيان له "عن استيائه الشديد من الإقدام على هذا العملِ الإرهابي الجبان الذي يدل على أن الإرهابَ لا دينَ ولا وطنَ له". وحث شيخ الأزهر السلطات الأمريكية على "التعامل مع هذه الأعمال الإجرامية بكل حزم وحسم ، وسرعة تقديمِ مرتكبيها للعدالةِ، حتى لا تتكرر وتزيد من اتساع الهوة بين الشرق والغرب". بدوره، أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة مقتل أسرة مسلمة على يد مواطن أمريكي بولاية نورث كارولينا الأمريكية ، واستنكر حالة التجاهل الإعلامي الغربي لهذا الحادث الإرهابي . وحذر في بيان له من أن عدم مواجهة هذه الاعتداءات بالإجراءات القانونية اللازمة، والاهتمام الإعلامي المطلوب ، وتجاهلها ، أو التهوين منها ، وذكر أسباب غير حقيقية لها، هو نوع من الإغراء لأصحاب هذه الأفكار والسلوكيات المتطرفة بارتكاب مزيد من الجرائم. وأدان المغرب الحملة الوحشية التي يتعرض له المسلمون بالعديد من الدول الغربية، وأكد على حق المسلمين في أن تكون لهم حماية خصوصا أن الأمر يتعلق بجرائم غير عادية. ودعا الدول الأخرى "التي تستنكر أي عمل ارهابي بأن تعلن موقفا واضحا إزاء الاعتداءات التي تطال المسلمين". من جانبه , انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نضيره الأمريكي باراك أوباما على صمته .. معتبراً صمته عن التفوه بأي كلمة عن الحادث؛ ب"الأمر الذي يدعو للتفكير". وكان الشبان المسلمون الثلاثة ، وهم شاب وزوجته وشقيقتها، قد قتلوا على يد أمريكي يصف نفسه بأنه (ملحد) يعادي الأديان. وقد اقتحم منزلهم وأطلق الرصاص على رؤوسهم مباشرة. ومما صاعد من الغضب تصريح الشرطة المحلية بأن الدافع وراء الجريمة ربما يكون خلافاً على مواقف السيارات ، وهو التبرير الذي رفضته عائلتا الضحايا ، حيث أكد والد يسر أن ابنته شكت مراراً من تعرضها للمضايقات بسبب حجابها. وضياء من أصل سوري ، بينما يسر ورزان من أصل فلسطيني وتحملان الجنسية الأردنية أيضاً. و جريمة اغتيال الشبان الثلاثة في تشابل هيل، لم تكن الأولى التي يتعرض لها المسلمون في الغرب، فقد ازدادت معاناة الجاليات الإسلامية هناك من جرائم الكراهية بصورة لافتة في أعقاب حادثة (تشارلي إيبدو)،حيث ارتفعت أحداث (الإسلاموفوبيا) في فرنسا وحدها بنسبة 70 بالمئة خلال شهر يناير الماضي، عن نفس الفترة خلال عام 2014.