أجمع المشاركون في المفاوضات السياسية الليبية، على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار وقف دائم لإطلاق النار وإستعادة عملية الانتقال الديمقراطي لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تعصف بها منذ عدة أشهر. ورجحت بعثة الأممالمتحدة أن يستأنف الفرقاء الليبيون الحوار في المغرب خلال أيام. واجتمع ممثلو الجانبين معا في المغرب للمرة الأولى، في حين كان الجانبان يلتقيان مع مندوبي الأممالمتحدة بشكل منفصل في جولات المحادثات السابقة. و اختتمت الليلة الماضية بمدينة / الصخيرات/ المغربية ، أعمال اليوم الثالث من المشاورات السياسية بين فرقاء الأزمة الليبية بحضور ممثلي الأطراف الذين التأموا تحت إشراف الأممالمتحدة بغية التوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تعرفها ليبيا. وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون بعد الاجتماعات: "عقد اجتماع بين الطرفين كان رمزيا ولم يكن جزءا من المحادثات لكنه كان مهما". وشدد صلاح المخزوم، رئيس وفد الحوار الوطني، ممثل المؤتمر الوطني العام في المفاوضات، في تصريح في ختام اليوم الثالث من المفاوضات ، على ضرورة التوصل، في أقرب وقت ممكن، إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ومنحها الصلاحيات الضرورية من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية الليبية. وقال إن محادثات اليوم الثالث كانت إيجابية ، وأن الأطراف تتفق حول العديد من النقط المدرجة في جدول الأعمال، وهو ما من شأنه أن يسرع تشكيل هذه الحكومة. ومن جانبه، قال رئيس وفد البرلمان الليبي (برلمان طبرق)، محمد علي شعيب، إن المباحثات ستتوقف لبضعة أيام لإعطاء فرصة للمتحاورين للعودة إلى ليبيا من أجل تعميق المشاورات قبل تقديم اقتراحات وأسماء المرشحين للمشاركة في الحكومة المقبلة. وأوضح أن الطرفين سينتظران الصيغة النهائية لورقتين، الأولى تتعلق بتشكيل الحكومة، في حين تهم الثانية الترتيبات الأمنية، معربا عن الأمل في أن تكون الصيغة النهائية مقبولة من مختلف أطراف النزاع. وأضاف أن الأطراف تقدمت بمقترحات وتعديلات، في انتظار التوصل إلى صيغة نهائية للوثيقتين، مشيرا إلى أنه بعد الموافقة على هاتين الوثيقتين، سيكون من حق الأطراف تقديم مرشحين . فيما أكد فضيل الأمين رئيس هيئة الحوار الوطني الليبي أن جولة المحادثات المنعقدة في المغرب شهدت جدية ملموسة في التوصل إلى توافق حول إنهاء الأزمة التي عصفت بالمجتمع الليبي عسكريا وأمنيا وإنسانيا – على حد تعبيره-. وقال الأمين في تصريح خاص لقناة “العربية الحدث” الإخبارية اليوم الأحد إنه لم يتم التطرق في المحادثات إلى أسماء مرشحة لرئاسة حكومة توافقية، بل كان الحديث حول مهامها والأساسيات التي يجب أن تركز عليها في المستقبل. من جهته وقال المندوب المستقل المشارك في المحادثات شريف الوافي إن كلا الجانبين سيناقش قائمة مقترحة للزعماء المحتملين لرئاسة حكومة وحدة . ويدعم قادة الغرب المحادثات بوصفها السبيل الوحيد لإنهاء القتال الدائر في ليبيا، بين الجيش من جهة وعدة مجموعات مسلحة من جهة أخرى. وجرت المفاوضات السياسية الليبية، التي انطلقت يوم الخميس الماضي بمشاركة ممثلي الأطراف الليبية، بحضور العديد من السفراء الأجانب بصفتهم مراقبين ..وتضمن جدول أعمال هذه المفاوضات عدة نقط منها وقف إطلاق النار واستعادة الأمن وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا قد أعلنت الأربعاء الماضي عقد هذه الجولة من الحوار السياسي الليبي بالمغرب، بعد أن أبدت كافة الأطراف المدعوة موافقتها على المشاركة في اللقاء. وأكدت البعثة في بيان صحفي أن كل الأطراف أعلنت بشكل رسمي عن قرارها المشاركة في هذا الحوار إثر مشاورات وثيقة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، بيرناردينو ليون، خلال زيارته لطبرق وطرابلس يوم الاثنين الماضي . وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت عن إحراز تقدم هام في المحادثات حتى الآن ما بين الأطراف الليبية في حوارها، خلال 3 أيام متتالية في قصر المؤتمرات في الصخيرات بضواحي العاصمة المغربية الرباط، من أجل “إيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا”.
