أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرغ اليوم الخميس، استعداد الحلف للتكيف مع التحديات الأمنية العالمية التي وصفها بأنها "في تغير دائم" والتصدي لها عبر مضاعفة قواته للتصدي لأي تهديد. وقال شتولتنبرغ في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانول مارغايو عقب اجتماع ثنائي بينهما إن التحديات الراهنة تكمن في التهديد الذي يشكله ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة، وفي الأوضاع في أوكرانيا شرقاً.. مشيراً إلى أن روسيا "أضحت أكثر عدوانية في الآونة الأخيرة". وشدد على أن (داعش) يمثل تهديداً مباشرا للحلفاء "لاسيما بعد أن بات يدعو إلى ارتكاب هجمات في شوارع أوروبا".. موضحاً في هذا السياق أن (الناتو) يتعاون مع الأردن حالياً وعلى استعداد لمساعدة ليبيا بتعزيز مؤسساتها الدفاعية في حين يدرس طلبا قدمته الحكومة العراقية لمساعدتها على تعزيز قدراتها للدفاع عن نفسها. واعتبر أن مساعدة حلف الاطلسي لجيرانه في توطيد الأمن ببلادهم "ينعكس إيجابا" على الحلفاء.. موضحا أن من شأن هذا "تعزيز الامن على أراضيهم دون الحاجة إلى نشر قواتهم ففي تلك البلاد". وعن الوضع في أوكرانيا شدد شتولتنبرغ على ضرورة احترام جميع الأطراف لاتفاق مينسك ووقف إطلاق النار (الهش) شرقي أوكرانيا.. مشيراً في هذا السياق إلى ضرورة تسهيل عمل المراقبين الدوليين وضمان أمنهم وسلامتهم وحرية تحركهم. وأكد أن حلف الاطلسي "لا يبحث عن مواجهة مع روسيا" في الوقت الذي شدد فيه على أنه يتعين على موسكو احترام جيرانها واحترام الحدود وعدم خرق القوانين الدولية كشرط أساسي للتوصل إلى تحقيق الامن والسلام والاستقرار في المنطقة. وأعرب شتولتنبرغ عن تطلع (الناتو) إلى تعميق التعاون مع الحليفة اسبانيا مضيفا انها ستحتضن إلى جانب البرتغال وإيطاليا برنامج تدريبات عسكرية للحلف في الخريف القادم. وقال إن تلك تعد "أهم وأكبر" تدريبات للحلف منذ سنوات طويلة حيث "يشارك فيها 25 ألف عسكري وتحمل طابعا دفاعيا يتناسب مع الالتزامات الدولية للحلف". من جانبه أكد مارغايو التزام بلاده الكامل بمهام حلف الاطلسي وأهدافه.. مشيراً إلى أن أسبانيا "بلد حليف موثوق وجدي يساهم في تعزيز ميزانية الحلف ويشارك بجنوده في المهام الدولية". وأوضح أن عدد القوات الاسبانية المسلحة التي تشارك في مهام (ناتو) بلغ 120 الف عسكري في عام 2014 مع التوقعات بتعزيز ذلك العدد في عام 2016. وأكد أن الوضع في ليبيا والتطورات في منطقة الشرق الأوسط والتهديد الذي يمثله (داعش) من أهم أولويات السياسة الخارجية الاسبانية التي تسعى ضمن إطار الجهود الدولية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في تلك المناطق مشيرا في هذا السياق إلى ان أي تدخل في ليبيا يستدعي قرارا من مجلس الأمن. يذكر أن شتولتنبرغ كان اجتمع في مستهل زيارته لمدريد اليوم مع رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي في القصر الرئاسي بمدريد حيث استعرضا احدث المستجدات الدولية وكذا المشاركة الاسبانية في مهام حلف الاطلسي. وتأتي زيارة شتولتنبرغ لإسبانيا في إطار جولة اتصالات يقوم بها في دول عدة فيما تعد هذه أول زيارة رسمية له لإسبانيا منذ استلامه منصبه في اكتوبر 2014م.