تكتسب هذه الزيارة اهميتها كونهاتأتي في ظل ظروف اقليمية تستدعي التشاور حول القضايا التي تهم شعوبها وتعزز العلاقات الثنائية بين بلدانها بآفاقها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وستسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الودية والحميمة بين اليمن واثيوبيا الى جانب تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين." كما ستتناول المباحثات بين الجانبين المسائل ذات الصلة بعوامل الامن والاستقرار في المنطقة والقرن الافريقي والمستجدات والتطورات الاقليمية والدولية". ولذلك تعد هذه الزيارة ثمرة للعلاقات السياسية المتميزة القائمة على الاحترام المتبادل بين اليمن واثيوبيا والتي تنمو باضطراد صوب مايخدم مصالح شعوب هذه المنطقة الحيوية من العالم . والى ذلك ايضا تسعى اثيوبيا ،التي تعد أكبر دول القرن الأفريقي بمفهومه الجغرافي من حيث المساحة وأكبرها من حيث عدد السكان فضلا عن سيطرتها على منابع نهر النيل الذي يمثل مورداً لا غنى عنه لتحقيق الأمن الغذائي العربي. وفوق ذلك تعد اثيوبيا؛ دولة محورية في القارة الأفريقية، حيث يوجد في العاصمة أديس أبابا مقر منظمة الوحدة الأفريقية سابقاً والاتحاد الأفريقي حالياً، ومقر تجمع دول شرق أفريقيا للتعاون الاقتصادي (الكوميسا) ومقر الهيئة الحكومية لمكافحة التصحر والجفاف (إيجاد). كماأن الحضارة الأثيوبية من أقدم الحضارات الأفريقية ومن أكثرها عراقة وشهرة. ولا تنبع أهمية إثيوبيا ، من هذا وحسب؛ وإنما أيضاً من أهمية موقعها الجغرافي والقيادي في منطقة القرن الأفريقي التي تعد من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم لاعتبارات عديدة أهمها الارتباط الوثيق بين استقرارها واستقرار وأمن البحر الأحمر كممر مائي يمثل أهم طرق المواصلات البحرية في العالم على الإطلاق وحلقة الربط الرئيسة بين مواقع إنتاج النفط ومواقع التصنيع في أوروبا، كما أنه أقصر الطرق وأقلها تكلفة في نقل التجارة البحرية من أوروبا الصناعية إلى أكبر سوق وتجمع استهلاكي في قارتي آسيا وأفريقيا. كما أن ارتباط منطقة القرن الأفريقي أيضاً بالمنطقة العربية على أكثر من مستوى بحكم التقارب الجغرافي والتواصل البشري ، وعلاقات القربى والتفاعل الحضاري، جعل أمن المنطقة العربية يتقاطع في عدة حلقات مع هذه المنطقة من منظور الأمن الاستراتيجي بمفهومه الواسع بالنسبة لكل آسيا العربية ووادي النيل وأمن النفط والماء وأمن البحر الأحمر إضافة إلى التقاطع البالغ الخطورة مع الصراع العربي الإسرائيلي. وترى اليمن أنه إذا كان الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي يمثل هدف رئيس لسياستها الخارجية كون المنطقة تمثل العمق الاستراتيجي لليمن لتأثره بما يجري فيها من أحداث وتحكمها في الجهة الغربية لمضيق باب المندب ،فإن تحقيق مثل هذا الهدف يظل شيئا من المستحيل مالم تكن إثيوبيا شريكاً في صنعه أو مساهماً في تحقيقه نظراً لثقلها الإقليمي ودورها المركزي في منطقة القرن الأفريقي، فإثيوبيا بكثافتها السكانية وموقعها الجغرافي في شرق أفريقيا تشكل سوق واسعة للصادرات اليمنية ومنفذاً إلى أسواق وسط وشرق أفريقيا. وإن ذلك كله يجعل لعلاقات اليمن مع إثيوبيا أهمية خاصة في إطار علاقاته بدول القرن الأفريقي ودول العالم بصفة عامة. المزيد من التفاصيل في نافذة الملفات الخاصة مركز البحوث والمعلومات