دشن رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للبحث العلمي الدكتور عبد العزيز بن حبتور بصنعاء اليوم منظومة الربط الشبكي للبحث العلمي في الجمهورية اليمنية عبر الرابط ( www.srs-mohe.gov.ye/networkingsystem ). وفي التدشين ألقى رئيس الوزراء كلمة أشار في مستهلها إلى أهمية اللقاء الذي جمع وزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية وناقش واحدا من أهم المواضيع التي ينبغي على الجامعات اليمنية الاهتمام بها وهي موضوع البحث العلمي والدراسات العليا. وقال "إن البحث العلمي مجال حيوي واستراتيجي وينبغي أن يكون نشاطا ديناميكيا وليس لمجرد الحصول على الدرجة العلمية لأغراض الترقي في هذا الاختصاص أو ذاك ". وأضاف " هناك انعزال كلي بين الجامعات فكل جامعة تعمل على حدة وتعد لها خطة بحثية وتحاول أن تنجزها بعيدا عما هو مرسوم أو ينبغي أن يرسم من قبل وزارة التعليم العالي كخطة مركزية عامة باتجاهات عامة لاختصاصات متقاربة تبدأ بالأقسام العلمية ثم الكليات حتى يكون هذا الربط الشبكي الذي دشناه اليوم له معنى وقيمة ". وأوضح الدكتور بن حبتور أن مشكلة الانعزال التي تعاني منها الجامعات اليمنية حاليا، تم تجاوزها من قبل الكثير من الجامعات في البلدان الأخرى بما في ذلك في المنطقة العربية الذين سبقوا اليمن في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. واعتبر الأهم في هذا الجانب هو البدء بوضع الخطة العامة وكيفية إعدادها على مستوى الجمهورية اليمنية حتى وإن كان هناك جزء محتل وآخر يعيش حالة حرب طاحنة. ولفت رئيس الوزراء بهذا الشأن إلى أهمية عدم إغفال من يعد الخطة للمؤشرات العامة التي ينبغي أن تراعي البعد الوطني وبمنتهى المسؤلية. وقال " ينبغي أن تضع وزارة التعليم العالي الخطة البحثية العامة على مستوى الجمهورية باتجاهات واضحة ومشكلات يحتاج المجتمع إلى معالجتها بما يؤدي لإحداث التطوير المطلوب والارتقاء بالعملية البحثية ومخرجاتها ". وبين أن قيمة الجامعة الإيجابي ليس فقط بعدد الدارسين فيها أو خريجيها ، بل فيما تقدمه من اطاريح علمية تلامس احتياجات ومشاكل المجتمع المحيط. وأضاف " هناك حديث يدور على تشابه الأبحاث والعناوين والأطاريح ومحتوياتها في ظل التسهيل الذي يوفره الانترنت عبر عملية القص واللصق للباحثين الكسالى الذين لا يجهدون أنفسهم في العصف الذهني الذي تنتج عبره فكرة صحيحة وجديدة ". وشدد رئيس الوزراء على محاكمة كل من يسرق فكرة والأخذ بهذا الجانب بالآلية الجديدة المعتمدة دوليا التي تتيح للجهة المشرفة التأكد من سلامة العملية البحثية وعدم قيام الباحث بتكرار الفكرة أو قيامه بسرقة فكرة غيره. ووجه الدكتور بن حبتور وزارة التعليم العالي بإعطاء عناية خاصة للعملية البحثية والإشراف الدقيق والبحث والتقصي والنزول الميداني للتأكد من سلامة خطواتها وجدية الباحث والمشرف العلمي على البحث مع العمل على تشجيع الجامعات بمراعاة الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن حاليا. وذكر أن وجود نظام الربط الشبكي سيساعد على كشف الصورة أمام الوزارة وتسهيل مراقبة الجهات الاختصاصية على مستوى المركز النزول على مستوى الكليات إلى الأقسام العلمية إضافة إلى إتاحة البحث أمام الجميع سواء بشكل عنوان أو من خلال الملخص للفكرة الأساسية. ونوه في الوقت نفسه بأهمية هذا النظام في كسر العزلة الثقافية والعلمية التي وضعت فيها اليمن منذ مئات السنين بسبب بعدها الجغرافي عن مراكز الإشعاع الثقافي في المنطقة العربية برغم ما امتلكته من مخزون ثقافي وأدبي. واعرب الدكتور بن حبتور ، عن تقديره لصمود الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية في هذه الفترة والذي ينبغي أن يقابل من قبل الوزارة وبقية الأطر الحكومية المعنية بالمزيد من الرعاية والعناية التي تعينها على مواصلة نشاطها العلمي والمعرفي. من جانبه أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب أن تدشين منظومة الربط الشبكي للبحث العلمي باليمن يأتي استجابة لشعار الرئيس الشهيد صالح الصماد" يدا تبني ويدا تحمي" والتأكيد علي حرص قيادة الوزارة السير نحو أتمتة أنشطة التعليم العالي والبحث العلمي ومواكبة التطورات التكنولوجية في هذا المجال . وأوضح أن تدشين الربط الشبكي يأتي تنفيذا لبرنامج الوزارة في إطار برنامج حكومة الإنقاذ وتنفيذا لتوصيات المحور الأول للمؤتمر العلمي الأول للمراكز البحثية لتحقيق الاستفادة من التطور التكنولوجي بهدف ربط المراكز البحثية والعلمية ببعضها. واعتبر الوزير حازب انجاز المنظومة ترجمة حقيقية نحو توجه الوزارة في بناء وتطوير البنية التكنولوجية للبحث العلمي في اليمن خصوصا بعد نجاح الوزارة في تدشين منظومة البعثات والتصديقات بما يساهم في تفعيل وتطوير البحث العلمي للقيام بدوره المناط به في خدمة التنمية والمجتمع بكفاءة وفاعلية . وأشاد الوزير حازب بجهود قطاع البحث العلمي بالوزارة والجامعات الحكومية والأهلية التي ساهمت في دعم وتذليل كافة الصعوبات لإخراج هذا المشروع النوعي الي حيز الوجود. وفي حفل التدشين الذي حضره نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي يحيي شرف الدين ووكلاء الوزارة والمستشارون ورؤساء ونواب الجامعات الحكومية والأهلية.. استعرض وكيل قطاع البحث العلمي بالوزارة الدكتور صادق الشراجي الرؤية والأهداف التي تسعي من خلالها وزارة التعليم العالي تقديم الخدمات البحثية للمؤسسات والباحثين بجودة عالية وموجهة نحو التنمية الشاملة ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي. وأشار إلى أن الهدف من تدشين المنظومة تأسيس بنية تحتية للبحث العلمي في اليمن وتمكين المؤسسات البحثية والباحثين الاستفادة من خدمات المنظومة وإثرائها بالأبحاث والدراسات العلمية، فضلا عن مواكبة مجتمع المعرفة و التطور العلمي. ولفت الوكيل الشراجي إلى أهمية زيادة تعزيز الوعي بأهمية دور البحث العلمي في تحقيق التنمية الشاملة وتمكين قطاع البحث العلمي من ممارسة مهامه في الإشراف علي مؤسسات ومراكز البحث العلمي ومراقبة أدائها لضمان الإلتزام بقواعد الجودة إضافة إلى إيجاد سياسات بحثية دقيقة مبنية علي أبحاث أصيلة ودعم صناع القرار في اتخاذ قرارات وفق دراسات وابحاث علمية . وأوضح أن المنظومة ستسهم في تلبية احتياجات الباحثين في الحصول علي المعلومات العلمية بسهولة والحد من تكرار العناوين و الأبحاث العلمية، فضلا عن تحديد الأبحاث ذات الأولوية القصوي والتي تنقذ المجتمع خاصة في مثل هذه الظروف . فيما استعرض مدير البحث العلمي بوزارة التعليم العالي والمدير التنفيذي لشبكة تعزيز التعليم والبحث العلمي المهندس صلاح العميري مهام وآلية عمل المنظومة وأهميتها في رصد وتوثيق جميع معلومات وبيانات البحث العلمي في اليمن. وتطرقا إلى سياسات منظومة الربط الشبكي للبحث العلمي في كافة المراكز البحثية والجامعات الحكومية والأهلية وربطها ببعض، ومكونات وأقسام المنظومة وقواعد المعلومات التي تشملها ومنها" قواعد معلومات الدراسات والأبحاث، و الرسائل والأطروحات والأبحاث الجامعية و الدوريات والمجلات، و الباحثين والمؤسسات والمراكز البحثية العلمية والمجالات الموضوعية . كما استعرضا معزب والعميري المجالات التي تغطيها المنظومة ومزايا المنظومة وآلية البحث في المجالات المذكوره، وكيفية الوصوله إليها عبر الرابط الخاص بالمنظومة . (www.srs-mohe.gov.ye/networkingsystem) وفي ختام التدشين تم تكريم المشاركين وأعضاء فريق المنظومة والجهات والجامعات المتفاعلة والداعمة بالشهادات التقديرية.
