وقد تجددت خلال جلسة مساء أمس الخميس نداءات عدد من القادة من أجل تعزيز التضامن الإسلامي، والعمل من أجل نقل الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف في ظل التحديات التي تواجه البلدان الإسلامية. حيث أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كلمته أمام القمة أن المؤتمر يعقد في ظروف دولية بالغة التعقيد، وقد شهد العالم خلال السنوات الأخيرة العديد من الأحداث والمستجدات التي تشكل تحديات كبيرة أمام الشعوب الإسلامية أولها العولمة وما رافقها من ثورة الاتصالات والمعلومات وإزالة الحواجز بين الدول والشعوب. وأشار إلى أن التحدي الحقيقي الماثل أمام العالم الإسلامي حاليا يتلخص في وضع رؤية مشتركة لكيفية التعامل مع هذا الواقع الجديد والاستفادة من الفرص المتاحة التي تجعل من الشعوب الإسلامية شريكا في جني ثمار العولمة وليس مجرد تابع سلبي يعاني من تبعاتها. وأوضح العاهل الأردني أن التحدي الأكثر خطورة على الشعوب الإسلامية هو ما يتعرض له الإسلام والمسلمين من اتهامات ظالمة ومحاولات مستمرة للربط بينهم وبين الإرهاب. ومن جهته قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف إن العالم يعيش في فوضى حيث أصبح الاعتماد على القوة حلا للصراعات وازداد قمع الشعوب وانتشر الإرهاب وزاد الفقر والظلم، مبرزا أن العالم الإسلامي يقع في قلب هذه الأزمة العالمية وأن معظم الواقعين تحت نير الاحتلال الأجنبي هم من المسلمين. ورفض مشرف سياسة المواجهة العسكرية وسباق التسلح قائلا إن ذلك لن يحل المشاكل ولن يستفيد منه سوى الراغبين في تأجيج صراع الحضارات، معتبرا أن الأزمة التي تواجه العالم الإسلامي ليست خارجية فقط وإنما داخلية أيضا وأن جذورها تعود إلى ضعف الأمة الإسلامية وعدم تطورها اقتصاديا واجتماعيا. هذا وقد استأنف قادة وممثلو الدول الإسلامية اليوم أعمال القمة الإسلامية العاشرة المنعقدة حاليا في مدينة بوتراجايا الماليزية . وعقد القادة والزعماء جلسة مغلقة عكفوا خلالها على وضع اللمسات النهائية لمشروع البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة الإسلامية التي تختتم مساء اليوم. وقالت مصادر ماليزية مطلعة أن هناك توافقا بين الدول الاسلامية حول مجمل القضايا المطروحة للنقاش خلال اعمال القمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتهديدات الإسرائيلية لسوريا ولبنان ومسألة إصلاح وتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي. كما جرت عدة لقاءات ثنائية بين اعضاء ورؤساء الوفود على هامش الاجتماعات في مسعى لبلورة مواقف موحدة بشأن القضايا المطروحة على جدول أعمالها. من ناحية ثانية انضمت أستراليا اليوم إلى الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في إدانة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد بسبب تصريحاته التي أدلى بها خلال الجلسة الافتتاحية لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن اليهود. وقال رئيس وزراء أستراليا جون هوارد إن تصريحات مهاتير كانت " عدوانية وبغيضة وغير مساعدة" وتعبر عن وجهة نظر تقسم العالم إلى معسكر للمسلمين وآخر لغير المسلمين. وحث مهاتير محمد في الكلمة التي ألقاها خلال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة في بوتراجايا الماليزية مسلمي العالم الذين يبلغ عددهم 3ر1 مليار نسمة إلى التوحد في مواجهة عدة ملايين يهودي, وقال مهاتير "إن الأوروبيين قتلوا ستة ملايين يهودي من إجمالي 12 مليون ولكن اليهود اليوم يحكمون العالم بالوكالة ويدفعون غيرهم إلى القتال والموت بدلا منهم". وقال هوارد تعقيبا على تصريحات مهاتير "إنها عدوانية ودعوني أوضح أن أي إثارة للمنافسة بين اليهود والمسلمين غير مساعدة بشكل كبير. إن الديانتين تحثان أتباعهما على التعايش في سلام وتعارضان الإرهاب. وحث هوارد أتباع الإسلام واليهودية والمسيحية إلى خوض حرب على الإرهاب والتعصب والتطرف, وقال "إن تعاليم الإسلام النبيلة تلتزم بهذه الأهداف تماما مثل تعاليم اليهودية والمسيحية النبيلة". وأكد رئيس وزراء أستراليا إن أي اقتراح من أي شخص في أي مكان بشأن تقسيم العالم إلى يهود وغير يهود هو خطأ لا يمكن تبريره تاريخيا وهو شيء يعتبره معظم الأستراليين أمرا بغيضا. وفي كلمته التي ألقاها أشاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتى رئيس وفد بلاده فى القمة، بالدور الذي لعبته قطر من اجل تعزيز وحدة الصف الاسلامي وتضامنه خلال فترة رئاسة امير قطر للقمة الاسلامية التاسعة. وأعرب عن ترحيب وارتياح الكويت بالقرار الأخير الصادر من مجلس الأمن الدولي حول الوضع في العراق، مشيرا إلى أن القرار يمثل اهتمام ودعم المجتمع الدولي للجهود الهادفة إلى تمكين العراق من تجاوز أوضاعه الصعبة والمعقدة التي يمر بها في الوقت الراهن. وندد بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد، مؤكدا أهمية وجود قوات مراقبة دولية لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل وإفساح المجال لتطبيق /خارطة الطريق/ لتسوية النزاع فى إطار جدول زمني يؤدي الى منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة واقرار السلام العادل والشامل في المنطقة. وأكد دعم الكويت الكامل لنضال الشعب الفلسطيني لنيل كافة حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مطالبا الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وأراضي شبعا اللبنانية. وجدد إدانة الكويت لظاهرة الإرهاب بكل أشكالها وصورها، مؤكدا على ان مثل هذه الأعمال تتنافى مع قيم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحاء ومبادئ الأديان السماوية الأخرى فضلا عما تشكله من تقويض لامن واستقرار وطمأنينة البشرية, داعياً إلى الإسراع فى إنشاء محكمة العدل الاسلامية .. مشيرا الى ان تزايد أشكال الخلافات بين دول المنظمة تحتم الاسراع بتفعيل دور هذه المحكمة والتصديق على نظامها الأساسي حتى تتمكن من القيام بدورها المنتظرة. من جانبه اكد ولى العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز أن الأمة الاسلامية تعانى من خلل فكرى واقتصادي وسياسي وان علاج الأزمة التي تمر بها الامة حاليا يحتاج الى الحكمة. وقال فى كلمته التي ألقاها في جلسة اليوم الصباحية المغلقة لمؤتمر القمة العاشر لقادة الدول الاسلامية ان الخلل الفكري نابع من داء الغلو الذي يقود الى التطرف ومن ثم إلى الإرهاب وان الرصاصة لا تنطلق من البندقية بقدر ما تنطلق من فكر منحرف. وأكد ولي العهد السعودي الذى يرأس وفد بلاده الى القمة ان الفكر لا يحارب إلا بالفكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوسيع فكر شباب الإسلام، وقال ان السعودية قدمت صيغة الى القمة لتعديل اختصاصات مجمع الفكر الإسلامي لتحقيق هذا الهدف. وعن الخلل فى الفكر السياسي، قال الأمير عبدالله أن الأمة الاسلامية فشلت فى حل قضاياها السياسية بين الدول الاسلامية ومع الدول غير الاسلامية وفشلت فى التعامل مع الآخرين على أساس سليم، واقترح على القمة تشكيل لجنة مصغرة لايزيد عدد أعضائها عن خمسة اعضاء من بين رؤساء الوفود تسمى لجنة السلام الاسلامية وتوكل اليها القضايا المعلقة بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين والاخرين, كما قدم اقتراح بتعزيز موارد البنك الإسلامي للتنمية، واعلن ان السعودية ستكون أول دولة تقدم الدعم المالي للبنك لتعزيز التبادل التجاري بين الدول الاسلامية وانها ستبادر بالاتصال بمجلس محافظى البنك لبحث تفاصيل هذا الدعم. وقد التف القادة المسلمون المجتمعون في ماليزيا اليوم حول رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد مدافعين عنه فى مواجهة حملة الادانة والنقد الشديدين التى شنتها الدوائر والدول المناصرة لإسرائيل واتهامه بالمعاداة للسامية. وقال المسئولون الممثلون للدول الاسلامية المشاركة فى القمة أن المهاجمين لمهاتير محمد فصلوا الملاحظات التى تضمنتها كلمته الافتتاحية للمؤتمر عن الإطار الذى كان يتحدث عنه وانه قصد بكلمته تعبئة قوى العالم الإسلامي. وأعرب سيد حامد البار وزير خارجية ماليزيا عن خيبة امله بسبب سوء فهم تصريحات مهاتير، موضحا أن رئيس الوزراء ليس لديه مشاعر سيئة تجاه اليهود. وقال الرئيس الأفغانى حامد قرضاى أن مهاتير كان يتحدث فقط حول المسائل التى تواجه العالم الإسلامي وما ينبغى على المسلمين عمله. واشار احمد ماهر وزير الخارجية المصري الى أن أولئك الذين علقوا على الخطاب لم يقرأوه بشكل شامل، واعرب عن اعتقاده أنه كان تقييما حكيما جدا وانه كان نداء للمسلمين لكى يستيقظوا ولكن هناك من يحرصون على الادانة فورتوجيه أى انتقادات إلى إسرائيل بدون حتى قراءة أو فهم لحقيقة الامر. وقال فاروق القدومى رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية انه فى كل مرة ندين الافعال الاسرائيلية يتهموننا بمعاداة السامية. وجاءت تلك التعليقات ردا على ادانة الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية وأستراليا لملاحظات مهاتير التى ذكر فيها أن " اليهود أصبحوا يحكمون العالم بالتفويض، وأنهم يبسطون سيطرتهم على العالم نتيجة العلاقة الخاصة التى تربطهم بالولاياتالمتحدة ويدفعون بالغير لكى يحاربوا ويموتوا لتحقيق أغراضهم". وكالة الانباء اليمنية سبأ