استعرض اجتماع حكومي مشترك مع المنظمات الإنسانية الأممية والدولية العاملة في المجال الصحي، الوضع الراهن لوباء الكوليرا والجهود القائمة لمواجهته واحتواءه ومعالجة أسبابه المباشرة. حيث اطلع الاجتماع الذي ضم نائبا رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع اللواء جلال الرويشان والخدمات محمود الجنيد ووزراء التخطيط والتعاون الدولي عبدالعزيز الكميم والإدارة المحلية علي القيسي والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل والزراعة والري المهندس عبدالملك الثور والأوقاف والإرشاد نجيب العجي وأمين العاصمة حمود عُباد، على تقارير الوزارات المعنية وذات العلاقة وأمين العاصمة حول سير المهام الميدانية لمواجهة هذا الوباء الذي سجل خلال الأيام الأخيرة أرقاما تصاعدية في أعداد المصابين به على مستوى امانة العاصمة وعدد من المحافظات. وتطرق الاجتماع بحضور ممثلي منظمات اليونيسيف والصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للسكان وأطباء بلا حدود وعدد من وكلاء وزارة الصحة العامة، إلى الجهود التوعوية عبر الوسائل الإعلامية والمنابر الوعظية والإرشادية للحد من هذا الوباء. وجرى الاستماع إلى عرض نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات رئيس اللجنة العليا لمواجهة وباء الكوليرا، عن الجهود التي تبذلها اللجنة لتنسيق المهام وتوطيد مختلف إجراءات المكافحة .. لافتا إلى انه تم في إطار الاستماع لرؤية وزارتي المياه والبيئة الصحة العامة تشكيل لجنة فنية مشتركة من الوزارتين والجهات الأخرى ذات الصِّلة لتعزيز عملية الترصد والمكافحة الميدانية باعتبارها من أهم المهام لمواجهة الوباء. فيما أوضح وزير المياه والبيئة أن عملية الترصد الوبائي لم تتوقف منذ معاودة ظهور الوباء في فبراير المنصرم بالتنسيق مع وزارة الصحة في الوقت الذي استمرت الوزارة فيه عبر فرقها الفنية بإجراءاتها الوقائية لمصادر المياه بتعقيمها وكذا التوعية الميدانية المباشرة للمواطنين. فيما أشار وزير الصحة إلى أن الوزارة عبر مؤسساتها ومراكز الإرواء والمعالجة البالغ عددها ستة آلاف مركز تستقبل يوميا في حدود خمسة آلاف مصاب على مستوى العاصمة والمحافظات .. مؤكداً أن المؤشرات التصاعدية للوباء تستدعي التوسع في هذه المراكز التي يعمل فيها حاليا ستة آلاف كادر صحي. وبين أن الإكثار من السوائل للمصابين بالكوليرا والإسهالات الحادة من أهم أدوات العلاج المهمة من الجفاف الحاد الذي تسببه هذه الأمراض .. لافتا إلى أهمية إعادة تأهيل المحارق المعنية بالتخلص من النفايات الصحية في المستشفيات الحكومية بدعم من المنظمات الأممية لما تمثله هذه العملية من أهمية ضمن جهود مكافحة أسباب الوباء. وطالب الوزير المتوكل بإعادة صحة البيئة والصحة المدرسية إلى وزارة الصحة العامة باعتبارها جهة الاختصاص . في حين تحدث وزير الزراعة والري عن الحملة التي تنفذها الوزارة حاليا لمكافحة الحشرات الناقلة للوباء وكذا رش المزروعات في منطقة الرحبة .. مبينا أن الوزارة تعد حاليا للقيام بحملات مماثلة في ست محافظات منها ذمار وإب والمحويت وعمران . بدوره أوضح وزير الأوقاف والإرشاد أن عملية التوعية في المساجد بدأت وفقا لبرنامج توعوي واضح بالتنسيق في الوقت ذاته مع وزارة المياه والبيئة لتعقيم مياه وخزانات المساجد ودورات المياه وأماكن الوضوء وذلك قبيل حلول شهر رمضان المبارك. من جهته استعرض أمين العاصمة، الإجراءات المتخذة من قبل الأمانة لمنع دخول الخضروات التي اتضح قيام المزارعين في منطقة الرحبة باستخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة لريها .. موضحا أن أمانة العاصمة أغلقت عدد من المطاعم التي ثبت أثناء نزوله الميداني بصحبة الفرق الفنية افتقارها لشروط النظافة ووجود تلوث في خزانات مياهها. ولفت إلى أن القانون خوله إغلاق هذه المنشآت وغيرها ممن أصبحت مصدرا لإصابة الناس بهذا الوباء كما أن القانون كفل لأصحابها اللجوء إلى القضاء.. مؤكداً استمرار أمانة العاصمة في اتخاذ الإجراءات الصارمة بحق هذه المنشآت لأن المسألة مرتبطة بحياة مرتاديها وسلامة المجتمع. فيما أكد ممثلو الصحة العالمية واليونيسيف وصندوق السكان وأطباء بلا حدود، التزامهم واستعدادهم إسناد كافة الجوانب المرتبطة بعملية التخلص من الكوليرا. وأوضحوا أن الاستجابة تتم بشكل كبير من قبلهم لتطوير العمل مع الجهات المعنية خاصة دعم جوانب الأرواء والمعالجة للمصابين .. لافتين إلى العمل القائم لتوسيع فريق الاستجابة والنظافة والتخلص من النفايات. واستعرضوا الجهود المبذولة لرفع التوعية ودعمهم لحملة تثقيف واسعة عبر الوسائل الإعلامية وكذا الميدانية .. مبينين أن مستوى التمثيل الحكومي في هذا الاجتماع دليل قوي على جدية الحكومة ومؤسساتها في مواجهة جائحة الكوليرا . وعقب رئيس الوزراء .. معربا عن تقديره العالي لكافة المهام الوطنية والأممية والدولية التي تنجز لمواجهة هذا المرض الذي يهدد صحة الإنسان اليمني. وأكد أن حكومة الإنقاذ كانت ولا زالت حاضرة في كل لحظة للقيام بواجباتها فيما تظل شحة الإمكانيات التحدي الأبرز أمامها لمكافحة هذا الوباء وغيره من الأمراض. ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن المنظمات الإنسانية كالصحة العالمية واليونيسيف صندوق السكان وأطباء بلا حدود جزء مهم في هذه الحملة وفي مواجهة المأساة الإنسانية برمتها .. موجها وزارات الإعلام والأوقاف والإرشاد بتعزيز مستوى جهودهم التوعوية لما لهذه العملية من دور مؤثر في الوقاية من الوباء ومكافحته.