رغم أن برامجهم الانتخابية استعانت بعبارات وجمل رنانة من اتفاقية حقوق الطفل، إلا أن أحاديثهم كانت تلخص حاجاتهم في كلمات بسيطة، سواء المرشحين لبرلمان الأطفال أوالناخبين.. سامية الطفلة المعاقة احدى مرشحات المعاقين لبرلمان الأطفال-قالت موجهة حديثها للكبار "نريدهم أن يثقوا فينا" حتى يثبت الأطفال -والمعاقين بخاصة- أنهم قادرون على إثبات قدرتهم في مناقشة قضاياهم وطرح همومه وأولوياتهم. وجعلت سامية (14عاما) مشاكل المعاقين من أولويات برنامجها الانتخابي، والعمل على معالجة مشاكلهم في الدمج مع المجتمع.. وتقول أن المجتمع سبب رئيس لمعاناتهم وبخاصة الفتيات المعاقات، الذي تحاول اسرهن مداراتهن عن الأنظار وكأنهن عار يخجلون منه، في حين أن الرجل المعاق يتقبله المجتمع بشكل طبيعي... وستطالب سامية –في حال فوزها- بحقوق الأطفال في فلسطين والعراق. مرشحات " جمعية التحدي لرعاية المعاقات الخمس" سعيدات بالمشاركة وفي غاية الحماس، وليس الفوز هدفا لأيا منهن بل مشاركتهن ممثلة بأي منهن.. تقول منى(16 عاما) - وهنا حدث تجاوز بالنسبة للسن المحددة في شروط الترشيح بسبب تأخرهن في الدراسة الراجع لاعاقتهن- لا يهم ان فزت او فازت أيا من زميلاتي، المهم أن تشارك المعاقات ونسمع صوتنا للآخرين. وترى منى أن مشاركة المعاقين ضرورية لأن المعاق هو الأقدر على توصيل معاناتهم لأنها معاناته أيضا. وتنافس في انتخابات برلمان الأطفال 243 طفلا من عموم محافظات الجمهورية –منهم 79 طفلة- على 30 مقعدا من مقاعد البرلمان ال35، و تنافس على المقاعد الخمسة الأخرى 4 معاقين حركيا، و 7 مهمشين، و 3 من الصم والبكم، و 5 أيتام، و 4 مكفوفين. المرشحة آلاء الحيفي (13 عاما) الصف التاسع، قالت انها تريد المشاركة في برلمان الأطفال من أجل " المطالبة بحقوق الطفل والدفاع عنها"، وتضمنت برنامجها الانتخابي -الذي حمل عنوان برلمان الأطفال.. قادة المستقبل- المطالبة بسبعة عشر حقا من الحقوق التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل، كالحق في الاسم والهوية والتعليم والرعاية الصحية والرعاية من الاستغلال الاقتصادي و الجنسي... الخ. وتقول آلاء انها اخذت معلوماتها عن البرلمان من خلال معلماتها ووالدها والاطلاع على منشورات المدرسة الديمقراطية.. وترى ان مشاركتها في البرلمان لن تؤثر في مستواها العلمي - العالي حسب شروط الترشيح- و ستوفق بين الدراسة والعمل (البرلماني). وتتنافس آلاء مع ياسمين -زميلتها في الصف- ومع 14 زميلة على مستوى مدرسة أروى للبنات بأمانة العاصمة من الصفين الثامن والتاسع. أما الناخبات فذكرن أن اهم شروط اختيارهن ستتركز على المرشحة الذكية، المتفوقة، الجرئية واللبقة، بالاضافة الى شرط اكدن عليه وهو التواضع وحسن تعاملها معهن. هيثم محمد (14 عاما) الصف التاسع، هدفه هو الآخر المطالبة بحقوق الأطفال في اليمن، مع تشديده على التعليم من حيث الزاميته ومناهجه وازدحام الفصول وتعامل المدرسين مع الطلاب وبعض السلوك الذي يقومون به ويزعجهم كالضرب والعقاب الجماعي. ويقول هيثم أنه تحمس للترشيح عندما اخبرهم المدير بها، وعرض قراره على والده الذي أيده وشجعه.. وأكد انه لن ينزعج في حال فاز أي من منافسيه، وانه سيستخدم الدعاية الانتخابية عبر نشر برنامجه الانتخابي على زملائه، وعرضه مباشرة على الناخبين، الذي سيكون لهم الخيار. وأكد الناخبون الذكور شروط الاختيار التي ذكرتها الطالبات، ولكن بسام عباس قال انه سيرشح اصلاحي "نسبة الى حسب التجمع اليمني للاصلاح الحزب المعارض الأول ". وذكر عدد من الطالبات والطلاب- في المدارس التي زارتها سبأنت نت- أن عددا من المدرسين طلبوا منهم ترشيح أسماء معينة، والعض قال ان المرشحين تم اختيارهم وانتقاءهم من قبل المدير!! مدير مدرسة معاذ الأستاذ محمد الأحمدي قال أنه تم الاختيار حسب شروط الترشيح، وأنها بالفعل حرمت الكثير من الترشيح، ولكنه مرتاح لها-حسب تعبيره-، حيث جمعت السلوك الحسن والتفوق العلمي والسن المناسب. ويضيف أن هناك تلاميذ قياديين بالفعل في المدرسة ولكن مستواهم العلمي ضعيف، وعادة ما يفرضون تبعيتهم بين الطلاب بالقوة. الأستاذة جمالة البيضاني- رئيس جمعية التحدي لرعاية المعاقات اعتبرت البرلمان فكرة رائدة تحقق حرية الرأي للطفل، ولكنها طالبت أن لا يكون شكليا، وان يعطى الأطفال الحرية الكاملة في وضع السياسات والاستراتيجيات الخاصة بهم وأن يشاركوا مشاركة حقيقة وفاعلة، وأن تتاح لهم حرية التعبير والأخذ بآرائهم حتى وإن لم يتمكنوا من التعبير بشكل منمق، ولكنهم وبفطرتهم سيعبرون عن مشاكلهم بعبارات بسيطة، ويجب أخذها بجدية وتنفيذها لأنها تخصهم. وتعتبر البيضاني انه في حال لم يفعل دور الأطفال، فسينعكس ذلك سلبا على الأطفال اعضاء البرلمان والطفولة بشكل عام، ويعد اهدارا للمال والوقت . ويعتبر مدير المدرسة الديمقراطية – المؤسسة لهذه التجربة - الأستاذ جمال الشامي، أن فكرة برلمان الأطفال التجربة نفذت في اليمن بطريقة مميزة عن غيرها من التجارب الدولية والعربية لأنها تتم حسب قانون الانتخابات اليمني، وتلتزم بكافة نصوصه المنظمة لأي عملية انتخابية تتم في الجمهورية اليمنية. ويرى الشامي أن برلمان الأطفال يرمي الى لفت الرأي العام الى قضايا الطفولة وحقوقها، والانتهاكات التي تتعرض لها اجتماعيا واقتصاديا وغيرها، وأن طرح أطفال لقضاياهم سيلقى اهتماما اكبر. ورغم تحفظه على الصعوبات التي رافقت التنفيذ، فقد ألمح الشامي، إلى أن تدخل أولياء الأمور والحزبية، أهم ما واجهوه، وبالتالي حرصوا على منع أولياء الأمور من التدخل أو الحضور أثناء الدعاية الانتخابية والاقتراع. مشيرا الى أن برلمان 2004م تلافى أخطاء برلمان 2000م من حيث الفترة الزمنية للمجلس، وأعمار المرشحين- حيث حددت من سن 12- 15 للمرشح- ، واوضح الشامي، ان عددا كبيرا من أعضاء المجلس السابق تجاوزوا الخامسة عشرة ، وتفاوتت أعمارهم بين 16- 18عاما، فلم يتقبلهم المجتمع ولا الجانب الحكومي. وأوضح الشامي أنهم وضعوا برنامجا للمجلس يتضمن أهم مشاكل الطفولة، وسيتم عقد دورة برلمانية كل ثلاثة أشهر لمدة ثلاثة أيام، سيناقش الأعضاء في كل دورة مشكلة من مشاكل الطفولة، أو احد الحقوق التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل ولا تنفذ. الدكتورة نفيسة الجائفي-الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة- ترى أن تعريف الطفل بمفاهيم الديمقراطية وغرس مبادئ الحوار لديه تعد ضرورة وليس ترفا- وخاصة في مجتمعنا الذي يسير وبقوة نحو تثبيت هذه المفاهيم في المجتمع ككل، والأطفال هم جيل الغد وأهم شريحة أو فئة يمكن استهدافها لتربيتها على الحس المدني والمؤسساتي للدولة الحديثة. وتضيف الجائفي أن الاهتمام بايصال مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان للطفل لا تتقاطع وحاجته الى الرعاية الصحية والنفسية، والتعليم وغيرها بل تسير جنبا الى جنب، وجزء هام في تربية الطفل وتنشئته واعداده لمستقبل أفضل. سبأنت