لازالت الإعلامية العربية غير قادرة على الوصول إلى مراكز صنع القرار إلا بتضحية العائلة أو التضحية بالعائلة.. وعليهاأن تثبت جدارة وكفاءة ضعف مايقدمه زميلها الرجل لتنتزع حقها،الموروث الاجتماعي الناظر لها بانتقاص ونمطية عائق آخر.. هذا بعض ما استخلصته ورشة العمل الإقليمية التي أقامتها مؤسسة شرقيات بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في العاصمة الأردنية عمان نهاية يونيو الماضي. ولم يكن لتقدم البلد أو تطور تشريعاته دعما حقيقيا للإعلامية، ففي لبنان وتونس (كمثال لدول متقدمة مجتمعيا وتشريعيا لصالح المرأة) نفس شكاوى الإعلامية في اليمن والسعودية!! ، عادات وتقاليد تفترض قلة جدارة المرأة ومستوى إنجازها، ولا تعتبر الأمومة دورا أساسا للمرأة بل واعتبره بعض صناع القرار عيبا في حق المرأة وعائقاأمام وصولها للشراكة.. ومجرد أنوثتها مشكلة بحد ذاتها تعرضها لتحرشات الذكورة . إعلاميات من الأردن، تونس، لبنان، السعودية، البحرين، الامارات، سورية، مصر واليمن تبادلن تجاربهن ونضالاتهن في المجال الإعلامي والصعوبات اللاتي واجهنها ووصفات الرائدات لتجاوزها. رندة حبيب –مدير مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في الأردن- قالت " إن الحظ كان سندها عندما عملت في مؤسسة قدرت جهودها واعطتها فرصة حقيقية لتقديم ما لديها، وترى ان عمل المرأة يتطلب أن يكون لديها كفاء ضعف الرجل حتى تصل لنفس منصبه، وان نجاحها كان على حسابها فهي تضغط على نفسها حتى لاتقصر في عملها او بيتها حتى لا يشعر زوجها واطفالها بانشغالها عنهم. ونصحت حبيب الإعلاميات بالتقليل من كلمة بيتي واطفالي أثناء العمل، وبالمقابل الا تاخذ عملها الى المنزل ما استطاعت. ولعب الحظ دوره ايضا مع رنا الصباغ –رئيس تحرير جوردن تايمز- من أسرتها بدرجة أولى حيث لم تكن تفرق بين الأنثى والذكر في المعاملة، والتي شجعتها لتكن ما تريد ولكن "باحتراف"، وحثت الإعلاميات على ابراز قدراتهن المهنية والابتعاد عن الاعتماد على انوثتهن. وكرئيس تحرير شددت الصباغ، على رعاية المدراء للشباب (من الجنسين) والوثوق بهم واعطائهم حرية العمل واتخاذ القرار لبناء عمل مؤسسي ناجح ومتكامل. أما فاطمة الكراي –مساعد رئيس تحرير جريدة الشرق التونسية- فتعتقد أن عوائق المهنة وعللها تصيب المرأة والرجل على سواء لذا عليهما التكاتف لحلها، ونصحت الاعلاميات بقوة الشخصية التي تبنى على الصبر أثناء مسيرتهن العملية، والتعليم والتثقيف الذاتي والمستمر، والاطلاع والمثابرة.. معتبرة هذه الأشياء أساس لإعلامية ناجحة قادرة على الوصول الى مراكز صنع القرار. هدى الدغفق –صحفية في جريدة الرياض- استرجعت بداياتها مع الكتابة باسم مستعار خجلا لعدم رضا بعض الأقارب وازعاج المتحفظين لها واسرتها، وعملها مدة تزيد عن العشرة أعوام دون عائد مادي جهلا في البدء تحول الى خجل المطالبة.. وتحدثت عن المعاناة التي تبذلها الإعلامية السعودية من جهة للوصول الى مصادر الأخبار والتنقل في موقع الحدث، بالاضافة الى عمل الصحفيات دون عقود وضمانات وفترة التدريب والفحص التي قد تستمر أعواما دون مقابل. أمية درغام –لبنان- أثارت قضية التحرش الجنسي الذي تتعرض له الإعلامية داخل مؤسستها –وبخاصة المبتدئة- حيث تكون محل اهتمام مديرها وزملاءها، وأحيانا تساوم مقابل فرص ومناصب أفضل.. منزعجة من التكتم الذي تلجأ اليه المرأة نتيجة العادات والتقاليد، وداعية الى اثارة القضية ووضع حلول لها. وبلهجة حادة شكت الإعلامية الأردينةأمان السائح، من محاربة المرأة للمرأة، وقالت ان ما تعانيه الإعلامية من مشاكل في عملها عادة يكون وراءه المراة، وبخاصة اذا كانت في مركز صنع القرار، حيث تحارب زميلاتها وبخاصة الشابات غيرة من حماسهن وكفاءتهن. وكان لابد من معرفة رأى أصحاب القرار من مدراء ورؤساء تحرير الوسائل الإعلامية.. نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني، أكد عدم وجود موانع في تبوأ المرأة الإعلامية أو في أي مجال كانت مراكز قيادية، ولكن الارث الاجتماعي الذي تعيشه المجتمعات العربية هو العائق الوحيد، حيث لايوجد ايمان بوصول المرأة لمراكز صنع القرار.. وقال انها مسألة وقت وجهود حثيثة لتغيير صورة المرأة النمطية تتكاتف لتحقيقها ارادة سياسية واجتماعية وإعلامية. أما فيصل الشبول –مدير عام وكالة الانباء الاردنية (بترا)- فقد هاجم الإعلاميات واعتبرهن السبب في عدم وصولهن لمواقع بارزة ومراكز القرار، واتهمهن بعدم الرغبة في العمل الميداني وعدم احترام مواعيد العمل، واعتبر زواج الإعلامية عائقا أمام تقدمها المهني، لما يتطلبه العمل الإعلامي من جهد مكثف بينما البيت سيأخذ من وقتها. سمير حياري –مساعد رئيس تحرير جريدة الرأي الاردنية- أيد الشبول في مسألة الزواج، وقال ان المرأة تفضل العريس على التواصل مع المهنة، واتهم الإعلاميات بعدم الكفاءة والقدرة على تسلم رئاسة التحرير.. منوها الى أن الإعلامية لها قدرةاكبر في الحصول على المعلومة ولكنها تفشل في تقديمها. وبين الاتهامات المتبادلة بين الإعلاميات ورؤساء التحرير، تستمر الإعلامية في ناضلها لإثبات جدارتها وكفاءتها في طريق تصارع فيه عوائق المجتمع ومهنة المتاعب. سبأنت