وأعاد محافظ البنك المركزي أحمد عبدالرحمن السماوي اليوم، في حفل اختتام برنامجي "الاتصال وفن التعامل مع الجمهور" و"أصول التسويق المصرفي" اللذان نظمهما معهد الدراسات المصرفية، إلى الأذهان قرار البنك المركزي اليمني بأن يكون الحد الأدنى للرأسمال المدفوع ثلاثين مليون دولار "أي مايعادل 6 مليارات ريال" لأي بنك جديد أو فرع لبنك أجنبي يرغب بالعمل في اليمن. وتطرق محافظ البنك المركزي، إلى التطورات التي يشهدها النشاط المصرفي في اليمن وانتشاره في مخلتف محافظات الجمهورية، مواكبة للتطور الحاصل على صعيد الاقتصاد اليمني ونظام الإدارة المحلية، موضحاً أن هناك170 فرعاً للبنوك التجارية في مختلف محافظات البلاد، فيما بدأت هذه البنوك بنشر مئات الصرافات الآلية في المدن الرئيسة، مرجعاً ذلك إلى الثقة المتزايدة بالبنوك اليمنية، والتي قال إن الودائع المجمعة لديها وصلت إلى حوالي 520 مليار ريال، وتعززت أرصدتها الخارجية لتصل إلى أكثر من مليار دولار. وأضاف المحافظ أحمد السماوي، إن النشاط والتطور الذي تشهده البنوك التجارية اليمنية، جاء انعكاساً للنشاط والتطور الذي يشهده الاقتصاد اليمني، ما دفع مؤسسات التقييم الدولية إلى رفع تقييمها الائتماني لليمن من "سي ناقص" إلى "بي موجب" مؤكداً بهذا الصدد "إن السوق اليمنية شهدت خلال السنوات الماضية استقراراً في اسعار الصرف، وتم بناء احتياطيات فاقت الخمسة مليارات دولار، فيما حققت الموازين الخارجية فوائض كبيرة، وأوفت اليمن بكافة التزاماتها للعالم الخارجي، وتعتبر من أقل بلدان العالم عبئاً في الديون الخارجية". وفيما أشار محافظ البنك المركزي اليمني، إلى التدني الملحوظ في الوعي المصرفي بين أوساط المجتمع، كشف عن أن هناك حوالي /600/ ألف حساب بنكي فقط في القطاع المصرفي اليمني، ولا يتم تداول سوى بين 500 - 600 ألف شيك سنوياً. وشدد بهذا الصدد، على الأهمية الحيوية للارتقاء بالوعي المصرفي بين أوساط السكان، حاثاً البنوك التجارية إلى التفكير الجاد بالطرق والأساليب الممكنة لجذب المواطنين لإيداع أموالهم في البنوك، على طريق تعزيز وتطوير النشاط المصرفي في اليمن، وزيادة دور البنوك اليمنية في عملية البناء والتنمية الجارية في البلاد. وكان الأخ أمير القرشي مدير التدريب بمعهد الدراسات المصرفية، قد عرض في كلمته الترحيبية، اتجاهات عمل ونشاط المعهد منذ انتقاله إلى مقره الجديد بمنطقة التحرير في منطقة وسط بين مقار البنوك التجارية، مؤكداً استعداد المعهد مواصلة نشاطه العلمي نحو تأهيل وتدريب الكادر المصرفي، تنفيذاً للتوجهات الحكومية على هذا السبيل. من جانبهم أشاد المشاركون في البرنامجين، في كلمتهم التي ألقاها الأخ محمد الهمداني، بالدور الذي يضطلع به معهد الدراسات المصرفية في تأهيل وتدريب الكادر المصرفي ليواكب مختلف التطورات التي يشهدها العمل المصرفي على المستوى الدولي. وفي نهاية الاحتفال، الذي شارك فيه عدد من رؤساء البنوك التجارية والمسئولين في البنك المركزي اليمني، جرى تكريم الأكاديميين المشاركين في عمل ونشاط معهد الدراسات المصرفية، بمنحهم شهادات تقديرية وتذكارات "صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004". وكان المشاركون في الحفل، قد وقفوا دقيقة حداد وقرأوا الفاتحة على روح فقيد القطاع المصرفي ومعهد الدراسات المصرفية الاستاذ زين السقاف، الذي وافته المنية فجر هذا اليوم.