يرى سياسيون ومثقفون مصريون أن الوحدة اليمنية كانت من أميز التجارب السياسية التي عرفتها المنطقة العربية في القرن العشرين ويشير هؤلاء إلى أن الاحتفال بالعيد الخامس عشر للوحدة اليمنية جاء ليؤكد حقيقة أن الوحدة وجدت لتبقى نموذجاً يحتذى به في المنطقة بأسرها. في هذا الشأن استطلعت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) آراء نخبة من المثقفين المصريين .. هنا الحصيلة. = نضال وحدوي : يؤكد السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد للجامعة العربية أن مسيرة النضال الوحدوي اليمني أخذت تتعاظم منذ وقت مبكر وازدادت تلاحما منذ أن بدأت مؤامرة الاستعمار الأجنبي باستهداف وحدة اليمنيين الأحرار وسلب حريتهم واستقلالهم الوطني . ويقول كمال أن ثورة سبتمبر شكلت أهم منعطف في تاريخ اليمن وأول إنجاز حقيقي نحو توحيد الوطن اليمني المجزأ وبناء الدولة اليمنية الواحدة .." فقد كانت هذه الثورة وحدوية في آفاقها وأهدافها وجسدت الترابط الحقيقي بين جماهير الشعب اليمني في الشمال والجنوب . = تأكيد الهوية العربية : يقول الدكتور على حجازي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشئون الأسيوية أن تحقيق الوحدة في اليمن جاء في ظروف دولية اتسمت بتفكك وتمزق شعوب عديدة لكن الوحدة اليمنية أصبحت حقيقة واقعية كحدث تاريخي عظيم بعد مايو 1990 ، يباهى به بين أمم وشعوب العالم لأنها. ويشير حجازي إلى أن تجربة الوحدة اليمنية كانت بمثابة استحضار لمعنى النضال الوطني على امتداد التاريخ كما هي استلهام رائع للمستقبل الذي يسرع الخطي نحوه.. كما ان الوحدة اليمنية جسدت هوية الانتماء إلى العصر الحديث وأكدت الهوية الوطنية العربية . = قامت بفضل ابناء اليمن : ويوضح الدكتور ابراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية بجمهورية مصر العربية ان الوحدة اليمنية قامت بفضل جهود أبناء اليمن ..وفي كل الأحوال وقف وراءها بكل ثقة وصراحة فخامة الرئيس على عبد الله صالح . ويرى شاكر أن إعلان الديمقراطية والتعددية السياسية كان انتصارا على المفاهيم القديمة وبشر بميلاد فجر جديد لليمن والأمة العربية . ويلفت الدكتور شاكر الى أن الثقافة اليمنية اختصرت المسافة فبعد خمسة عشر عاما فقط اندمجت الأحزاب بالتجربة وتخلصت إلى حد كبير من ملامحها وممارساتها القديمة من عنف وتحيز وعنصرية ورجعية . = التعددية السياسية : يذهب الكاتب بصحيفة العربي الناصرية مجدي رياض إلى التأكيد على ان المنجز الأبرز في تجربة الوحدة اليمنية تتمثل بالظهور العلني للأحزاب والنهج التعددي الذي وسم التجربة اليمنية والذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مسألة التغيير عن طريق صندوق الاقتراع . ويقول رياض "إن والوحدة هنا تشكل العامل الهام في ظهور الأحزاب من السرية إلى العلنية والعامل الثاني هو وجود الأحزاب نفسها قبل قيام الوحدة فهذه الأحزاب فرضت حضورها الآن على الساحة اليمنية في تجربة ديمقراطية حقيقية وأكثر من واضحة". ويشير إلى أن النخب السياسية في اليمن اطلعت على كثير من المفاهيم والمعارف ومارست واتصلت بالعالم بعد فترة قيام الثورة واستطاعت أن تعطي مفهوما جديدا للتعدديةعن طريق الانتخابات بالإضافة إلى التحولات الدولية التي حدثت ودفعت نحو اعتماد الدول الشمولية للتعدد الديمقراطي في هذه الفترة . ويلفت رياض إلى أن اليمن تميزت بإجراء مؤتمرات وانتخابات ديمقراطية خالصة للنقابات والاتحادات ،اعترفت وأشادت بها المعارضة قبل غيرها .. ويجري الحديث عن منظمات المجتمع المدني التي تنظم الاحتجاجات وتقود الاضرابات ولا من يعترض سبيلها وهذا دليل على نضج التجربة الديمقراطية التي كانت من أهم ثمار الوحدة اليمنية . ويضيف ..الديمقراطية اليمنية وجدت لتبقى وعلى هذه المعارضة ألا تحاول مرة أخرى إخراجها من اليمن وأنا الآن اهنأ بكل صراحة الشعب اليمني الشقيق على هذه التجربة الرائدة التي اقرها بصموده وكبريائه في اليمن وأصبحت منطلقا للتحرر الوطني في العالم العربي بأسره وأتمنى من القلب له توفيقا خالصا فيظل قيادته الرشيدة بقيادة الرئيس على عبد الله صالح الرئيس اليمني الذي قاد شعبه بالفعل نحو الوحدة.