لك الله يا زنجبار الحبيبة, ليس لك سوى انتظار إرادته وقضاءه, فله وحده الأمر من قبل ومن بعد, لكنها النفس البشرية التي لا تقتنع بالمكتوب وتبحث عن الأسباب والمبررات وتتمنى تغيير مجرى الأمور. في الحلق غصة مرة وفي الصدر زفرة ملتهبة وفي العين دمعة قهر على ما آلت إليه أوضاع أبنائك البسطاء الذين تشردوا في الأصقاع يحملون القليل من المتاع و الكثير من الأحزان والدموع ومشاعر القهر و العجز. لم يشفع لك يا ابنة الدلتا و عاصمة الموز تاريخ ولم ينفعك رصيد. حتى قبائلك المشهورة بالشجاعة وشدة البأس جبنت وخافت من مواجهة ثلة من شذاذ الأفاق والقتلة, وآثرت السلامة ولم تعمل شيئا لحمايتك, مما يجعل السمعة الكبيرة عن شجاعة هذه القبائل وأبناءها محل شك وموضوع قابل للنظر. كلهم باعوك وخذلوك يا ابنة الوادي الخصيب: فضلي وعوذلي, دثيني وكازمي, وشدادي وحيدري, كلهم تنكروا لك وجحدوا كرمك وأفضالك الكثيرة عليهم وتركوك تواجهين مصيرك لوحدك وكأنك إبنة الزانية. إما قياداتك وشخصياتك وهم أكثر من الأحذية عند باب المساجد فبئس الرجال وبئس القيادات, فهم بين متواطئ ومتخاذل, أنهم ينتظرون من يوجههم ويقودهم ويمنحهم المال الذي أدمنوا عبادته, وباتوا كالنعاج بل إن النعاج أفضل حالا منهم لأنها تستطيع إن تصيح وبإرادتها الحرة ودون إذن من احد بعاع بعاع بعاع .