رجل كفو و مخلص أخر يغتال هنا, بعد أن نجح في قيادة حملة الطرد لعباد الموت من مناطق أبين و شبوة. تمكن عباد الموت و أربابهم من روحه الوطنية, تمكنوا منهُ لأنه كان قائد بسيط, بحراسه بسيطة. يذهب إلى عمله و يعود إلى بيته دون طقوس المواكب و العنجهية -رغم أن حماية أمنية أقوى كانت مطلوبة لقائد عسكري في موقعة و في هذه الظروف-. ذهب إلى قاتله أثناء خروجه من منزله, حيث كان ينتظره ذلك اللغم المتحرك أمام البيت, متظاهراً أنه يحتاج المساعدة. و ل أنهُ إنسان لم يشك أن هذا المنكسر اللئيم إنما هو لغم متحرك. شهيد الجيش اليمني, اللواء سالم قطن, لم يكن متحفظ على حياته, لم تمنعه تهديدات القاعدة من ممارسة حياته الاعتادية. حمايته الأمنية بسيطة, و كذلك حماية منزله. يقابل الناس دون تفتيش حتى في الشارع, و لذلك تمكن منه الغول اللعين. نعرف أن القادة الجنوبيين سياسيين و عسكريين من أبناء الوطن هم أقل تكلف في توخي الحذر و اتخاذ الحماية الأمنية المشددة لأنفسهم. نتيجة ل طبيعة نشأتهم و تربيتهم السياسية و العسكرية في دولة الجنوب ما قبل الوحدة و البيئة المدنية و الأكثر مسالمة لإخواننا من أبناء الجنوب. هذا الأمر بقدر ما هو ايجابي في دولة مستقرة بقدر ماهو سلبي في أنهم الأكثر عرضة للاغتيالات الناجحة بالمقارنة مع من قادة الشمال و سأكون أكثر تحديداً- من ذمار و ما فوق-. فقد تعرض رجال الدولة الجنوبيين و قادة الحزب الاشتراكي لحملة اغتيالات واسعة من قبل نظام صنعاء, الأمر الذي كان أحد أسباب إعلان علي سالم لفك الارتباط. في المقابل فإن البيئة الأكثر عنفاً و عداية للمناطق التي يتركز فيها النفوذ في الشمال, جعلت من قادتها السياسيين و العسكريين و القبليين دائمي الحذر و والاحتياط في الأمن و الحماية, و أكبر دليل هي المواكب دائمة المرافقة لهم حتى لأشخاص ليسوا بذلك التأثير. تلك المواكب ليست "للهنجمة" فقط كما يعتقد البعض, لكن حماية أمنية لأنهم يدركون الخطر الذي يحدق بهم من بعضهم بعضا "الثارات القبلية" أو صراعات النفوذ في مناطقهم. و حين يجتعمون على طرف أخر, يكون احتياط من هذا الأخر, حيث يعدون العدة للنيل منه قبل أن ينال منهم -حسب تفكيرهم- "اتغدي به قبل ما يتعشي بك" إلى الرئيس هادي بالمفتوح : "أتغدي بهم قبل ما يتعشوا بك", لإن هذا منطقهم منذ آلف عام يا رئيس -من أغتالوا صديقك يا رئيس هم أنفسهم من كانوا يدبرون الاغتيالات لقادة الحزب الاشتراكي و أبناء الجنوب, أو الوطنيين و الأحرار من ابناء الشمال, يحب توفر حماية كافية لك و للقادة السياسيين و العسكريين المواليين للثورة. من الذين ليس لهم حماية كافية حتى الآن. -و ركز يا رئيس كيف أن فرد شبه عادي منهم يكون لديه حماية أمنية و موكب طويل عريض, و أنت لم توفر حماية كافية لقائد منطقة عسكرية, و في ظل حرب و وضع أمني مخيف. - أسالك بالله! بلاش المثالية حالياً فيما يخص هذا الموضوع . ف المدنية و البساطة التي تعلمتموها في دولة الجنوب فيما يخص عدم التكلف في توفير حماية للقادة السياسيين و العسكريين هي ايجابية في دولة مستقرة, و حتي يتم بناء الدولة الحقيقية و التخلص منهم, يجب أن تحذروا, يجب أن تحذروا. -يا رئيس يجب أن توفر الحماية لرئيس الوزراء باسندوة, و بلاش العبارة العاطفية حقه: "امشي و كفني بيدي", هل يعتقد انه سيفرحهم بذلك حين يكون لقمة سهلة للغول, أو أن لديهم أخلاق كي يتعاطفوا معه! يجب أن يكون ظهور رئيس الوزراء باسندوه للضرورة و يكون أكثر حرص أمنياً, و كفنه لو اغتيل سيكفن فيه الكثير من الأحلام أيضاً. هو رئيس وزراء مش "ملوي عام". نعرف أنه شجاع و يعيش في حي يكتض بالبلاطجة و أكبرهم علي صالح, و مش كل مرة تسلم الجرة. الحذر واجب. و الشجاعة بدون حذر تنقلب غباء. و هو شخصية سياسية و ليس فدائي. - بدون تسطيح للأمور: من قام بأغتيال القائد العسكري سالم قطن ليس "الصومالي و تنظيم القاعدة" -و فهو مجرد آداة و لغم بشري متحرك بفعل فاعل-. من اغتاله هم من يغتالون كل شخص وطني و كفو في هذا الوطن, هم من اغتالوا الزبيري و الحمدي و كم تطول القائمة, و كم ستطول إن لم نقطع تلك الأيادي الأثمة.. -أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت.