ما زالت ازمتنا الحالية متأصلةُ في جذورها لن تتراوح لا جنوب ولاشمال كلما قلنا قرُب الفرج زادت عقدتها وتشعبت مساراتها وكثُر منظريها ومحلليها ليس لان المشكلة القائمة صعُب حلها ولكن لان اهل الحل والعقد اعجبهم الاقامةُ في فندق موفمبيك ليستمتعوا بكل انواع ووسائل الراحة الموجودة فية وكلما لاح بصيص املِ في الافق انبرى احد المتحاورين وافتعل ازمة جديدة لكي لا يخرجوا باتفاق جماعي لان الاتفاق معناهُ خروجهم من الفندق الذي يتواجدون فيه وبالتالي خسارة الافراح والليالي الملاح فيه. هذا ما اعتقد في مخيلتي السبب الرئيسي لعدم الوصول الى اتفاق بين المتحاورين في قبة الفندق البهو والذي يتواجد فية مرقص يقدم لهم ما لذ وطاب من الرقص الشرقي الاصيل . المتحاورون نسوا قضيتهم الاساسية والمناط بها قضية امة بكاملها وقصة شعب مكافح صابر ينتظر قراراتهم المصيرية والتي معها سيحل الامن والاستقرار والطمانينة للقلوب الخائفة علي تدهور الاوضاع وانهيار الوطن باكمله. حوراتهم يسودها نوع من الكتمان والتخفي لكي لا يفتضح امرهم داخل الفندق المقيمين فيه(وما خفي كان اعظم). هذا هو الحاصل مع الاسف الشديد ,كلما توصلنا الى خيط امل في العبور من عنق الزجاجة وبالتالي ترتيب الاوضاع واستعادة الهدوء والسكينة تابى الايام إلا ان تعاندنا من جديد وتنكث بوعودها لنا بان الفرج قريب وان النصر مع الصبر. صبرنا بما فيه الكفاية وتحملنا ما لا طاقة لنا به ولا قدرة لنا على تحمل المزيد من الصدمات والتصدعات . واصبحنا كما قال الشاعر في عنوان المقال كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حوله الماء لا فرق ولا تزحزح من نفس المربع الذي نحن فيه ما زلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة ونفس الدائرة ,ندور حول انفسنا ونتوهم باننا قد تقدمنا في خطواتنا الى الامام لنكتشف اننا كنا واهمون في تفكيرنا العقيم وبأننا نستخدم نفس الاسطوانة المشروخة والقديمة والتي عفى عليها الزمن ولم تعد صالحة الاستخدام . سنظل كما نحن مع الاسف وطالما ظلت هذه الوجوة الشاحبة والتي عفي عليها الزمن ولم تعد صالحة للعطاء لانها لن تقدم شيئاً قد فاتها القطار واصبحت جزاءً من الماضي , لن تُحل أزمتنا وعلي راسها من هم سبب أزمتنا وتدهورنا , اذا اردنا ان تُحل الازمة فليرحل هؤلاء الدُمى والعجائز والاموات الى مثواهم الاخير لان التجريب بالمُجرب خطاء والتصحيح بالملوث خطاء مرتين فلا تدعوا اموات قد حذفهم الزمن من مذكراته يقودوا احياء , عندها فقط صدقوني ستُحل المشكلة لان من سببوها وافتعلوها قد رحلوا عنا ,عندها سنجد انفسنا قد انتقلنا من مربعهم القديم والمتهالك الي مربعٍ جديد هو مربع الامن والسلام والحرية فلنقذف هؤلاء المتحاورون الى مزبلة التاريخ مصحوبين بلعنات شعبهم الذي باعوه في فندق الموفمبيك