وطني النهار ومعبد الزمن أنا عائد لأراك يا وطني صنعاء تدعوني مواسمها عواصف الأشواق تعصرني أنا أنت في حزني وفي فرحي أنا انت في صحوي وفي وسني حاولت ان انساك فانطفأت طرق الهوى في سائر المدن وعلى ثراك الروح هائمة لا تخشى ليس هنا سوء البدن حملتك أشجار واضرحه عيني فلم تهجع ولم تهن ********* هذه القصيدة للشاعر د| عبد العزيز المقالح وهو في القاهرة حيث لازلت احفطها كمقرر علي في المرحلة الابتدائية وظليت لعدة سنوات ألقنها أطفالي وأحبب لهم في عشق الوطن وترابه واحكي لهم كلما اغتربت لفترة قصيرة للدراسة خارج الوطن كيف أكون مشدودا لوطني اليمن 000 ومند خمس سنوات حاورني أحد أبنائي قائلا هل لازلت يا أبي بنفس الحب ويذكرني كيف ان هذا الوطن طاردا لأبنائه بعد حرب 94م كما ذكرني كيف ظليت عشر سنوات في المحاكم والنيابات أشكوى بالمسؤول الذي لبى الاتصال بإيقاف راتبي وكيف حصلت أخيرا على أحكام باتة بإعادتي وصرف جميع مستحقاتي المالية وتمكنت من ذلك ولم يبقى لي سوى رفع دعوى تعويضيه بخمسون مليون ريال حسب تقدير المحاميين وهو ما توقفت أمامها هل أواصل المشارعة و يخلص العمر ونحن بهذه الجعجعة..تذكرت حكاية لملك في أفريقيا كان طاغي وظالم لشعبه لاعداله ولا هم يحزنون فبعد طول معاناة فكر هو بالرحيل وانه سيواجه شعبه بالقول أنا قد سئمت الحكم وسأغادر الملك والبلاد بينما هو يزمع مفاجئة الشعب بهذا القول صباح اليوم التالي وجد الشعب قد رحل ولم يبقى إلا هو 0 تقرير مسؤولة الأممالمتحدة يفيد بأنه لم يعد أمام هذا الشعب سوى الموت جوعا أو الرحيل أو الثورة ..والسؤال هو هل ننتظر الموت المحقق جوعا أو قتلا أو داخل السجون كما هو حال الصحفي والمناضل بجاش الاغبري أم نهيء أنفسنا للرحيل وترك هذا الوطن ومحبتنا له لعصابة أبت أن تصلح نفسها وطغت وبغت ونهبت وقتلت وأكلت ( الحاطي والمبلول) ودمرت الأخضر واليابس ولم يبقى أمامنا سوى البحث عن وطن أخر.. عملا بقول الإمام على بن أبي طالب عليه السلام: (الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة ).. وربما لا أخفيكم سرا أن نجلي الذي حاورني قبل خمس سنوات حول حب الوطن والانتماء إلى التراب قد قدم اللجوء الإنساني واللجوء السياسي لمكتب الأممالمتحدة وهو مقيم حاليا في الولاياتالمتحدةالامريكية ووالدته ستلحق به .. والبقية يعدون العدة هذا هو الوطن الذي ظلينا نعشق تربته ونهيم بمحبته أصبح اليوم طاردا لأبنائه إنها الفاجعة الحقيقية وليست المفاجئة التي (صفرين عيوننا) ونحن مسمرين أمام التلفاز لسماعها عشية 22 مايو المنصرم في حين فاجئنا الواقع بإصدار أحكام جديدة ضد الصحفيين ومواصلة محاكمة الآخرين وبقاء آخرين في السجون دون اطلاق ما جعلهم يعلنوا الإضراب عن الطعام احتجاجا على تجاهل العفو الرئاسي .. وكأن خطاب الأمس لم يكن سوى مشهد من مسرحية هزلية لم تنتهي فصولها بعد .. فحقا لابد أن نقول أمام ذلك إذا لم تستحي فا صنع ما شئت وحبل الكذب قصير0