اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان "تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة" في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاس. واضافت كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته في زغرب "هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الان ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم". وتابعت وزيرة الخارجية الاميركية انه لهذه الاسباب تريد الولاياتالمتحدة مع شركائها في الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية "مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها في اطار استراتيجية فاعلة قادرة على التصدي لعنف النظام السوري والبدء بالاعداد لانتقال سياسي". واضافت "لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة (...) يمكن ان يكون جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم". وقالت كلينتون في ختام لقاء مع الرئيس الكرواتي ايفو جوسيبوفيتش "نعمل بقوة مع العديد من العناصر المتنوعة للمعارضة في داخل سوريا وخارجها". واعتبرت ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة "بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سوريا". وتاتي تصريحات كلينتون اثر التقاء مجموعات عدة للمعارضة السورية في تركيا للعمل على تشكيل حكومة في المنفى تكون قادرة على النطق باسم المعارضة والحصول على اعتراف دولي بها، كما تتزامن مع لقاء وزيري خارجية روسياوفرنسا الذي أكد الخلاف الجذري بين روسيا والدول الغربية بشأن الملف السوري وفي موقف يؤكد الدعم الروسي للنظام في سوريا، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء في باريس في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس ان "حمام الدم" في سوريا سيستمر اذا ما اصر الغربيون على المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد. وقال الوزير الروسي بعد مباحثات مع فابيوس "اذا اصر شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبونه، فان حمام الدم سيستمر". بدوره لم يسع وزير الخارجية الفرنسي سوى التأكيد على مواصلة الخلاف بين البلدين بشأن الوضع في سوريا. واكد فابيوس انه لا يزال هناك "خلاف في التقويم" بين فرنساوروسيا حول مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في اي حكومة انتقالية في سوريا. وقال فابيوس "نعم لدينا خلاف في التقويم حول مشاركة بشار الاسد في هيئة حكومية انتقالية". وسعيا لانهاء النزاع المستمر منذ اكثر من 19 شهرا، دعا الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي بكين التي يزورها، الى اداء "دور نشط في ايجاد حل للاحداث في سوريا". واذ كررت الصين انها ستدفع في اتجاه "حل سياسي في سوريا"، شكر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي الابراهيمي على الجهود التي يبذلها، آملا في ان تدفع محادثاتهما، وهي الثالثة خلال شهرين، في اتجاه "تفاهم متبادل" و"معالجة ملائمة للملف السوري". ومن المتوقع ان يقدم الابراهيمي اقتراحات جديدة لتسوية النزاع في سوريا الشهر المقبل في مجلس الامن، بعد سلسلة مشاورات قام بها خلال الفترة الماضية مع اطراف اقليميين ودوليين معنيين بالملف السوري. ميدانيا، تعرضت مناطق الغوطة الشرقية الى الشرق من العاصمة دمشق "منذ صباح الاربعاء لاكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة"، منها "اربع غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها" بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت الطائرات المقاتلة نفذت خمس غارات على بساتين بلدة سقبا ودوما، بحسب المرصد الذي اشار الى ان اعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المناطق المستهدفة. وافاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام مدينة حرستا في ريف دمشق، بينما تتعرض بلدة زملكا للقصف وتدور اشتباكات في محيط البلدة وبساتين الغوطة الشرقية. وشددت القوات النظامية في الفترة الماضية حملتها في ريف العاصمة للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. كذلك استهدفت الغارات الجوية مناطق في محافظة إدلب (شمال غرب)، لا سيما مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر، مما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية. واشار المرصد الى ان اشتباكات عنيفة تدور عند المدخل الجنوبي للمدينة بين المقاتلين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام معرة النعمان. كذلك هاجم مقاتلون معارضون "حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية-ادلب في ريف جسر الشغور"، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات "رافقها تحليق للطيران الحربي وسقوط قذائف على المناطق المحيطة". في مدينة حلب، نقل مراسل فرانس برس الموجود في المدينة ان المقاتلين المعارضين دخلوا حي الليرمون (شمال غرب) وتمركزوا في عدد من الصالات والمعامل في المنطقة وسط اشتباكات عنيفة. واضاف المراسل ان حي الخالدية المجاور لحي الليرمون يشهد حركة نزوح من قبل الأهالي بعد ارتفاع حدة الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين المنتشرين في الليرمون والقوات النظامية التي تحاول تطويق الحي الذي دخله المقاتلون الاربعاء للمرة الاولى. في حين قال سكان في المنطقة ان الجيش النظامي دخل الى الحي ايضا والاشتباكات تدور داخله، كما تدور اشتباكات في حي بستان القصر (جنوب) الخاضع لسيطرة المعارضة وحي الاسماعيلية المقابل له الخاضع للقوات النظامية. من جهته، افاد المرصد عن وقوع اشتباكات في حيي كرم الجبل (وسط) وبستان الباشا (شمال) في حلب. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، انفجرت شاحنة مفخخة بالقرب من حاجز الايكاردا العسكري على طريق حلب دمشق "ولم ترد انباء عن خسائر بشرية"، بحسب المرصد. وافاد المرصد عن تعرض بلدتي معرشمارين ومعرشمشة في ريف ادلب للقصف من قبل الطيران الحربي الذي شن صباح الاربعاء غارات على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية. من جهة ثانية قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب العشرات بجروح الاربعاء جراء تفجير عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب جنوب شرق دمشق، بحسب ما افاد المرصد. وقال المرصد في بيان "استشهد ثمانية مواطنين على الاقل واصيب العشرات بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بدراجة نارية بحسب المعلومات الاولية، وانفجرت امام فندق ال ياسر قرب مقام السيدة زينب المقدس لدى الطائفة الشيعية". من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) مساء الاربعاء عن "وقوع 11 شهيدا واصابة عدد آخر بجروح" جراء قيام "مجموعة ارهابية مسلحة" بتفجير عبوة ناسفة موضوعة "في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب بريف دمشق". ونقلت الوكالة عن مصادر طبية مختلفة قولها ان سبع جثث و25 جريحا وصلوا الى مستشفى الصدر، يضاف اليهم اربعة قتلى وخمسة جرحى في مستشفى المواساة، بينما نقل تسعة جرحى "اصابات معظمهم خطرة" الى مستشفى دمشق. من جهة اخرى، افاد المرصد عن وقوع انفجار شديد في بلدة معضمية الشام جنوب غرب العاصمة السورية "تشير المعلومات الاولية انه ناجم عن سيارة مفخخة"، وادى الى مقتل شخص واحد. وتحدث التلفزيون الرسمي السوري عن "تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في الشارع الرئيسي في معضمية الشام اسفر عن وقوع عدد من الاصابات"، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. ونقلت صحافية في فرانس برس عن احد سكان المنطقة ان "الانفجار وقع على بعد 60 مترا من محطة للوقود لكن لحسن الحظ النيران لم تندلع فيها، وذلك في شارع متفرع من الشارع الرئيسي في معضمية الشام، والدخان الكثيف غطى المنطقة". وطلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء في برلين مساعدة المانيا لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الاهلية في بلادهم. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "اننا بحاجة الى مساعدة المانيا ودعمها". واضاف "في الوقت الذي نبحث فيه عن سلام شامل انها بالطبع كارثة وعلينا وقفها"، موضحا ان 105 الاف سوري لجأوا الى تركيا وان 300 الف فروا من بلادهم. واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان روسيا تجري مفاوضات مع تركيا لاستعادة حمولة ضبطتها انقرة على متن طائرة سورية كانت تقوم برحلة بين موسكوودمشق في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر لكن لم يتخذ اي قرار ملموس في الوقت الراهن. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن غينادي غاتيلوف ان "الاتصالات متواصلة، وحسب علمي لم يتخذ اي قرار ملموس". فرانس 24-أ ف ب