حصدت موجة اشتباكات وقصف وتفجيرات متنقلة ، عشرات القتلى والجرحى في سوريا يوم أمس الاثنين ، مع استعار القتال بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة . وأفاد التلفزيون الرسمي السوري أن "إرهابيين"أطلقوا قذيفة هاون على حافلة ركاب في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص . وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القذيفة أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين . وقال مصدر محلي في مخيم اليرموك إن قذيفة هاون سقطت على حافلة في شارع الثلاثين، ما أدّى إلى مقتل 5 أشخاص وجَرح 10 آخرين . وقال نشطاء إن قوات الجيش قصفت مواقع للمعارضة داخل مخيم اليرموك، وقال محمد الحور "اليرموك منطقة كثيفة السكان دائماً ما يؤدي قصفها إلى كارثة، لدينا 20 قتيلاً بينهم مسعفون". وكانت صفحة "مخيم اليرموك نيوز"على "فيس بوك"أوردت أسماء 24 شخصاً قتلوا في قصف طال جنوبي المخيم الأحد. وذكر المرصد أن ثمانية قتلوا الأحد . وقال أحد سكان المخيم رافضاً الكشف عن هويته أن "اشتباكات وقعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عند أطراف المخيم بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية المدعومة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة". وقال المتحدث باسم الجبهة أنور رجا إن المعارك وقعت "عندما حاول عناصر مما يسمى الجيش الحر التسلل إلى مخيم اليرموك". وكان المرصد أفاد عن اشتباكات على أطراف المخيم المجاور لحيي التضامن والحجر الأسود، يشارك فيها مقاتلون فلسطينيون "بعضهم مع النظام وآخرون ضده"، غداة سقوط ثمانية أشخاص جراء سقوط قذيفة هاون، بالتزامن مع اشتباكات ليلية بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ومعارضين . وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن مقاتلين فلسطينيين "بعضهم مع النظام وآخرون ضده، يشاركون في الاشتباكات على أطراف المخيم". وأفاد أن المقاتلين المعارضين شنوا هجمات متزامنة على حواجز للقوات النظامية في مناطق عدة جنوبي العاصمة منها أحياء القدم ونهر عيشة وشارع ال30 والزاهرة القديمة ودف الشوك . وأدى تفجير عبوة ناسفة في حي المزة في دمشق إلى سقوط 11 قتيلاً وعشرات الجرحى بعضهم في حال حرجة، وأوردت "سانا"أن التفجير أدى إلى وقوع 4 قتلى وإصابة 20 بينهم أطفال ونساء . وقال التلفزيون إن التفجير "ناتج عن عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في ساحة عروس الجبل المكتظة بالناس". فيما قال المرصد إن 11 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 30 آخرون في التفجير الذي هز المنطقة التي تعرف باسم "المزة 86". في ريف دمشق، أفاد المصدر عن تعرض مناطق عدة بينها دوما وعربين وحرستا وبساتين الغوطة الشرقية لغارات جوية بالطائرات المقاتلة . في حلب (شمال)، نقل مراسل "فرانس برس"عن مصدر في الهلال الأحمر السوري قوله إن مستودعاً رئيساً للمنظمة "احترق بالكامل"جراء اشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب) . ويضم المستودع البالغة مساحته نحو ألف متر مربع، أدوية وأغذية ومواد تموينية، وأدى احتراقه إلى فقدان "مواد الإغاثة الأكثر أهمية"كحليب الأطفال . ونقل المراسل عن الصيدلي سمير (37 عاماً) في منطقة الشهباء جنوبي جمعية الزهراء، قوله إن الاشتباكات هي "الأقوى"منذ بدء المعارك . وأضاف "نعيش في رعب ليلي منذ نحو أسبوع، نسمع كل شيء، اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، قصف بالدبابات، انفجارات". ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند دوار الليرمون (شمال غرب) وفي حي الإذاعة (جنوب غرب) ومحيط مطار حلب (جنوب شرق)، حسب المرصد . في إدلب (شمال غرب)، استمرت الاشتباكات العنيفة في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تعرضت لغارات جوية، وقتل ما لا يقل عن عشرين مقاتلاً معارضاً في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم، وأشار المرصد إلى قصف مصدره "كتائب مقاتلة"استهدف بعد الغارة حي الطارمة في حارم، مشيراً إلى أن الحي معقل للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها . وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن القصف من الطيران الحربي على حارم تسبب ب"تهدم أكثر من عشرين منزلاً" وأن "العديد من الجثث لاتزال تحت الأنقاض". في محافظة حمص (وسط)، تعرض حي دير بعلبة للقصف من القوات النظامية، تزامناً مع اشتباكات "في الحي الذي يشهد عملية عسكرية منذ عدة أيام". وقتل خمسون عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في ريف حماة (وسط)، وقال عبدالرحمن إن "50 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له قتلوا صباحاً في تفجير عربة مفخخة قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية في قرية الزيارة في سهل الغاب". وأضاف أن "الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي إلى جبهة النصرة"، مشيراً إلى أن "العملية نفذت بالتعاون مع كتائب أخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز". ويعتبر المركز أكبر تجمع للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة، حسب المرصد الذي ذكر أن الانفجار تسبب بدمار كبير . وأوردت "سانا"نقلاً عن مصدر مسؤول أن "إرهابياً"فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية إنعاش الريف، من دون أن تأتي على ذكر القوات النظامية . وقالت إن "وزن المواد المتفجرة التي استخدمها الإرهابي في التفجير يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار"، وإن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل اثنين وإصابة 10 آخرين . (وكالات)