انفجار قرب مزار شيعي في دمشق ومقتل 20 من مقاتلي المعارضة في غارة جوية على ادلب وخمسون عنصرا من قوات النظام في تفجير انتحاري في ريف حماةدمشقبيروتعمان وكالات: قالت وسائل اعلام رسمية ونشطاء من المعارضة السورية ان قنبلة انفجرت الاربعاء قرب مزار شيعي في احدى ضواحي دمشق وادت الى مقتل 11 شخصا على الاقل، بيما قتل خمسون عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها صباح الاثنين في تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في ريف حماة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. كما قتل 5 أشخاص وجُرح 10 آخرون، الاثنين، باستهداف حافلة كانت تقلّهم في مخيم اليرموك للنازحين الفلسطينين في دمشق. وقال مصدر محلي في مخيم اليرموك ليونايتد برس إنترناشونال، إن قذيفة هاون سقطت على حافلة أثناء مرورها في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك، ما أدّى الى مقتل 5 أشخاص وجَرح 10 آخرين. وفي السياق، أشار المصدر إلى وقوع اشتباكات في ساعة متأخرة من ليل الاحد، بين مجموعات مسلّحة واللجان الشعبية في المخيم، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. جاء ذلك فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 20 من مقاتلي المعارضة السورية لقوا حتفهم الاثنين في هجوم جوي في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد. وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا في بيان أن قائدا بالمعارضة قتل أيضا على الأرجح في الغارة الجوية التي استهدفت بلدة حارم. وقال أحد النشطاء إنه يدعى باسل عيسى قائد لواء شهداء إدلب. وسقط جزء كبير من إدلب المتاخمة للحدود التركية في أيدي مقاتلي المعارضة بعد انسحاب القوات البرية الحكومية. لكنها لا تزال مثل غيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين معرضة للهجمات الجوية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان 'خمسين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له قتلوا صباحا في تفجير عربة مفخخة قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية في قرية الزيارة في سهل الغاب' في محافظة حماة وسط البلاد. واوضح عبد الرحمن ان 'الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي الى جبهة النصرة' الاسلامية المتطرفة، مشيرا الى ان 'العملية نفذت بالتعاون مع كتائب اخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز'. ويعتبر المركز اكبر تجمع للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة، وذكر المرصد ان الانفجار تسبب بدمار كبير في المكان. واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها نقلا عن مصدر مسؤول ان 'ارهابيا' فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية انعاش الريف، من دون ان تأتي على ذكر القوات النظامية. وقالت ان 'وزن المواد المتفجرة التي استخدمها الارهابي في التفجير يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار'، وان 'المعلومات الاولية تشير الى استشهاد مواطنين اثنين واصابة عشرة آخرين'. الى ذلك قالت وسائل الاعلام السورية الرسمية ان الانفجار الذي وقع في حي السيدة زينب ادى ايضا الى اصابة 13 شخصا. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر في قيادة الشرطة في ريف دمشق قوله ان 'مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة في شارع مزدحم في منطقة السيدة زينب'. وقال تلفزيون الدنيا شبه الرسمي انه تم إبطال مفعول قنبلة اخرى كانت معدة للتفجير في نفس المنطقة. وقال احد النشطاء في المنطقة والذي رفض الكشف عن اسمه 'ان الانفجار وقع الى الشرق من الضريح. الكثير من الناس اصيبوا ايضا'. واضاف 'لقد احتشد افراد من الامن في المنطقة. وليس من الواضح ما اذا كان الهدف الضريح او التجمعات الامنية المتاخمة'. وقالت جماعات معارضة للرئيس بشار الاسد ان سبعة اشخاص قتلوا في الانفجار. ويتميز الحي الفقير الذي يقطنه خليط من السنة والشيعة بالضريح المزين بالرخام الملون والمرايا الذي يقع بالقرب من مجمعات امنية عدة فضلا عن مكتب لرجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر. ويسود القلق بين الشيعة والسنة المعتدلين من ان السنة المتطرفين قد يستهدفون مرقد السيدة زينب حفيدة الرسول وابنة الخليفة علي الذي يعتبر مقدسا عند الشيعة. وشهدت دمشق وحلب اكبر مدينتين سوريتين، الاثنين اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فقد تعرض حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة السورية امس لقصف من القوات النظامية تزامن مع اشتباكات في الحي وحي التضامن الذي شهد حركة نزوح الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويشهد المخيم منذ ايام امتدادا لاعمال العنف التي تدور في الاحياء الجنوبية للعاصمة والمستمرة بتقطع على رغم اعلان القوات النظامية السيطرة على مجمل احياء دمشق منذ تموز (يوليو) الماضي. وافاد التلفزيون الرسمي السوري الاثنين ان 'ارهابيين اطلقوا قذيفة هاون على حافلة ركاب في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك ما ادى الى استشهاد سبعة مواطنين'. وذكر المرصد ان القذيفة ادت الى مقتل شخص واصابة عدد من الجرحى. وكان المرصد افاد صباحا عن اشتباكات على اطراف المخيم المجاور للتضامن والحجر الاسود، يشارك فيها مقاتلون فلسطينيون 'بعضهم مع النظام وآخرون ضده'. وتأتي هذه الاشتباكات غداة سقوط ثمانية اشخاص جراء سقوط قذيفة هاون على المخيم، تزامنا مع اشتباكات ليلية بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة الموالية للنظام ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد. وهي ليست المرة الاولى يتدخل المقاتلون الفلسطينيون في النزاع بين نظام الرئيس بشار الاسد ومعارضيه. وشهد جنوب العاصمة اشتباكات عنيفة بين فلسطينيين مؤيدين للنظام ومقاتلين سوريين معارضين في 30 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. في ريف دمشق، افاد المصدر عن تعرض مناطق عدة بينها دوما وعربين وحرستا وبساتين الغوطة الشرقية لغارات جوية بالطائرات المقاتلة. وشدد النظام في الفترة الاخيرة حملته على ريف العاصمة، لا سيما في الغوطة الشرقية التي نزح عنها غالبية سكانها. في حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، نقل مراسل فرانس برس عن مصدر في الهلال الاحمر السوري قوله ان مستودعا رئيسيا للمنظمة 'احترق بالكامل' جراء اشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب). ويضم المستودع البالغة مساحته نحو ألف متر مربع، ادوية واغذية ومواد تموينية وادى احتراقه الى فقدان 'مواد الاغاثة الاكثر اهمية' كحليب الاطفال واغطية للشتاء، بحسب المصدر. ونقل المراسل عن الصيدلي سمير (37 عاما) في منطقة الشهباء جنوب جمعية الزهراء، قوله ان الاشتباكات هي 'الاقوى' منذ بدء المعارك في المنطقة. واضاف 'نعيش في رعب ليلي منذ نحو اسبوع. نسمع كل شيء: اشتباكات بالاسلحة الرشاشة، قصف بالدبابات، انفجارات'. في محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها المعارضون في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر)، والتي تعرضت بدورها لغارات جوية امس، بحسب المرصد.